حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ألا دبغتم إهابها واستنفعتم به فقالوا إنها ميتة فقال قال إنما حرم أكلها - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب اللباس باب في أهب الميتة (حديث رقم: 4120 )


4120- عن ميمونة، قالت: أهدي لمولاة لنا شاة من الصدقة، فماتت، فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ألا دبغتم إهابها واستنفعتم به» قالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، قال: «إنما حرم أكلها».
(1) 4121- عن الزهري، بهذا الحديث، لم يذكر ميمونة، قال: فقال: «ألا انتفعتم بإهابها»، ثم ذكر معناه، لم يذكر الدباغ.
(2)

أخرجه أبو داوود


(١)إسناده صحيح.
وهذا الاختلاف الذي في إسناده بأن جعله بعضهم عن ابن عباس مرفوعا وبعضهم عن ابن عباس عن ميمونة مرفوعا - لا يضر، فإنه مرسل صحابي، وهو حجة.
وقال الحافظ في "الفتح" ٩/ ٦٥٨: والراجح عند الحفاظ في حديث الزهري ليس فيه ميمونة.
وأخرجه مسلم (٣٦٣)، وابن ماجه (٣٦١٠)، والنسائي في "الكبرى" (٤٥٤٦) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد.
فجعله من مسند ميمونة.
وهو في "مسند أحمد" (٢٦٧٩٥)، و"صحيح ابن حبان" (١٢٨٥) و (١٢٨٩).
وأخرجه مسلم (٣٦٣) من طريق سفيان بن عيينة، به.
فجعله من مسند ابن عباس.
وأخرجه مسلم (٣٦٤)، والنسائي في "الكبرى" (٤٥٤٩) من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، عن ميمرنة فجعله من مسندها.
دون ذكر الدباغ.
وأخرجه مسلم (٣٦٣) و (٣٦٥)، والترمذي (١٨٢٤)، والنسائي في "الكبرى" (٤٥٥٠) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رفعه.
فجعله من "مسنده".
ولم يذكر مسلم في روايته الثانية الدباغ، وأخرجه النسائي (٤٥٥١) من طريق عامر الشعبي، عن ابن عباس.
فجعله من مسند ابن عباس أيضا دون ذكر الدباغ.
وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (٤١٢٣) و (٤١٢٦).
(٢) إسناده صحيح.
يزيد: هو ابن زريع.
وأخرجه البخاري (٢٢٢١) و (٥٥٣١)، ومسلم (٣٦٣) من طريق صالح بن كيسان، والبخاري (١٤٩٢)، ومسلم (٣٦٣) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والنسائي في "الكبرى" (٤٥٤٧) من طريق مالك بن أنس، و (٤٥٤٨) من طريق حفص ابن الوليد، كلهم عن ابن شهاب الزهري، به.
ولم يذكر أحد منهم خلا حفص بن الوليد الدباغ.
وهو في "مسند أحمد" (٣٠١٦)، و"صحح ابن حبان" (١٢٨٤).
وانظر ما قبله، وما سيأتي برقم (٤١٢٣).

