4087-
عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم» قلت: من هم يا رسول الله قد خابوا وخسروا؟ فأعادها ثلاثا، قلت: من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟ فقال: «المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب - أو الفاجر -»(1) 4088- عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، " والأول أتم، قال المنان: الذي لا يعطي شيئا إلا منه ".
(2)
(١) إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (١٠٦)، وابن ماجه (٢٢٠٨)، والترمذي (١٢٥٤)، والنسائي في "الكبرى" (٢٣٥٥) و (٦٠٠٧) و (٩٦٢١) و (١٠٩٤٦) من طريق شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (٢٢٠٨) من طريق المسعودي، عن علي بن مدرك، عن خرشة بن الحر، به.
وفيه انقطاع.
وهو في "مسند أحمد" (٢١٣١٨)، و"صحيح ابن حبان" (٤٩٠٧).
وانظر ما بعده.
وقوله: المسبل.
قال الخطابي: أنما نهى عن الإسبال، لما فيه من النخوة والكبر، والمنان يتأول على وجهين، أحدهما: من المنة، وهي أن وقعت في الصدقة أبطلت الأجر، وإن كانت في المعروف، كدرت الصنيعة وأفسدتها.
والوجه الآخر: أن يراد بالمن النقص، يريد النقص من الحق والخيانة في الوزن والكيل ونحوهما، ومن هذا قول الله سبحانه: {وإن لك لأجرا غير ممنون} [القلم:٣]، أي: غير منقوص، ومن ذلك سمي الموت منونا، لأنه ينقص الأعداد ويقطع الأعمار.
(٢) إسناده صحح.
الأعمش: هو سليمان بن مهران، وسفيان: هو الثوري، ويحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه مسلم (١٠٦)، والنسائي في "الكبرى" (٢٣٥٦) و (٦٠٠٨) و (٩٦٢٢) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٢١٤٠٥).
وانظر ما قبله.
وقوله: "إلا منه" أي: إلا قرعه بمنة، قال في "اللسان": من خيره يمنه منا، فعدوه.
قلنا: يمني عدوه بنفسه من غير حرف جر.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ عَلِيّ بْن مُدْرِك ) : بِضَمِّ الْمِيم وَإِسْكَان الدَّال الْمُهْمَلَة وَكَسْر الرَّاء الْمُهْمَلَة ( عَنْ خَرَشَة ) : بِخَاءٍ مُعْجَمَة ثُمَّ رَاء مَفْتُوحَتَيْنِ ثُمَّ شِين مُعْجَمَة ( لَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه ) : أَيْ لَا يُكَلِّمهُمْ بِكَلَامِ أَهْل الْخَيْر وَبِإِظْهَارِ الرِّضَا بَلْ بِكَلَامِ أَهْل السُّخْط وَالْغَضَب , وَقِيلَ الْمُرَاد الْإِعْرَاض عَنْهُمْ.
وَقَالَ جُمْهُور الْمُفَسِّرِينَ لَا يُكَلِّمهُمْ كَلَامًا يَنْفَعهُمْ وَيَسُرّهُمْ ( وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِمْ ) : أَيْ يُعْرِض عَنْهُمْ وَنَظَره تَعَالَى لِعِبَادِهِ رَحْمَته وَلُطْفه بِهِمْ ( وَلَا يُزَكِّيهِمْ ) : أَيْ لَا يُطَهِّرهُمْ مِنْ دَنَس ذُنُوبهمْ ( أَلِيم ) : أَيْ مُؤْلِم ( قَدْ خَابُوا ) : أَيْ حُرِمُوا مِنْ الْخَيْر ( وَخَسِرُوا ) : أَيْ أَنْفُسهمْ وَأَهْلِيهِمْ ( الْمُسْبِل ) : أَيْ إِزَاره عَنْ كَعْبَيْهِ كِبْرًا وَاخْتِيَالًا ( وَالْمَنَّان ) : أَيْ الَّذِي إِذَا أَعْطَى مَنَّ , وَقِيلَ الَّذِي إِذَا كَالَ أَوْ وَزَنَ نَقَصَ ( وَالْمُنْفِق ) : قَالَ الْقَارِي بِالتَّشْدِيدِ فِي أُصُولنَا.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه بِالتَّخْفِيفِ أَيْ الْمُرَوِّج ( بِالْحَلِفِ ) : بِكَسْرِ اللَّام وَإِسْكَانهَا قَالَهُ النَّوَوِيّ ( الْكَاذِب أَوْ الْفَاجِر ) : شَكّ مِنْ الرَّاوِي.
وَالْمُرَاد مِنْ الْفَاجِر الْكَاذِب وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْإِسْبَال مِنْ أَشَدّ الذُّنُوب.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
( بِهَذَا ) : أَيْ بِهَذَا الْحَدِيث الْمَذْكُور ( وَالْأَوَّل ) : أَيْ الْحَدِيث الْأَوَّل الْمَذْكُور ( قَالَ ) : أَيْ سُلَيْمَان بْن مُسْهِر ( الْمَنَّان الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : الْمَنَّان يُتَأَوَّل عَلَى وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا مِنْ الْمِنَّة وَهِيَ إِنْ وَقَعَتْ فِي الصَّدَقَة أَبْطَلَتْ الْأَجْر وَإِنْ كَانَتْ فِي الْمَعْرُوف كَدَّرَتْ الصَّنِيعَة وَأَفْسَدَتْهَا.
وَالْوَجْه الْآخَر أَنْ يُرَاد بِالْمَنِّ النَّقْص يُرِيد النَّقْص مِنْ الْحَقّ وَالْخِيَانَة فِي الْوَزْن وَالْكَيْل وَنَحْوهمَا وَمِنْ هَذَا قَالَ اللَّه سُبْحَانه ( وَإِنَّ لَك لَأَجْرًا غَيْر مَمْنُون ) : أَيْ غَيْر مَنْقُوص , قَالُوا وَمِنْ ذَلِكَ يُسَمَّى الْمَوْت مَنُونًا لِأَنَّهُ يُنْقِص الْأَعْدَاد وَيَقْطَع الْأَعْمَار اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا فَأَعَادَهَا ثَلَاثًا قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَابُوا وَخَسِرُوا فَقَالَ الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ أَوْ الْفَاجِرِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَالْأَوَّلُ أَتَمُّ قَالَ الْمَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ
عن أبي مالك، قال: قالوا: يا رسول الله حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا، وأمسينا، واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا: «اللهم فاطر السموات، والأرض، عالم الغيب والش...
عن أبي هريرة، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، " يقرأ في ركعتي الفجر: {قل آمنا بالله وما أنزل علينا} [آل عمران: 84] في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخ...
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة»
عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا، قال: يا رسول الله، إن لي جارية وأنا أعزل عنها وأنا أكره أن تحمل، وأنا أريد ما يريد الرجال، وإن اليهود تحدث أن العزل موءود...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين» (1) 518- عن أبي هريرة، قال: قال...
عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، قال: «ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط، ولا يطأ عقبه رجلان»
عن عكرمة، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد من الحائض شيئا ألقى على فرجها ثوبا»
عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أفرد الحج»
عن خالد بن اللجلاج، حدثه، أن اللجلاج أباه أخبره، أنه كان قاعدا يعتمل في السوق، فمرت امرأة تحمل صبيا، فثار الناس معها، وثرت فيمن ثار، فانتهيت إلى النبي...