3963- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولد الزنا شر الثلاثة» وقال أبو هريرة: «لأن أمتع بسوط في سبيل الله عز وجل أحب إلي من أن أعتق ولد زنية»
إسناده صحيح.
جرير: هو ابن عبد الحميد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٤٩٠٩) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد.
وقال سفيان الثوري وقد روى هذا الحديث عن سهيل عند البيهقي ١٠/ ٥٩: يعني إذا عمل بعمل والديه.
لكن روي عن أم المؤمنين عائشة أنها أنكرت على أبي هريرة تحديثه بهذا، وأخبرت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قصد إنسانا بعينه، فقد أخرج الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٩١٠)، والحاكم ٢/ ٢١٥، والبيهقي ١٠/ ٥٨ من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، قال: بلغ عائشة أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ولد الزنى شر الثلاثة" فقالت: يرحم الله أبا هريرة، أساء سمعا فأساء إجابة - هكذا في الحديث، وأما أهل اللغة فيقولون: إنه أساء سمعا فأساء جابة،بلا ألف -ثم رجعنا إلى حديث الزهري، عن عائشة- لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجل يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه مع ما به ولد زنى"، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هو شر الثلاثة".
وسلمة بن الفضل أثبت الناس في ابن إسحاق، ومما يؤيد رواية ابن إسحاق هذه أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قيل لها: هو شر الثلاثة (يعني ولد الزنى) عابت ذلك، وقالت: ما عليه من وزر أبويه، قال الله: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} أخرجه عنها عبد الرزاق (١٣٨٦٠) و (١٣٨٦١)، والحاكم ٤/ ١٠٠، والبيهقي ١٠/ ٥٨ وإسناده صحيح.
وانظر تمام الكلام عليه في "مسند أحمد" (٨٠٩٨).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَلَد الزِّنَا شَرّ الثَّلَاثَة ) : أَيْ الزَّانِيَانِ وَوَلَدهمَا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : اِخْتَلَفَ النَّاس فِي تَأْوِيل هَذَا الْحَدِيث , فَذَهَبَ بَعْضهمْ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا جَاءَ فِي رَجُل بِعَيْنِهِ كَانَ مَعْرُوفًا [ مَوْسُومًا ] بِالشَّرِّ.
وَقَالَ بَعْضهمْ.
إِنَّمَا صَارَ وَلَد الزِّنَا شَرًّا مِنْ وَالِدَيْهِ لِأَنَّ الْحَدّ قَدْ يُقَام عَلَيْهِمَا فَيَكُون الْعُقُوبَة مُخْتَصَّة بِهِمَا , وَهَذَا مِنْ عِلْم اللَّه لَا يُدْرَى مَا يَصْنَع بِهِ وَمَا يَفْعَل فِي ذُنُوبه.
وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ عَبْد الْكَرِيم قَالَ : كَانَ أَبُو وَلَد الزِّنَا يُكْثِر أَنْ يَمُرّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ هُوَ رَجُل سَوْء يَا رَسُول اللَّه فَيَقُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ شَرّ الثَّلَاثَة يَعْنِي الْأَب , قَالَ فَحَوَّلَ النَّاس الْوَلَد شَرّ الثَّلَاثَة وَكَانَ اِبْن عُمَر إِذَا قِيلَ وَلَد الزِّنَا شَرّ الثَّلَاثَة قَالَ بَلْ هُوَ خَيْر الثَّلَاثَة.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا الَّذِي تَأَوَّلَهُ عَبْد الْكَرِيم أَمْر مَظْنُون لَا يُدْرَى صِحَّته وَاَلَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيث إِنَّمَا هُوَ وَلَد الزِّنَا شَرّ الثَّلَاثَة فَهُوَ عَلَى مَا قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ قَالَ بَعْض أَهْل الْعِلْم إِنَّهُ شَرّ الثَّلَاثَة أَصْلًا وَعُنْصُرًا وَنَسَبًا وَمَوْلِدًا.
وَذَلِكَ أَنَّهُ خُلِقَ مِنْ مَاء الزَّانِي وَالزَّانِيَة وَهُوَ مَاء خَبِيث.
وَقَدْ رُوِيَ " الْعِرْق دَسَّاس " فَلَا يُؤْمَن أَنْ يُؤَثِّر ذَلِكَ الْخُبْث فِيهِ وَيَدِبّ فِي عُرُوقه فَيَحْمِلهُ عَلَى الشَّرّ وَيَدْعُوهُ إِلَى الْخُبْث , وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى فِي قِصَّة مَرْيَم : { مَا كَانَ أَبُوك أَمْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّك بَغْيًا } فَقَضَوْا بِفَسَادِ الْأَصْل عَلَى فَسَاد الْفَرْع.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي قَوْله تَعَالَى { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ } قَالَ وَلَدُ الزِّنَا مِمَّا ذُرِئَ لِجَهَنَّمَ وَكَذَا عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر.
وَعَنْ أَبِي حَنِيفَة أَنَّ مَنْ اِبْتَاعَ غُلَامًا فَوَجَدَهُ وَلَدَ زِنًا فَإِنَّ لَهُ أَنْ يَرُدَّهُ بِالْعَيْبِ فَأَمَّا قَوْل اِبْن عُمَر أَنَّهُ خَيْر الثَّلَاثَة فَإِنَّمَا وَجْهه أَنْ لَا إِثْم لَهُ فِي الذَّنْب بَاشَرَهُ وَالِدَاهُ فَهُوَ خَيْر مِنْهُمَا لِبَرَاءَتِهِ مِنْ ذُنُوبهمَا.
وَفِي الْمُسْتَدْرَك مِنْ طَرِيق عُرْوَة قَالَ : بَلَغَ عَائِشَة أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة يَقُول : إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " وَلَد الزِّنَا شَرّ الثَّلَاثَة " قَالَتْ كَانَ رَجُل مِنْ الْمُنَافِقِينَ يُؤْذِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ يَعْذِرنِي مِنْ فُلَان فَقِيلَ يَا رَسُول اللَّه إِنَّهُ مَعَ مَا بِهِ وَلَد زِنًا , فَقَالَ هُوَ شَرّ الثَّلَاثَة وَاَللَّه تَعَالَى يَقُول : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }.
وَفِي سُنَن الْبَيْهَقِيِّ مِنْ طَرِيق زَيْد بْن مُعَاوِيَة بْن صَالِح قَالَ حَدَّثَنِي السَّفَر بْن بَشِير الْأَسَدِيُّ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا قَالَ وَلَد الزِّنَا شَرّ الثَّلَاثَة أَنَّ أَبَوَيْهِ أَسْلَمَا وَلَمْ يُسْلِم هُوَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ شَرّ الثَّلَاثَة.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَهَذَا مُرْسَل.
وَفِي مُسْنَد أَحْمَد مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بْن عُبَيْد بْن رِفَاعَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَلَد الزِّنَا شَرّ الثَّلَاثَة إِذَا عَمِلَ عَمَل أَبَوَيْهِ ".
وَفِي مُعْجَم الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا مِثْله.
وَفِي سُنَن الْبَيْهَقِيِّ عَنْ الْحَسَن قَالَ إِنَّمَا سَمَّى وَلَد الزِّنَا شَرّ الثَّلَاثَة أَنَّ اِمْرَأَة قَالَتْ لَهُ لَسْت لِأَبِيك الَّذِي تُدْعَى لَهُ فَقَتَلَهَا فَسُمِّيَ شَرّ الثَّلَاثَة قَالَهُ السُّيُوطِيّ فِي مِرْقَاة الصُّعُود.
( لَأَنْ أُمَتِّع ) : صِيغَة الْمُتَكَلِّم الْمَعْرُوف مِنْ التَّفْعِيل يُقَال مَتَّعْته بِالتَّثْقِيلِ أَيْ أَعْطَيْته , وَمِنْهُ فِي الْحَدِيث أَنَّ عَبْد الرَّحْمَن طَلَّقَ اِمْرَأَته فَمَتَّعَ بِوَلِيدَةٍ أَيْ أَعْطَاهَا أَمَة وَالْمَعْنَى أَيْ لَأَنْ أُعْطِيَ بِسَوْطٍ ( أَنْ أُعْتِق وَلَد زِنْيَة ) : بِكَسْرِ الزَّاي وَسُكُون النُّون وَفَتْح الزَّاي أَيْضًا لُغَة.
قَالَ فِي الْمِصْبَاح : زِنْيَة بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَهُوَ خِلَاف قَوْلهمْ هُوَ وَلَد رِشْدَة أَيْ بِكَسْرِ الرَّاء.
قَالَ اِبْن السِّكِّيت : زِنْيَة وَغِيَّة بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وَالزِّنَا بِالْقَصْرِ اِنْتَهَى.
قَالَ فِي النِّهَايَة : وَيُقَال لِلْوَلَدِ إِذَا كَانَ مِنْ زِنًا هُوَ لِزِنْيَةٍ وَعَنْ اِبْن مَاجَهْ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعْف عَنْ مَيْمُونَة بِنْت سَعْد مَوْلَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ وَلَد الزِّنَا فَقَالَ نَعْلَانِ أُجَاهِد فِيهِمَا خَيْر مِنْ أُعْتِق وَلَد الزِّنَا اِنْتَهَى.
وَكَانَ الْمُرَاد أَنَّ أَجْر إِعْتَاقه قَلِيل وَلَعَلَّ ذَلِكَ لِأَنَّ الْغَالِب عَلَيْهِ الشَّرّ عَادَة فَالْإِحْسَان إِلَيْهِ قَلِيل الْأَجْر كَالْإِحْسَانِ إِلَى غَيْر أَهْله , وَهَذَا هُوَ مُرَاد أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ و قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَأَنْ أُمَتِّعَ بِسَوْطٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ وَلَدَ زِنْيَةٍ
عن الغريف بن الديلمي، قال: أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له: حدثنا حديثا، ليس فيه زيادة، ولا نقصان، فغضب وقال: إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته فيزيد،...
عن أبي نجيح السلمي، قال: حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصر الطائف - قال معاذ: سمعت أبي يقول بقصر الطائف بحصن الطائف كل ذلك - فسمعت رسول الله...
ن شرحبيل بن السمط، أنه قال: لعمرو بن عبسة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أعتق رقبة...
عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يعتق عند الموت، كمثل الذي يهدي إذا شبع»
عن جابر رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [البقرة: ١٢٥] "
، عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا، قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن فلما أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله فلانا كائن من آية أذكرني...
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " نزلت هذه الآية {وما كان لنبي أن يغل} [آل عمران: ١٦١] في قطيفة حمراء، فقدت يوم بدر فقال: بعض الناس لعل رسول الله صلى الل...
عن أنس بن مالك، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من البخل والهرم»
عن لقيط بن صبرة قال: كنت وافد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث فقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحسبن» ولم يقل لا تحسب...