شرح حديث (ألا دبغتم إهابها واستنفعتم به فقالوا إنها ميتة فقال قال إنما حرم أكلها)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( قَالَ مُسَدَّد وَوَهْب عَنْ مَيْمُونَة ) ‏ ‏أَيْ قَالَا فِي رِوَايَتهمَا عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ مَيْمُونَة بِزِيَادَةِ وَاسِطَة مَيْمُونَة.
‏ ‏وَأَمَّا عُثْمَان وَابْن أَبِي خَلَف فَلَمْ يَذْكُرَا مَيْمُونَة ‏ ‏( أُهْدِيَ ) ‏ ‏: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول ‏ ‏( أَلَا ) ‏ ‏: هُوَ لِلتَّحْضِيضِ ‏ ‏( فَاسْتَمْتَعْتُمْ ) ‏ ‏: أَيْ اِسْتَنْفَعْتُمْ ‏ ‏( بِهِ ) ‏ ‏: أَيْ بِإِهَابِهَا ‏ ‏( إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلهَا ) ‏ ‏: يُؤْخَذ مِنْهُ جَوَاز تَخْصِيص الْكِتَاب بِالسُّنَّةِ لِأَنَّ لَفْظ الْقُرْآن ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَة ) : وَهُوَ شَامِل لِجَمِيعِ أَجْزَائِهَا فِي كُلّ حَال فَخَصَّتْ السُّنَّة ذَلِكَ بِالْأَكْلِ.
‏ ‏وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى أَنَّ الدِّبَاغ مُطَهِّر لِجُلُودِ الْمَيْتَة.
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْمَسْأَلَة عَلَى سَبْعَة مَذَاهِب : أَحَدهَا مَذْهَب الشَّافِعِيّ أَنَّهُ يَطْهُر بِالدِّبَاغِ جَمِيع جُلُود الْمَيْتَة إِلَّا الْكَلْب وَالْخِنْزِير وَالْمُتَوَلِّد مِنْ أَحَدهمَا وَغَيْره وَيَطْهُر بِالدِّبَاغِ ظَاهِر الْجِلْد وَبَاطِنه وَيَجُوز اِسْتِعْمَاله فِي الْأَشْيَاء الْمَائِعَة وَالْيَابِسَة وَلَا فَرْق بَيْن مَأْكُول اللَّحْم وَغَيْره , وَرُوِيَ هَذَا الْمَذْهَب عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَعَبْد اللَّه بْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا.
‏ ‏وَالْمَذْهَب الثَّانِي لَا يَطْهُر شَيْء مِنْ الْجُلُود بِالدِّبَاغِ وَرُوِيَ هَذَا عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَابْنه عَبْد اللَّه وَعَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَهُوَ أَشْهَر الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ مَالِك.
‏ ‏وَالْمَذْهَب الثَّالِث يَطْهُر بِالدِّبَاغِ جِلْد مَأْكُول اللَّحْم وَلَا يَطْهُر غَيْره وَهُوَ مَذْهَب الْأَوْزَاعِيِّ وَابْن الْمُبَارَك وَأَبِي ثَوْر وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ وَالْمَذْهَب الرَّابِع يَطْهُر جُلُود جَمِيع الْمَيْتَات إِلَّا الْخِنْزِير وَهُوَ مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة.
‏ ‏وَالْمَذْهَب الْخَامِس يَطْهُر الْجَمِيع إِلَّا أَنَّهُ يَطْهُر ظَاهِره دُون بَاطِنه وَيُسْتَعْمَل فِي الْيَابِسَات دُون الْمَائِعَات وَيُصَلَّى عَلَيْهِ لَا فِيهِ , وَهَذَا مَذْهَب مَالِك الْمَشْهُور فِي حِكَايَة أَصْحَابنَا عَنْهُ.
وَالْمَذْهَب السَّادِس يَطْهُر الْجَمِيع وَالْكَلْب وَالْخِنْزِير ظَاهِرًا وَبَاطِنًا وَهُوَ مَذْهَب دَاوُدَ , وَأَهْل الظَّاهِر وَحُكِيَ عَنْ أَبِي يُوسُف.
وَالْمَذْهَب السَّابِع أَنَّهُ يُنْتَفَع بِجُلُودِ الْمَيْتَة وَإِنْ لَمْ تُدْبَغ وَيَجُوز اِسْتِعْمَالهَا فِي الْمَائِعَات وَالْيَابِسَات وَهُوَ مَذْهَب الزُّهْرِيّ وَهُوَ وَجْه شَاذّ لِبَعْضِ أَصْحَابنَا لَا تَفْرِيع عَلَيْهِ وَلَا اِلْتِفَات إِلَيْهِ.
كَذَا قَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرْح مُسْلِم.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَحَدِيث مَيْمُونَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ , وَحَدِيث اِبْن عَبَّاس عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُبَيْد اللَّه عَنْ اِبْن عَبَّاس وَفِيهِ فَمَرَّ بِهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَلَّا أَخَذْتُمْ إِهَابهَا فَدَبَغْتُمُوهُ الْحَدِيث اِنْتَهَى.
‏ ‏( أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ بِهَذَا الْحَدِيث ) ‏ ‏: أَيْ الْمَذْكُور ‏ ‏( لَمْ يَذْكُر مَيْمُونَة ) ‏ ‏: أَيْ لَمْ يَذْكُر مَعْمَر فِي رِوَايَته مَيْمُونَة.
‏ ‏قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : الرَّاجِح عِنْد الْحَافِظ فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ لَيْسَ فِيهِ مَيْمُونَة.
نَعَمْ أَخْرَجَ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنْ عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ مَيْمُونَة أَخْبَرَتْهُ ‏ ‏( لَمْ يَذْكُر الدِّبَاغ ) ‏ ‏: أَيْ لَمْ يَذْكُر مَعْمَر قَوْله أَلَا دَبَغْتُمْ إِهَابهَا.


حديث ألا دبغتم إهابها واستنفعتم به قالوا يا رسول الله إنها ميتة قال إنما حرم أكلها

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏وَوَهْبُ بْنُ بَيَانٍ ‏ ‏وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏وَابْنُ أَبِي خَلَفٍ ‏ ‏قَالُوا حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏وَوَهْبٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَيْمُونَةَ ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏أُهْدِيَ لِمَوْلَاةٍ لَنَا شَاةٌ مِنْ الصَّدَقَةِ فَمَاتَتْ فَمَرَّ بِهَا النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏أَلَا ‏ ‏دَبَغْتُمْ ‏ ‏إِهَابَهَا ‏ ‏وَاسْتَنْفَعْتُمْ بِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مَيْتَةٌ قَالَ إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَزِيدُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَعْمَرٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏بِهَذَا الْحَدِيثِ لَمْ يَذْكُرْ ‏ ‏مَيْمُونَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏فَقَالَ أَلَا انْتَفَعْتُمْ ‏ ‏بِإِهَابِهَا ‏ ‏ثُمَّ ذَكَرَ مَعْنَاهُ لَمْ يَذْكُرْ ‏ ‏الدِّبَاغَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

كان ينكر الدباغ ويقول يستمتع به على كل حال

حدثنا عبد الرزاق، قال: قال معمر: وكان الزهري ينكر الدباغ، ويقول: «يستمتع به على كل حال»، قال أبو داود: «لم يذكر الأوزاعي ويونس، وعقيل في حديث الزهري،...

إذا دبغ الإهاب فقد طهر

عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا دبغ الإهاب، فقد طهر»

أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت

عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت»

دباغها طهورها

عن سلمة بن المحبق، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أتى على بيت، فإذا قربة معلقة، فسأل الماء، فقالوا: يا رسول الله، إنها ميتة، فقال: «دباغ...

لو أخذتم إهابها قالوا إنها ميتة فقال يطهرها الماء...

عن العالية بنت سبيع، أنها قالت: كان لي غنم بأحد، فوقع فيها الموت، فدخلت على ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك لها، فقالت لي ميمونة : لو أ...

لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب

عن عبد الله بن عكيم، قال: قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرض جهينة وأنا غلام شاب: «أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب، ولا عصب»

لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب

عن الحكم بن عتيبة، أنه انطلق هو وناس معه إلى عبد الله بن عكيم، - رجل من جهينة -، قال الحكم: فدخلوا وقعدت على الباب، فخرجوا إلي فأخبروني، أن عبد الله ب...

لا تركبوا الخز ولا النمار

عن معاوية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تركبوا الخز، ولا النمار»، قال: " وكان معاوية لا يتهم في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،...

لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر»