حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب الطب باب من البيان سحرا (حديث رقم: 5767 )


5767- عن ‌عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، «أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحرا، أو إن بعض البيان لسحر.»

أخرجه البخاري


(رجلان) قيل هما عمرو بن الأهتم التميمي والزبرقان بن بدر التميمي رضي الله عنهما.
(من المشرق) من جهة الشرق وكانت سكنى بني تميم من جهة العراق شرق المدينة

شرح حديث (قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( قَدِمَ رَجُلَانِ ) ‏ ‏لَمْ أَقِف عَلَى تَسْمِيَتهمَا صَرِيحًا , وَقَدْ زَعَمَ جَمَاعَة أَنَّهُمَا الزِّبْرِقَان بِكَسْرِ الزَّاي وَالرَّاء بَيْنهمَا مُوَحَّدَة سَاكِنَة وَبِالْقَافِ وَاسْمه الْحُصَيْن وَلُقِّبَ الزِّبْرِقَان لِحُسْنِهِ , وَالزِّبْرِقَان مِنْ أَسْمَاء الْقَمَر , وَهُوَ اِبْن بَدْر بْن اِمْرِئِ الْقِيس بْن خَلَف , وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم وَاسْم الْأَهْتَم سِنَان بْن سُمَيّ يَجْتَمِع مَعَ الزِّبْرِقَان فِي كَعْب بْن سَعْد بْن زَيْد مَنَاة بْن تَمِيم , فَهُمَا تَمِيمِيَّانِ , قَدِمَا فِي وَفْد بَنِي تَمِيم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَة تِسْع مِنْ الْهِجْرَة , وَاسْتَنَدُوا فِي تَعْيِينهمَا إِلَى مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي " الدَّلَائِل " وَغَيْره مِنْ طَرِيق مِقْسَم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : " جَلَسَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزِّبْرِقَان بْن بَدْر وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم وَقَيْس بْن عَاصِم , فَفَخَرَ الزِّبْرِقَان فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه , أَنَا سَيِّد بَنِي تَمِيم وَالْمُطَاع فِيهِمْ وَالْمُجَاب , أَمْنَعهُمْ مِنْ الظُّلْم وَآخُذ مِنْهُمْ بِحُقُوقِهِمْ , وَهَذَا يَعْلَم ذَلِكَ يَعْنِي عَمْرو بْن الْأَهْتَم , فَقَالَ عَمْرو : إِنَّهُ لَشَدِيد الْعَارِضَة مَانِع لِجَانِبِهِ مُطَاع فِي أُذُنَيْهِ.
فَقَالَ الزِّبْرِقَان وَاَللَّه يَا رَسُول اللَّه لَقَدْ عَلِمَ مِنِّي غَيْر مَا قَالَ , وَمَا مَنَعَهُ أَنْ يَتَكَلَّم إِلَّا الْحَسَد , فَقَالَ عَمْرو : أَنَا أَحْسُدك ؟ وَاَللَّه يَا رَسُول اللَّه إِنَّهُ لَئِيم الْخَال , حَدِيث الْمَال , أَحْمَق الْوَالِد , مُضَيَّع فِي الْعَشِيرَة.
وَاَللَّه يَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ صَدَقْت فِي الْأُولَى وَمَا كَذَبْت فِي الْآخِرَة , وَلَكِنِّي رَجُل إِذَا رَضِيت قُلْت أَحْسَن مَا عَلِمْت , وَإِذَا غَضِبْت قُلْت أَقْبَح مَا وَجَدْت.
فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ الْبَيَان سِحْرًا ".
وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث أَبِي بَكْرَة قَالَ : " كُنَّا عِنْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْد بَنِي تَمِيم عَلَيْهِمْ قَيْس بْن عَاصِم وَالزِّبْرِقَان وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرٍو : مَا تَقُول فِي الزِّبْرِقَان ؟ فَذَكَرَ نَحْوه " وَهَذَا لَا يَلْزَم مِنْهُ أَنْ يَكُون الزِّبْرِقَان وَعَمْرو هُمَا الْمُرَاد بِحَدِيثِ اِبْن عُمَر , فَإِنَّ الْمُتَكَلِّم إِنَّمَا هُوَ عَمْرو بْن الْأَهْتَم وَحْده , وَكَانَ كَلَامه فِي مُرَاجَعَته الزِّبْرِقَان , فَلَا يَصِحّ نِسْبَة الْخُطْبَة إِلَيْهِمَا إِلَّا عَلَى طَرِيق التَّجَوُّز.
‏ ‏قَوْله : ( مِنْ الْمَشْرِق ) ‏ ‏أَيْ مِنْ جِهَة الْمَشْرِق , وَكَانَتْ سُكْنَى بَنِي تَمِيم مِنْ جِهَة الْعِرَاق وَهِيَ فِي شَرْقِيّ الْمَدِينَة.
‏ ‏قَوْله : ( فَخَطَبَا , فَعَجِبَ النَّاس لِبَيَانِهِمَا ) ‏ ‏قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْبَيَان اِثْنَانِ : أَحَدهمَا : مَا تَقَع بِهِ الْإِبَانَة عَنْ الْمُرَاد بِأَيِّ وَجْه كَانَ , وَالْآخَر : مَا دَخَلَتْهُ الصَّنْعَة بِحَيْثُ يَرُوق لِلسَّامِعِينَ وَيَسْتَمِيل قُلُوبهمْ , وَهُوَ الَّذِي يُشَبَّه بِالسِّحْرِ إِذَا خَلَبَ الْقَلْب وَغَلَبَ عَلَى النَّفْس حَتَّى يُحَوِّل الشَّيْء عَنْ حَقِيقَته وَيَصْرِفهُ عَنْ جِهَته , فَيَلُوح لِلنَّاظِرِ فِي مَعْرِض غَيْره.
وَهَذَا إِذَا صُرِفَ إِلَى الْحَقّ يُمْدَح , وَإِذَا صُرِفَ إِلَى الْبَاطِل يُذَمّ.
قَالَ : فَعَلَى هَذَا فَاَلَّذِي يُشَبَّه بِالسِّحْرِ مِنْهُ هُوَ الْمَذْمُوم.
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَا مَانِع مِنْ تَسْمِيَة الْآخَر سِحْرًا , لِأَنَّ السِّحْر يُطْلَق عَلَى الِاسْتِمَالَة كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيره فِي أَوَّل بَاب السِّحْر , وَقَدْ حَمَلَ بَعْضهمْ الْحَدِيث عَلَى الْمَدْح وَالْحَثّ عَلَى تَحْسِين الْكَلَام وَتَحْبِير الْأَلْفَاظ , وَهَذَا وَاضِح إِنْ صَحَّ أَنَّ الْحَدِيث وَرَدَ فِي قِصَّة عَمْرو بْن الْأَهْتَم , وَحَمَلَهُ بَعْضهمْ عَلَى الذَّمّ لِمَنْ تَصَنَّعَ فِي الْكَلَام وَتَكَلَّفَ لِتَحْسِينِهِ وَصَرَفَ الشَّيْء عَنْ ظَاهِره , فَشُبِّهَ بِالسِّحْرِ الَّذِي هُوَ تَخْيِيل لِغَيْرِ حَقِيقَة , وَإِلَى هَذَا أَشَارَ مَالِك حَيْثُ أَدْخَلَ الْحَدِيث فِي " الْمُوَطَّأ " فِي " بَاب مَا يُكْرَه مِنْ الْكَلَام بِغَيْرِ ذِكْر اللَّه " وَتَقَدَّمَ فِي " بَاب الْخِطْبَة " مِنْ كِتَاب النِّكَاح فِي الْكَلَام عَلَى حَدِيث الْبَاب مِنْ قَوْل صَعْصَعَة بْن صُوحَان فِي تَفْسِير هَذَا الْحَدِيث مَا يُؤَيِّد ذَلِكَ , وَهُوَ أَنَّ الْمُرَاد بِهِ الرَّجُل يَكُون عَلَيْهِ الْحَقّ , وَهُوَ أَلْحَن بِالْحُجَّةِ مِنْ صَاحِب الْحَقّ فَيَسْحَر النَّاس بِبَيَانِهِ فَيَذْهَب بِالْحَقِّ , وَحَمْل الْحَدِيث عَلَى هَذَا صَحِيح , لَكِنْ لَا يَمْنَع حَمْله عَلَى الْمَعْنَى الْآخَر إِذَا كَانَ فِي تَزْيِين الْحَقّ , وَبِهَذَا جَزَمَ اِبْن الْعَرَبِيّ وَغَيْره مِنْ فُضَلَاء الْمَالِكِيَّة.
وَقَالَ اِبْن بَطَّال : أَحْسَن مَا يُقَال فِي هَذَا أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ ذَمًّا لِلْبَيَانِ كُلّه وَلَا مَدْحًا لِقَوْلِهِ مِنْ الْبَيَان , فَأَتَى بِلَفْظَةِ " مِنْ " الَّتِي لِلتَّبْعِيضِ قَالَ : وَكَيْف يُذَمّ الْبَيَان وَقَدْ اِمْتَنَّ اللَّه بِهِ عَلَى عِبَاده حَيْثُ قَالَ : ( خَلَقَ الْإِنْسَان عَلَّمَهُ الْبَيَان ) اِنْتَهَى.
وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد بِالْبَيَانِ فِي الْآيَة الْمَعْنَى الْأَوَّل الَّذِي نَبَّهَ عَلَيْهِ الْخَطَّابِيُّ , لَا خُصُوص مَا نَحْنُ فِيهِ.
وَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى مَدْح الْإِيجَاز , وَالْإِتْيَان بِالْمَعَانِي الْكَثِيرَة بِالْأَلْفَاظِ الْيَسِيرَة , وَعَلَى مَدْح الْإِطْنَاب فِي مَقَام الْخَطَابَة بِحَسَبِ الْمَقَام , وَهَذَا كُلّه مِنْ الْبَيَان بِالْمَعْنَى الثَّانِي.
نَعَمْ الْإِفْرَاط فِي كُلّ شَيْء مَذْمُوم , وَخَيْر الْأُمُور أَوْسَطهَا.
وَاَللَّه أَعْلَم ‏


حديث أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏مَالِكٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏أَنَّهُ قَدِمَ ‏ ‏رَجُلَانِ ‏ ‏مِنْ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَا فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرًا أَوْ إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

من اصطبح كل يوم تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك...

عن عامر بن سعد، عن ‌أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من اصطبح كل يوم تمرات عجوة، لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل».<br> وقا...

من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سح...

عن سعد رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تصبح سبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر.»

لا عدوى ولا صفر ولا هامة

عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا صفر ولا هامة فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها ا...

لا عدوى ولا طيرة

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس، والمرأة، والدار.»

سمع رسول الله ﷺ يقول لا عدوى

عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا عدوى» 5774 - قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: سمعت أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم...

لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل

عن ‌أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: كلمة طيبة.»

لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله ﷺ شاة فيها سم

عن ‌أبي هريرة أنه قال: «لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجمعوا لي من كان ها هنا من ا...

من تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جه...

عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقت...

من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا...

عن ‌عامر بن سعد قال: سمعت ‌أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من اصطبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر.»