حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب اللباس باب ما جاء في إسبال الإزار (حديث رقم: 4089 )


4089- عن قيس بن بشر التغلبي، قال: أخبرني أبي، وكان جليسا لأبي الدرداء، قال: كان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلا متوحدا، قلما يجالس الناس، إنما هو صلاة، فإذا فرغ، فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله، فمر بنا ونحن عند أبي الدرداء، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فقدمت، فجاء رجل منهم فجلس في المجلس الذي يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا حين التقينا نحن والعدو فحمل فلان فطعن، فقال: خذها مني وأنا الغلام الغفاري، كيف ترى في قوله؟ قال: ما أراه إلا قد بطل أجره، فسمع بذلك آخر، فقال: ما أرى بذلك بأسا، فتنازعا حتى سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «سبحان الله لا بأس أن يؤجر، ويحمد» فرأيت أبا الدرداء سر بذلك، وجعل يرفع رأسه إليه ويقول: أنت سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم، فما زال يعيد عليه حتى إني لأقول: ليبركن على ركبتيه، قال: فمر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها» ثم مر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم «نعم الرجل خريم الأسدي، لولا طول جمته، وإسبال إزاره»، فبلغ ذلك خريما فعجل، فأخذ شفرة فقطع بها جمته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه، ثم مر بنا يوما آخر، فقال له أبو الدرداء: كلمة تنفعنا، ولا تضرك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش، ولا التفحش»، قال أبو داود: وكذلك قال: أبو نعيم، عن هشام قال: «حتى تكونوا كالشامة في الناس»

أخرجه أبو داوود


إسناده محتمل للتحسين.
بشر والد قيس -واسمه بشر بن قيس التغلبي- تابعي كبير، كان جليسا لأبي الدرداء، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وابنه قيس قال فيه هشام بن سعد: كان رجل صدق، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا.
وأما هشام بن سعد فحسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد جاء للمرفوع من حديثه شواهد تعضده.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص ٣٦: هذا حديث حسن.
وابن الحنظلية: هو سهل بن الربيع بن عمرو، ويقال: سهل بن عمرو، أنصاري حارثي، سكن الشام، والحنظلية: هي أم جده، وهي من بني حنظلة بن تميم.
قاله المنذري في "تهذيب السنن".
وأخرجه أحمد (١٧٦٢٢)، والطبراني في "الكبير" (٥٦١٦) و (٥٦١٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٦٢٠٤)، وفي "الآداب" (٥٩٤)، والمزي في ترجمة بشر بن قيس التغلبي من "تهذيب الكمال" ٤/ ١٤٣ - ١٤٤، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص ٣٥ - ٣٦، من طريق هشام بن سعد، بهذا الإسناد.
وأخرج القطعة الأولى منه ابن أبي شيبة ١٢/ ٥٠٦، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (٢٤٤)، والطبراني (٥٦١٨)، وابن عساكر في" تاريخ دمشق" ١٠/ ٢٥٠ - ٢٥١ من طريق هشام بن سعد، به.
وأخرج القطعة الثانية منه الحاكم ٢/ ٩١ - ٩٢ من طريق هشام بن سعد، به.
وأخرج القطعة الثالثة منه البخاري في "التاريخ الكبير" ٣/ ٢٢٥، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٠٤٥)، وابن قانع في "معجم الصحابة" ١/ ٢٦٨، والبيهقي في "الآداب" (٧٠٢) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٦/ ٣٥٢ من طريق هشام بن سعد، به.
وأخرج القطعة الرابعة منه ابن المبارك في "مسنده" (٣٣)، وفي "الزهد" (٨٥٣)، وابن أبي شيبة ٥/ ٣٤٥، والبيهقي في الشعب" (٦٢٠٥)، والحاكم ٤/ ١٨٣، وابن عساكر ١٠/ ٢٥٠ من طريق هشام بن سعد، به.
ويشهد للقطعة الأولى منه حديث أبي ذر عند مسلم (٢٦٤٢) قال: قيل: يا رسول الله، أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: "تلك عاجل بشرى المؤمن".
ويشهد للقطعة الثانية، وهي قصة الخيل حديث أبي كبشة عند أبي عوانة (٧٢٩٤)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/ ٢٧٤، وابن حبان (٤٦٧٤)، والطبراني في "الكبير" ٢٢/ (٨٤٩) وفي "مسند الشاميين" (٢٠٦٤)، والحاكم ٢/ ٩١.
وإسناده صحح.
وحديث أبي هريرة عند أبي عوانة (٧٢٧٦)، وابن حبان (٤٦٧٥).
وإسناده صحيح.
ويشهد للقطعة الثالثة منه حديث خريم نفسه عند عبد الرزاق (١٩٩٨٦)، وابن سعد في "الطبقات" ٦/ ٣٨، وأحمد (١٨٨٩٩)، وغيرهم، وهو حسن بطرقه كما بيناه في "مسند أحمد".
وروي عن أخيه سمرة بن فاتك الأسدي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك له.
أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (١٠٩)، وأحمد (١٧٧٨٨)، والبخاري في "التاريخ "الكبير" ٤/ ١٧٧، وابن قانع في "معجم الصحابة" ١/ ٣٠٥، وغيرهم.
وإسناده حسن إن شاء الله.
ويشهد لقوله: "إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" حديث عائشة عند مسلم (٢١٦٥).
ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (٦٤٨٧)، وابن حبان (٥١٧٦) وغيرهما.
وإسناده صحيح.
ومن حديث أبي هريرة عند أحمد (٩٥٦٩) وإسناده صحيح.
واللمة: بكسر اللام وتشديد الميم وفتحها: الشعر يجاوز شحمة الأذنين، وقيل: هي أكثر من الوفرة، والوفرة: الشعر إلى شحمة الأذن ثم الجمة، ثم اللمة.

شرح حديث (نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره )

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( وَكَانَ رَجُلًا مُتَوَحِّدًا ) ‏ ‏: أَيْ مُنْفَرِدًا عَنْ النَّاس مُعْتَزِلًا مِنْهُمْ ‏ ‏( إِنَّمَا هُوَ ) ‏ ‏: أَيْ شَغَلَهُ ‏ ‏( صَلَاة فَإِذَا فَرَغَ فَإِنَّمَا هُوَ تَسْبِيح وَتَكْبِير ) ‏ ‏: الْمَعْنَى إِنَّمَا شَغَلَهُ عَنْ مُجَالَسَة النَّاس الصَّلَاة , فَإِذَا فَرَغَ عَنْ الصَّلَاة شَغَلَهُ التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير.
‏ ‏وَعِنْد أَحْمَد فِي مُسْنَده قَالَ كَانَ بِدِمَشْق رَجُل يُقَال لَهُ اِبْن الْحَنْظَلِيَّةِ مُتَوَحِّدًا لَا يَكَاد يُكَلِّم أَحَدًا إِنَّمَا هُوَ فِي صَلَاة فَإِذَا فَرَغَ يُسَبِّح وَيُكَبِّر وَيُهَلِّل حَتَّى يَرْجِع إِلَى أَهْله اِنْتَهَى ‏ ‏( قَالَ فَمَرَّ بِنَا ) ‏ ‏: أَيْ قَالَ أَبِي فَمَرَّ اِبْن الْحَنْظَلِيَّةِ بِنَا ‏ ‏( وَنَحْنُ عِنْد أَبِي الدَّرْدَاء ) ‏ ‏: جُمْلَة حَالِيَّة ‏ ‏( فَقَالَ لَهُ ) ‏ ‏: أَيْ لِابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ ‏ ‏( كَلِمَةً ) ‏ ‏: بِالنَّصْبِ أَيْ قُلْ لَنَا كَلِمَة ‏ ‏( سَرِيَّة ) ‏ ‏: هِيَ طَائِفَة مِنْ جَيْش أَقْصَاهَا أَرْبَع مِائَة تُبْعَث إِلَى الْعَدُوّ , وَجَمْعهَا السَّرَايَا سُمُّوا بِهِ لِأَنَّهُمْ يَكُونُونَ خُلَاصَة الْعَسْكَر وَخِيَارهمْ مِنْ الشَّيْء السَّرِيّ أَيْ النَّفِيس ‏ ‏( فَحَمَلَ فُلَان ) ‏ ‏: أَيْ عَلَى الْعَدُوّ ‏ ‏( فَطَعَنَ ) ‏ ‏: أَيْ بِالرُّمْحِ ‏ ‏( فَقَالَ ) ‏ ‏: ذَلِكَ فُلَان وَكَانَ مِنْ بَنِي الْغِفَار لِلْعَدُوِّ ‏ ‏( خُذْهَا ) ‏ ‏: أَيْ الطَّعْنَة بِالرُّمْحِ ‏ ‏( مِنَى وَأَنَا الْغُلَام الْغِفَارِيُّ ) ‏ ‏: قَالَ ذَلِكَ لِيَحْمَدهُ النَّاس عَلَى ذَلِكَ الْفِعْل ‏ ‏( كَيْف تَرَى ) ‏ ‏: الْخِطَاب لِلرَّجُلِ الَّذِي كَانَ إِلَى جَنْب الرَّجُل الْقَائِل ‏ ‏( فِي قَوْله ) ‏ ‏: الْمَذْكُور وَهُوَ خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الْغُلَام الْغِفَارِيُّ ‏ ‏( قَالَ مَا أُرَاهُ ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْهَمْزَة أَيْ مَا أَظُنّهُ ‏ ‏( لَا بَأْس أَنْ يُؤْجَر ) ‏ ‏: أَيْ مِنْ اللَّه تَعَالَى عَلَى نِيَّتِهِ ‏ ‏( وَيُحْمَد ) ‏ ‏أَيْ مِنْ النَّاس ‏ ‏( سُرَّ ) ‏ ‏عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ مِنْ السُّرُور ‏ ‏( فَمَا زَالَ يُعِيد ) ‏ ‏: أَبُو الدَّرْدَاء ‏ ‏( عَلَيْهِ ) ‏ ‏: أَيْ عَلَى ابْن الْحَنْظَلِيَّةِ تِلْكَ الْمَقَالَة أَيْ أَنْتَ سَمِعْت ذَلِكَ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( لَيَبْرُكَنَّ ) ‏ ‏: بِلَامِ التَّأَكُّد وَالنُّون الثَّقِيلَة أَيْ أَبُو الدَّرْدَاء ‏ ‏( عَلَى رُكْبَتَيْهِ ) ‏ ‏: أَيْ اِبْن الْحَنْظَلِيَّةِ.
‏ ‏وَالْمَعْنَى أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاء قَدْ بَالَغَ فِي السُّؤَال عَنْ اِبْن الْحَنْظَلِيَّةِ وَقَرُبَ مِنْهُ قُرْبَة شَدِيدَة حَتَّى إنِّي لَأَقُول : لَيَبْرُكَنَّ أَبُو الدَّرْدَاء عَلَى رُكْبَتَيْ اِبْن الْحَنْظَلِيَّةِ مِنْ شِدَّة الْمُقَارَبَة.
‏ ‏وَفِي رِوَايَة لِأَحْمَد : فَسُرَّ بِذَلِكَ أَبُو الدَّرْدَاء حَتَّى هَمَّ أَنْ يَجْثُوَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ , فَقَالَ أَنْتَ سَمِعْته مِرَارًا.
اِنْتَهَى وَاَللَّه أَعْلَم.
‏ ‏( الْمُنْفِق عَلَى الْخَيْل ) ‏ ‏: أَيْ إِذَا كَانَ رَبَطَهُ بِقَصْدِ الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه ‏ ‏( نِعْمَ الرَّجُل خُرَيْم ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفَتْح الرَّاء مُصَغَّرًا ‏ ‏( لَوْلَا طُول جُمَّته ) ‏ ‏: بِضَمِّ الْجِيم وَتَشْدِيد الْمِيم هُوَ مِنْ شَعْر الرَّأْس مَا سَقَطَ عَلَى الْمَنْكِبَيْنِ ‏ ‏( وَإِسْبَال إِزَاره ) ‏ ‏: أَيْ عَنْ الْكَعْبَيْنِ.
‏ ‏وَفِيهِ جَوَاز ذِكْر الْمُسْلِم أَخَاهُ الْغَائِب بِمَا فِيهِ مِنْ مَكْرُوه شَرْعًا إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ يَرْتَدِع عَنْهُ وَيَتْرُكهُ عِنْد سَمَاعه ‏ ‏( فَأَخَذَ شَفْرَة ) ‏ ‏: بِفَتْحٍ فَسُكُون أَيْ سِكِّينًا ‏ ‏( إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانكُمْ ) ‏ ‏أَيْ دَاخِلُونَ عَلَيْهِمْ , الظَّاهِر أَنَّهُ قَالَ حِين دُخُولهمْ بِلَادهمْ مِنْ السَّفَر ‏ ‏( كَأَنَّكُمْ شَامَة ) ‏ ‏: بِتَخْفِيفِ الْمِيم وَهِيَ الْخَال أَيْ كَالْأَمْرِ الْمُتَبَيِّن الَّذِي يَعْرِفهُ كُلّ مَنْ يَقْصِدهُ إِذْ الْعَادَة دُخُول الْإِخْوَان عَلَى الْقَادِم قَصْدًا لِزِيَارَتِهِ ‏ ‏( فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى لَا يُحِبّ الْفُحْش ) ‏ ‏: قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ كُلّ مَا يَشْتَدّ قُبْحه مِنْ ذُنُوب وَمَعَاصٍ وَيَكْثُر وُرُوده فِي الزِّنَا وَكُلّ خَصْلَة قَبِيحَة فَاحِشَة مِنْ الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال ‏ ‏( وَلَا التَّفَحُّش ) ‏ ‏: هُوَ تَكَلُّف الْفُحْش وَتَعَمُّده.
