4302- عن أبي سكينة، رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم»
حسن لغيره.
وأبو سكينة هذا لم يرو عنه غير السيباني -وهو يحيى بن أبي عمرو- وبلال بن سعد، كما في "تهذيب الكمال" وفروعه، وهو غير أبي السكينة -بفتح السين وكسر الكاف كما ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" ٤/ ٣١٩ - الذي يروي عنه أبو بكر ابن أبي مريم وجعفر بن برقان، وهذا الثاني هو الذي ذكره البخاري في "تاريخه" ٣/ ٣٧٢، وابن أبي حاتم في االجرح والتعديل" ٣/ ٥٤٥ وابن حبان في "الثقات" ٦/ ٣٣٠ - وقال: يروي المراسيل - وابن عساكر في "تاريخه" ٣٥/ ٧٢.
وعليه يكون أبو سكينة في إسناد المصنف مجهولا، كما قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" ٢/ ٥٩٨، وقد ذكره بعضهم في الصحابة لكن قال علي ابن المديني فيما أسنده عنه الطبراني ٢٢/ (٨٣٩): لا يعلم له صحبة، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٣٠٠١)، وأقره ابن الأثير في "أسد الغابة"، ٦/ ١٥٠: ذكروه في الصحابة ولا دليل على ذلك، وقال الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (٢٠٢٨): الأظهر أن حديثه مرسل -يعني أنه لا تثبت صحبته-.
ضمرة: هو ابن ربيعة.
وقوله: رجل من المحررين، أي: من المعتقين.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٤٣٧٠) عن عيسى بن يونس الرملي، عن ضمرة ابن ربيعة، بهذا الإسناد.
وروايته مطولة.
ويشهد له حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي عند المصنف برقم (٤٣٠٩) لكنه اقتصر على ذكر ترك الحبشة.
وإسناده حسن في الشواهد.
ويشهد للأمر بترك الترك حديث ذي الكلاع، عن معاوية بن أبي سفيان عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص ٢٦٦، والطبراني في"الكبير" ١٩/ (٨٨٢) وفي إسناده ابن لهيعة سيئ الحفظ.
وحديث ذي الكلاع عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٧٥٣) وهو إسناد معاوية السالف نفسه، وفي إسناده ابن لهيعة أيضا.
وحديث ابن مسعود من طرق ذكرها السيوطي في "اللالئ المصنوعة" ١/ ٤٤٥ - ٤٤٦.
قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (١٨): وبعضها يشهد لبعض، ولا يسوغ معها الحكم عليه بالوضع.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ٦/ ٦٠٩: وقد كان مشهورا في زمن الصحابة حديث: "اتركرا الترك ما تركوكم".
قال العيني في "عمدته" ١٤/ ٢٠٠: الترك والصين والصقالبة ويأجوج ومأجوج من ولد يافث بن نوح باتفاق النسابين، وكان ليافث سبعة أولاد، منهم ابن يسمى كومر، فالترك كلهم من بني كومر، ويقال: الترك: هو ابن يافث لصلبه، وهم أجناس كثيرة، ذكرناهم في تاريخنا الكبير.
قلنا: وقد بسط القول أيضا في الترك وأجناسهم في مقدمة كتابه "السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" ص ١٩ - ٢٨ فراجعه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ السَّيْبَانِيّ ) : بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَالْمُوَحَّدَة بَيْنهمَا تَحْتَانِيَّة وَسَيْبَان بَطْن مِنْ حِمْيَر أَبُو زُرْعَة الْحِمْصِيّ وَثَّقَهُ أَحْمَد وَدُحَيْم كَذَا فِي الْخُلَاصَة ( عَنْ أَبِي سُكَيْنَة ) : بِسِينٍ وَكَاف وَنُون مُصَغَّرًا كَذَا ضَبَطَهُ الْعَلَّامَة مُحَمَّد ظَاهِر فِي الْمُغْنِي ( مِنْ الْمُحَرَّرِينَ ) أَيْ الْمُعْتَقِينَ ( دَعُوا الْحَبَشَة ) : أَيْ اُتْرُكُوا التَّعَرُّض لِابْتِدَائِهِمْ بِالْقِتَالِ ( مَا وَدَعُوكُمْ ) : بِتَخْفِيفِ الدَّال أَيْ مَا تَرَكُوكُمْ.
قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه قِيلَ قَلَّ مَا يَسْتَعْمِلُونَ الْمَاضِي مِنْ وَدَعَ إِلَّا مَا رُوِيَ فِي بَعْض الْأَشْعَار بِقَوْلِهِ : لَيْتَ شِعْرِي عَنْ خَلِيلِي مَا الَّذِي غَالَهُ فِي الْحُبّ حَتَّى وَدَعَهْ وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْحَدِيث مَا وَادَعُوكُمْ أَيْ سَالَمُوكُمْ فَسَقَطَتْ الْأَلِف مِنْ قَلَم بَعْض الرُّوَاة قَالَ : وَلَا اِفْتِقَار إِلَى هَذَا مَعَ وُرُوده فِي التَّنْزِيل فِي قَوْله تَعَالَى : { مَا وَدَعَكَ } قُرِئَ بِالتَّخْفِيفِ كَذَا فِي شَرْح الْجَامِع الصَّغِير لِلْعَلْقَمِيّ ( وَاتْرُكُوا التُّرْك مَا تَرَكُوكُمْ ) : أَيْ مُدَّة تَرْكهمْ لَكُمْ فَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُمْ إِلَّا إِنْ تَعَرَّضُوا لَكُمْ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّ الْجَمْع بَيْن قَوْله تَعَالَى : { قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً } وَبَيْن هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْآيَة مُطْلَقَة وَالْحَدِيث مُقَيَّد فَيُحْمَل الْمُطْلَق عَلَى الْمُقَيَّد وَيُجْعَل الْحَدِيث مُخَصِّصًا لِعُمُومِ الْآيَة كَمَا خَصَّ ذَلِكَ فِي حَقّ الْمَجُوس فَإِنَّهُمْ كَفَرَة وَمَعَ ذَلِكَ أَخَذَ مِنْهُمْ الْجِزْيَة لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سُنُّوا بِهِمْ سُنَّة أَهْل الْكِتَاب " قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّه : وَيُحْتَمَل أَنْ تَكُون الْآيَة نَاسِخَة لِلْحَدِيثِ لِضَعْفِ الْإِسْلَام.
وَأَمَّا تَخْصِيص الْحَبَشَة وَالتُّرْك بِالتَّرْكِ وَالْوَدْع فَلِأَنَّ بِلَاد الْحَبَشَة وَغَيْرهم بَيْن الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنهمْ مَهَامِه وَقِفَار فَلَمْ يُكَلِّف الْمُسْلِمِينَ دُخُول دِيَارهمْ لِكَثْرَةِ التَّعَب وَعَظَمَة الْمَشَقَّة وَأَمَّا التُّرْك فَبَأْسهمْ شَدِيد وَبِلَادهمْ بَارِدَة وَالْعَرَب وَهُمْ جُنْد الْإِسْلَام كَانُوا مِنْ الْبِلَاد الْحَارَّة فَلَمْ يُكَلِّفهُمْ دُخُول الْبِلَاد , فَلِهَذَيْنِ السِّرَّيْنِ خَصَّصَهُمْ , وَأَمَّا إِذَا دَخَلُوا بِلَاد الْمُسْلِمِينَ قَهْرًا وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ فَلَا يَجُوز لِأَحَدٍ تَرْك الْقِتَال لِأَنَّ الْجِهَاد فِي هَذِهِ الْحَالَة فَرْض عَيْن وَفِي الْأُولَى فَرْض كِفَايَة ذَكَرَهُ الْقَارِي.
وَقَالَ : وَقَدْ أَشَارَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى حَيْثُ قَالَ : " مَا تَرَكُوكُمْ " اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ أَتَمّ مِنْهُ.
وَأَبُو سُكَيْنَة هَذَا رَوَى حَدِيثه يَحْيَى بْن أَبِي عَمْرو السَّيْبَانِيّ وَلَمْ أَجِد مَنْ رَوَاهُ غَيْره وَلَا مَنْ سَمَّاهُ.
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ السَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي سُكَيْنَةَ رَجُلٌ مِنْ الْمُحَرَّرِينَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوما وجوههم كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر»
عن أبي هريرة - رواية، قال ابن السرح: - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوم...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث: «يقاتلكم قوم صغار الأعين» يعني الترك، قال: «تسوقونهم ثلاث مرار حتى تلحقوهم بجزير...
عن مسلم بن أبي بكرة، قال: سمعت أبي، يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة، عند نهر يقال له: دجلة، يكون عل...
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " يا أنس، إن الناس يمصرون أمصارا، وإن مصرا منها يقال له: البصرة - أو البصيرة - فإن أنت مررت به...
عن إبراهيم بن صالح بن درهم، قال: سمعت أبي، يقول:، انطلقنا حاجين، فإذا رجل، فقال لنا: إلى جنبكم قرية يقال لها: الأبلة؟ قلنا: نعم، قال: من يضمن لي منكم...
عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة»
عن أبي زرعة، قال: جاء نفر إلى مروان بالمدينة، فسمعوه يحدث في الآيات: أن أولها الدجال، قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو، فحدثته، فقال عبد الله: لم يق...
عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: كنا قعودا نتحدث في ظل غرفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرنا الساعة، فارتفعت أصواتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه...