3958-
عن عمران بن حصين، أن رجلا، أعتق ستة أعبد عند موته، ولم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، «فقال له قولا شديدا»، ثم دعاهم فجزأهم ثلاثة أجزاء، فأقرع بينهم: فأعتق اثنين، وأرق أربعة.
(1) 3959- عن أبي قلابة، بإسناده ومعناه ولم يقل: فقال له قولا شديدا.
(2) 3960- عن أبي زيد، أن رجلا من الأنصار بمعناه وقال: يعني النبي صلى الله عليه وسلم «لو شهدته قبل أن يدفن لم يدفن في مقابر المسلمين».
(3)
(١)إسناده صحيح.
أبو المهلب: هو الجرمي، مختلف في اسمه، وهو عم أبي قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وحماد هو ابن زيد.
وأخرجه مسلم (١٦٦٨)، والترمذي (١٤١٥)، والنسائي في "الكبرى" (٤٩٥٥)
من طريق أيوب السختياني، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (١٩٨٢٦)، و"صحيح ابن حبان" (٤٥٤٢).
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٤٩٥٦ - ٤٩٥٨) من طريق الحسن البصري، عن عمران بن حصين.
والحسن لم يسمع من عمران.
وهو في "مسند أحمد" (١٩٨٤٥).
وانظر ما سيأتي بالأرقام (٣٩٥٩) و (٣٩٦٠) و (٣٩٦١).
(٢) إسناده صحيح.
خالد: هو ابن مهران الحذاء.
وأخرجه ابن ماجه (٢٣٤٥) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وما بعده.
(٣) صحيح من حديث أبي قلابة عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين.
دون قوله: "لو شهدته قبل أن يدفن لم يدفن في مقابر المسلمين" وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، لأن أبا قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من أبي زيد -وهو عمرو بن أخطب- كما قال أبو حاتم.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٤٩٥٤) من طريق عمرو بن عون، عن خالد بن عبد الله الطحان، به.
وهو في "مسند أحمد" (٢٢٨٩١).
والمحفوظ في هذا الحديث ما رواه عبد الأعلى وعبد العزيز بن المختار كما في الطريق السالف قبله: عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران ابن حصين.
موافقا لرواية أيوب السختياني عن أبي قلابة.
في الحديث السالف برقم (٣٩٥٨).
وانظر ما قبله.
تنبيه: جاء بعد هذا الحديث في (هـ): قال أبو داود: خالد الحذاء: هو المنازل، وخالد بن عبد الله الواسطي يقال له: الطحان، وأبو عروبة اسمه مهران، وهو أبو سعيد ابن أبي عروبة، والأعمش سليمان بن مهران، وخالد الحذاء كان على عمل السلطان في الجسر، وابن علية تولى على الصدقة، وحبسه هارون.
قال أبو داود: قال عبد الوارث لابن علية: ذهبت من عندنا وأنت عالم، وجئتا وأنت أمير، فقال: العيال والدين، فقال: أينساك الذي لا ينسى الذرة في جحرها.
كان ابن علية يتشبه بشمائل ابن عون، ولكنه بلي.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( سِتَّة أَعْبُد ) : وَعِنْد مُسْلِم سِتَّة مَمْلُوكِينَ لَهُ عِنْد مَوْته ( فَقَالَ لَهُ ) : فِي شَأْنه ( قَوْلًا شَدِيدًا ) : أَيْ كَرَاهِيَة لِفِعْلِهِ وَتَغْلِيظًا عَلَيْهِ : وَبَيَان هَذَا الْقَوْل الشَّدِيد سَيَأْتِي فِي مَتْن الْحَدِيث ( فَجَزَّأَهُمْ ) : بِتَشْدِيدِ الزَّاي.
قَالَ النَّوَوِيّ بِتَشْدِيدِ الزَّاي وَتَخْفِيفهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ ذَكَرَهُمَا اِبْن السِّكِّيت وَغَيْره أَيْ فَقَسَّمَهُمْ ( وَأَرَقَّ أَرْبَعَة ) : أَيْ أَبْقَى حُكْم الرِّقّ عَلَى الْأَرْبَعَة قَالَ فِي شَرْح السُّنَّة فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْعِتْق الْمُنَجَّز فِي مَرَض الْمَوْت كَالْمُعَلَّقِ بِالْمَوْتِ فِي الِاعْتِبَار مِنْ الثُّلُث وَكَذَلِكَ التَّبَرُّع الْمُنَجَّز فِي مَرَض الْمَوْت اِنْتَهَى.
قَالَ النَّوَوِيّ : فِي هَذَا الْحَدِيث دَلَالَة لِمَذْهَبِ مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَدَاوُدَ وَابْن جَرِير وَالْجُمْهُور فِي إِثْبَات الْقُرْعَة فِي الْعِتْق وَنَحْوه وَأَنَّهُ إِذَا أَعْتَقَ عَبِيدًا فِي مَرَض مَوْته أَوْ أَوْصَى بِعِتْقِهِمْ وَلَا يَخْرُجُونَ مِنْ الثُّلُث أُقْرِعَ بَيْنهمْ فَيُعْتَقُ ثُلُثهمْ بِالْقُرْعَةِ : وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة الْقُرْعَة بَاطِلَة لَا مَدْخَل لَهَا فِي ذَلِكَ بَلْ يُعْتَق مِنْ كُلّ وَاحِد قِسْطه وَيُسْتَسْعَى فِي الْبَاقِي لِأَنَّهَا خَطَر وَهَذَا مَرْدُود بِهَذَا الْحَدِيث الصَّحِيح وَأَحَادِيث كَثِيرَة.
وَقَوْله فِي الْحَدِيث فَأَعْتَقَ اِثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَة صَرِيح بِالرَّدِّ عَلَى أَبِي حَنِيفَة.
وَقَدْ قَالَ بِقَوْلِ أَبِي حَنِيفَة الشَّعْبِيُّ وَالنَّخَعِيُّ وَشُرَيْحٌ وَالْحَسَن وَحُكِيَ أَيْضًا عَنْ اِبْن الْمُسَيِّب اِنْتَهَى.
قُلْت : وَاحْتَجَّ مَنْ أَبْطَلَ الِاسْتِسْعَاء بِحَدِيثِ عِمْرَان بْن حُصَيْن هَذَا , وَوَجْه الدَّلَالَة مِنْهُ أَنَّ الِاسْتِسْعَاء لَوْ كَانَ مَشْرُوعًا لَنَجَّزَ مِنْ كُلّ وَاحِد مِنْهُمْ عِتْق ثُلُثه وَأَمَرَهُ بِالِاسْتِسْعَاءِ فِي بَقِيَّة قِيمَته لِوَرَثَةِ الْمَيِّت , وَأَجَابَ مَنْ أَثْبَتَ الِاسْتِسْعَاء بِأَنَّهَا وَاقِعَة عَيْن فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون قَبْل مَشْرُوعِيَّة الِاسْتِسْعَاء وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الِاسْتِسْعَاء مَشْرُوعًا إِلَّا فِي هَذِهِ الصُّورَة وَهِيَ مَا إِذَا أَعْتَقَ جَمِيع مَا لَيْسَ لَهُ أَنْ يُعْتِقهُ كَذَا فِي الْفَتْح.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
( عَنْ خَالِد ) : وَهُوَ الْحَذَّاء ( لَوْ شَهِدْته ) : أَيْ ذَلِكَ الرَّجُل الْمُعْتِق ( لَمْ يُدْفَن ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول ( فِي مَقَابِر الْمُسْلِمِينَ ) : وَعِنْد النَّسَائِيِّ وَلَقَدْ هَمَمْت أَنْ لَا أُصَلِّيَ عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ : وَهَذَا مَحْمُول عَلَى أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْده كَانَ يَتْرُك الصَّلَاة عَلَيْهِ تَغْلِيظًا وَزَجْرًا لِغَيْرِهِ عَلَى مِثْل فِعْله وَأَمَّا أَصْل الصَّلَاة عَلَيْهِ فَلَا بُدَّ مِنْ وُجُودهَا مِنْ بَعْض الصَّحَابَة اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ هَذَا خَطَأ وَالصَّوَاب رِوَايَة أَيُّوب يَعْنِي السِّخْتِيَانَيَّ وَأَيُّوب أَثْبَتُ مِنْ خَالِد يَعْنِي الْحَذَّاء يُرِيد أَنَّ الصَّوَاب حَدِيث أَبِي الْمُهَلَّب الَّذِي قَبْل هَذَا.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ عِنْدَ مَوْتِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ قَوْلًا شَدِيدًا ثُمَّ دَعَاهُمْ فَجَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ وَلَمْ يَقُلْ فَقَالَ لَهُ قَوْلًا شَدِيدًا حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الطَّحَّانُ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ شَهِدْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَنَ لَمْ يُدْفَنْ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ
عن عمران بن حصين، أن رجلا، أعتق ستة أعبد عند موته ولم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، " فأقرع بينهم: فأعتق اثنين، وأرق أربعة "
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق عبدا، وله مال فمال العبد له، إلا أن يشترطه السيد»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولد الزنا شر الثلاثة» وقال أبو هريرة: «لأن أمتع بسوط في سبيل الله عز وجل أحب إلي من أن أعتق ولد...
عن الغريف بن الديلمي، قال: أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له: حدثنا حديثا، ليس فيه زيادة، ولا نقصان، فغضب وقال: إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته فيزيد،...
عن أبي نجيح السلمي، قال: حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصر الطائف - قال معاذ: سمعت أبي يقول بقصر الطائف بحصن الطائف كل ذلك - فسمعت رسول الله...
ن شرحبيل بن السمط، أنه قال: لعمرو بن عبسة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أعتق رقبة...
عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يعتق عند الموت، كمثل الذي يهدي إذا شبع»
عن جابر رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [البقرة: ١٢٥] "
، عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا، قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن فلما أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله فلانا كائن من آية أذكرني...