فَالْهَيْئَة الرَّدِيَّة وَالْحَالَة الْكَثِيفَة دَاخِلَة أَيْضًا تَحْت الْفُحْش وَالتَّفَحُّش وَإِنَّ اللَّه جَمِيل يُحِبّ الْجَمَال.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَابْن الْحَنْظَلِيَّةِ هُوَ سَهْل بْن الرَّبِيع بْن عَمْرو وَيُقَال سَهْل بْن عَمْرو أَنْصَارِيّ حَارِثِيّ سَكَنَ الشَّام وَالْحَنْظَلِيَّة أُمّه وَقِيلَ هِيَ أُمّ جَدّه وَهِيَ مِنْ بَنِي حَنْظَلَة بْن تَمِيم اِنْتَهَى.
قَالَ النَّوَوِيّ فِي رِيَاض الصَّالِحِينَ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَن إِلَّا قَيْس بْن بِشْر فَاخْتَلَفُوا فِي تَوْثِيقه وَتَضْعِيفه وَقَدْ رَوَى لَهُ مُسْلِم ‏ ‏( وَكَذَلِكَ ) ‏ ‏: أَيْ كَمَا رَوَى عَبْد الْمَلِك بْن عَمْرو عَنْ هِشَام ‏ ‏( قَالَ أَبُو نُعَيْم ) ‏ ‏: الْفَضْل بْن دُكَيْن ‏ ‏( عَنْ هِشَام ) ‏ ‏: بْن سَعْد الْقُرَشِيّ بِإِسْنَادِهِ ‏ ‏( قَالَ حَتَّى تَكُونُوا كَالشَّامَةِ فِي النَّاس ) ‏ ‏: وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث رُوِيَ عَنْ هِشَام بْن سَعْد أَبُو عَامِر عَبْد الْمَلِك بْن عَمْرو.
وَأَبُو نُعَيْم كَمَا عِنْد الْمُؤَلِّف.
وَوَكِيع كَمَا عِنْد أَحْمَد فِي رِوَايَة لَهُ وَكُلّهمْ أَيْ عَبْد الْمَلِك , وَأَبُو نُعَيْم وَوَكِيع رَوَى عَنْ هِشَام هَذِهِ الْجُمْلَة أَيْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَة فِي النَّاس , لَكِنْ عَبْد الْمَلِك اخْتُلِفَ عَلَيْهِ , فَرَوَى عَنْهُ هَارُون بْن عَبْد اللَّه هَذِهِ الْجُمْلَة كَمَا عِنْد الْمُؤَلِّف , وَلَمْ يَذْكُر أَحْمَد بْن حَنْبَل عَنْ عَبْد الْمَلِك هَذِهِ الْجُمْلَة فَأَرَادَ الْمُؤَلِّف تَقْوِيَة رِوَايَة مَنْ رَوَاهُ بِإِثْبَاتِهَا وَأَنَّ أَبَا نُعَيْم قَدْ تَابَعَ عَبْد الْمَلِك وَكَذَلِكَ تَابَعَهُ وَكِيع ثُمَّ إِنَّ عَبْد الْمَلِك قَدْ رَوَاهَا عَنْهُ هَارُون بْن عَبْد اللَّه وَإِنْ لَمْ يَرْوِهَا أَحْمَد بْن حَنْبَل عَنْ عَبْد الْمَلِك فَالِاعْتِبَار لِمَنْ حَفِظَهَا لَا لِمَنْ لَمْ يَحْفَظهَا وَأَمَّا أَحْمَد بْن حَنْبَل عَنْ وَكِيع فَرَوَاهُ بِإِثْبَاتِ هَذِهِ الْجُمْلَة وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث سبحان الله لا بأس أن يؤجر ويحمد فرأيت أبا الدرداء سر بذلك وجعل يرفع رأسه

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو عَامِرٍ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَمْرٍو ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَيْسِ بْنِ بِشْرٍ التَّغْلِبِيِّ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏أَبِي ‏ ‏وَكَانَ جَلِيسًا ‏ ‏لِأَبِي الدَّرْدَاءِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَانَ ‏ ‏بِدِمَشْقَ ‏ ‏رَجُلٌ مِنْ ‏ ‏أَصْحَابِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُقَالُ لَهُ ‏ ‏ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ ‏ ‏وَكَانَ رَجُلًا ‏ ‏مُتَوَحِّدًا ‏ ‏قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ إِنَّمَا هُوَ صَلَاةٌ فَإِذَا فَرَغَ فَإِنَّمَا هُوَ تَسْبِيحٌ وَتَكْبِيرٌ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَمَرَّ بِنَا وَنَحْنُ عِنْدَ ‏ ‏أَبِي الدَّرْدَاءِ ‏ ‏فَقَالَ لَهُ ‏ ‏أَبُو الدَّرْدَاءِ ‏ ‏كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سَرِيَّةً ‏ ‏فَقَدِمَتْ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ لَوْ رَأَيْتَنَا حِينَ الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَالْعَدُوُّ فَحَمَلَ فُلَانٌ فَطَعَنَ فَقَالَ خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الْغُلَامُ ‏ ‏الْغِفَارِيُّ كَيْفَ ‏ ‏تَرَى فِي قَوْلِهِ قَالَ مَا ‏ ‏أُرَاهُ إِلَّا قَدْ بَطَلَ أَجْرُهُ فَسَمِعَ بِذَلِكَ آخَرُ فَقَالَ مَا ‏ ‏أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا فَتَنَازَعَا حَتَّى سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ لَا بَأْسَ أَنْ يُؤْجَرَ وَيُحْمَدَ فَرَأَيْتُ ‏ ‏أَبَا الدَّرْدَاءِ ‏ ‏سُرَّ بِذَلِكَ وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَيَقُولُ نَعَمْ فَمَا زَالَ يُعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ لَيَبْرُكَنَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَالَ فَمَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ فَقَالَ لَهُ ‏ ‏أَبُو الدَّرْدَاءِ ‏ ‏كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الْمُنْفِقُ عَلَى الْخَيْلِ كَالْبَاسِطِ يَدَهُ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ فَقَالَ لَهُ ‏ ‏أَبُو الدَّرْدَاءِ ‏ ‏كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نِعْمَ الرَّجُلُ ‏ ‏خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ ‏ ‏لَوْلَا طُولُ ‏ ‏جُمَّتِهِ ‏ ‏وَإِسْبَالُ ‏ ‏إِزَارِهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ ‏ ‏خُرَيْمًا ‏ ‏فَعَجِلَ فَأَخَذَ ‏ ‏شَفْرَةً ‏ ‏فَقَطَعَ بِهَا ‏ ‏جُمَّتَهُ ‏ ‏إِلَى أُذُنَيْهِ وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْمًا آخَرَ فَقَالَ لَهُ ‏ ‏أَبُو الدَّرْدَاءِ ‏ ‏كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلَا تَضُرُّكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا ‏ ‏رِحَالَكُمْ ‏ ‏وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ ‏ ‏الْفُحْشَ ‏ ‏وَلَا ‏ ‏التَّفَحُّشَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو دَاوُد ‏ ‏وَكَذَلِكَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو نُعَيْمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏هِشَامٍ ‏ ‏قَالَ حَتَّى تَكُونُوا ‏ ‏كَالشَّامَةِ ‏ ‏فِي النَّاسِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

قال الله عز وجل الكبرياء ردائي والعظمة إزاري

عن أبي هريرة - قال هناد: - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما، قذفته في ال...

لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من...

عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال خردلة...

إن الكبر من بطر الحق وغمط الناس

عن أبي هريرة، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم: وكان رجلا جميلا، فقال: يا رسول الله، إني رجل حبب إلي الجمال، وأعطيت منه ما ترى، حتى ما أحب أن يفو...

إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا جناح فيما بينه وبين...

عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إزرة المسلم إلى نصف...

الإسبال في الإزار والقميص والعمامة

عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإسبال في الإزار، والقميص، والعمامة، من جر منها شيئا خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم الق...

ما قال رسول الله ﷺ في الإزار فهو في القميص

عن ابن عمر، يقول: «ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار، فهو في القميص»

رآه يأتزر فيضع حاشية إزاره من مقدمه على ظهر قدميه...

عكرمة، أنه رأى ابن عباس يأتزر، فيضع حاشية إزاره من مقدمه على ظهر قدميه، ويرفع من مؤخره، قلت: لم تأتزر هذه الإزرة؟ قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه...

لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرج...

عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه لعن المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء»

لعن الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل

عن أبي هريرة، قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل»