3884- عن ابن المسيب، عن أبيه «أن أبا طالب لما حضرته الوفاة، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقال: أي عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزالا يكلمانه، حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} ونزلت: {إنك لا تهدي من أحببت}.»
(تبين لهم) ظهر لهم وثبت بموتهم على الكفر.
(أصحاب الجحيم) المستحقون لدخول النار والخلود فيها.
/التوبة: ١١٣/.
(لا تهدي من أحببت) ليس في قدرتك أن تدخل في الإسلام كل من رغبت في هدايته.
/القصص: ٥٦/.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنَا مَحْمُود ) هُوَ اِبْن غَيْلَانِ.
قَوْله : ( عَنْ أَبِيهِ ) هُوَ حَزْن بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الزَّاي أَيْ اِبْن أَبِي وَهْب الْمَخْزُومِيّ.
قَوْله : ( أَنَّ أَبَا طَالِب لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاة ) أَيْ قَبْل أَنْ يَدْخُل فِي الْغَرْغَرَة قَوْله : ( أُحَاجّ ) بِتَشْدِيدِ الْجِيم وَأَصْله أُحَاجِجْ , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَاخِر الْجَنَائِز بِلَفْظِ " أَشْهَد لَك بِهَا عِنْد اللَّه " وَكَأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَهِمَ مِنْ اِمْتِنَاع أَبِي طَالِب مِنْ الشَّهَادَة فِي تِلْكَ الْحَالَة أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَنْفَعهُ لِوُقُوعِهِ عِنْد الْمَوْت أَوْ لِكَوْنِهِ لَمْ يَتَمَكَّن مِنْ سَائِر الْأَعْمَال كَالصَّلَاةِ وَغَيْرهَا , فَلِذَلِكَ ذَكَرَ لَهُ الْمُحَاجَجَة.
وَأَمَّا لَفْظ الشَّهَادَة فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَنْفَعهُ إِذْ لَمْ يَحْضُرهُ حِينَئِذٍ أَحَد مِنْ الْمُؤْمِنِينَ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَطَيَّبَ قَلْبه بِأَنْ يَشْهَد لَهُ بِهَا فَيَنْفَعهُ.
وَفِي رِوَايَة أَبِي حَازِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عِنْد أَحْمَد " فَقَالَ أَبُو طَالِب : لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرنِي قُرَيْش يَقُولُونَ مَا حَمَلَهُ عَلَيْهِ إِلَّا جَزَع الْمَوْت لَأَقْرَرْت بِهَا عَيْنك " وَأَخْرَجَ اِبْن إِسْحَاق مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس نَحْوه.
قَوْله : ( وَعَبْد اللَّه بْن أَبِي أُمَيَّة ) أَيْ اِبْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مَخْزُوم , وَهُوَ أَخُو أُمّ سَلَمَة الَّتِي تَزَوَّجَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد ذَلِكَ , قَدْ أَسْلَمَ عَبْد اللَّه يَوْم الْفَتْح وَاسْتُشْهِدَ فِي تِلْكَ السَّنَة فِي غَزَاة حُنَيْنٍ.
قَوْله : ( عَلَى مِلَّة عَبْد الْمُطَّلِب ) خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف , أَيْ هُوَ , وَثَبَتَ كَذَلِكَ فِي طَرِيق أُخْرَى.
قَوْله : ( فَنَزَلَتْ : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْد مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَاب الْجَحِيم.
وَنَزَلَتْ إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت ) أَمَّا نُزُول هَذِهِ الْآيَة الثَّانِيَة فَوَاضِح فِي قِصَّة أَبِي طَالِب , وَأَمَّا نُزُول الَّتِي قَبْلهَا فَفِيهِ نَظَر , وَيَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ الْآيَة الْمُتَعَلِّقَة بِالِاسْتِغْفَارِ نَزَلَتْ بَعْد أَبِي طَالِب بِمُدَّةٍ , وَهِيَ عَامَّة فِي حَقّه وَفِي حَقّ غَيْره , وَيُوَضِّح ذَلِكَ مَا سَيَأْتِي فِي التَّفْسِير بِلَفْظِ " فَأَنْزَلَ اللَّه بَعْد ذَلِكَ ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا ) الْآيَة.
وَأَنْزَلَ فِي أَبِي طَالِب ( إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت ) وَلِأَحْمَد مِنْ طَرِيق أَبِي حَازِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فِي قِصَّة أَبِي طَالِب " قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّه ( إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت ) وَهَذَا كُلّه ظَاهِر فِي أَنَّهُ مَاتَ عَلَى غَيْر الْإِسْلَام.
وَيُضَعِّف مَا ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيّ أَنَّهُ رَأَى فِي بَعْض كُتُب الْمَسْعُودِيّ أَنَّهُ أَسْلَمَ , لِأَنَّ مِثْل ذَلِكَ لَا يُعَارِض مَا فِي الصَّحِيح.
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ أَيْ عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ فَنَزَلَتْ { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } وَنَزَلَتْ { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ }
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه، فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ ك...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لما كذبني قريش، قمت في الحجر، فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن...
عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما: «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به: بينما أنا في الحطيم، وربما قال في الحجر، مضطجعا، إذ أتاني آت...
عن ابن عباس رضي الله عنهما: «في قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أ...
عن كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، بطوله.<br> قال ابن بكير في حديثه: «ولقد شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ا...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: «شهد بي خالاي العقبة.».<br> قال أبو عبد الله: قال ابن عيينة: أحدهما البراء بن معرور.<br>
قال جابر : «أنا وأبي وخالي من أصحاب العقبة».<br>
عن ابن شهاب، عن عمه قال: أخبرني أبو إدريس عائذ الله: أن عبادة بن الصامت، من الذين شهدوا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه ليلة العق...
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: «إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق...