4347- عن أبي البختري، قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: وقال سليمان: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لن يهلك الناس حتى يعذروا، أو يعذروا من أنفسهم»
إسناده صحيح.
أبو البختري: هو سعيد بن فيروز ويقال: سعيد بن فيروز ابن أبي عمران الطائي مولاهم.
وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريبه" ١/ ١٣١، وأحمد (١٨٢٨٩) و (٢٢٥٠٦)، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (١)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (١٣٢)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٨٨٦)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (٤١٥٧) من طريق شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
قال صاحب "النهاية": يقال: أعذر فلان من نفسه: إذا أمكن منها، يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فيستوجبون العقوبة، ويكون لمن يعذبهم عذر، كأنهم قاموا بعذرهم في ذلك، ويروى بفتح الياء من عذرته بمعناه، وحقيقة عذرت: محوت الإساءة وطمستها.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( حَدَّثَنِي رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : قَالَ السُّيُوطِيُّ : وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مِنْ طَرِيق عَبْد الْمَلِك بْن مَيْسَرَة الزَّرَّاد عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا هَلَكَ قَوْم حَتَّى يَعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ قِيلَ لِعَبْدِ اللَّه كَيْف ذَلِكَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَة : { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } اِنْتَهَى ( لَنْ يَهْلِك النَّاس حَتَّى يَعْذِرُوا ) : بِفَتْحِ التَّحْتِيَّة وَكَسْر الذَّال الْمُعْجَمَة ( أَوْ يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ ) : بِضَمِّ التَّحْتِيَّة مِنْ بَاب الْإفْعَال وَأَوْ لِلشَّكِّ , أَيْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَتَّى يَعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ أَوْ قَالَ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسهمْ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَسَّرَهُ أَبُو عُبَيْد فِي كِتَابه وَحُكِيَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَة أَنَّهُ قَالَ مَعْنَى يَعْذِرُوا أَيْ تَكْثُر ذُنُوبهمْ وَعُيُوبهمْ.
قَالَ وَفِيهِ لُغَتَانِ يُقَال أَعْذَرَ الرَّجُل إِعْذَارًا إذَا صَارَ ذَا عَيْب وَفَسَاد.
قَالَ وَكَانَ بَعْضهمْ يَقُول عَذَرَ يَعْذِر بِمَعْنَاهُ وَلَمْ يَعْرِفهُ الْأَصْمَعِيّ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : وَقَدْ يَكُون يَعْذِر بِفَتْحِ الْيَاء بِمَعْنَى يَكُون لِمَنْ يَعْذِرهُمْ الْعُذْر فِي ذَلِكَ.
وَقَالَ فِي النِّهَايَة : يُقَال أَعْذَرَ فُلَان مِنْ نَفْسه إِذَا أَمْكَنَ مِنْهَا يَعْنِي أَنَّهُمْ لَا يَهْلِكُونَ حَتَّى تَكْثُر ذُنُوبهمْ وَعُيُوبهمْ فَيَسْتَوْجِبُونَ الْعُقُوبَة , وَيَكُون لِمَنْ يُعَذِّبهُمْ عُذْر كَأَنَّهُمْ قَامُوا بِعُذْرِهِمْ فِي ذَلِكَ , وَيُرْوَى بِفَتْحِ الْيَاء مِنْ عَذَرْته وَهُوَ بِمَعْنَاهُ , وَحَقِيقَة عَذَرْت مَحَوْت الْإِسَاءَة وَطَمَسْتهَا اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي فَتْح الْوَدُود الْمَشْهُور أَنَّهُ بِضَمِّ الْيَاء مِنْ أَعْذَرَ فَقِيلَ مَعْنَاهُ حَتَّى تَكْثُر ذُنُوبهمْ مِنْ أَعْذَرَ إِذَا صَارَ ذَا عَيْب وَقِيلَ مَعْنَاهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُمْ عُذْر بِإِظْهَارِ الْحَقّ لَهُمْ وَتَرْكهمْ الْعَمَل بِهِ بِلَا عُذْر وَمَانِع مِنْ أَعْذَرَ إِذَا زَالَ عُذْره , فَكَأَنَّهُمْ أَزَالُوا عُذْرهمْ وَأَقَامُوا الْحُجَّة لِمَنْ يَعْذِرهُمْ حَيْثُ تَرَكُوا الْعَمَل بِالْحَقِّ بَعْد ظُهُوره , وَقِيلَ عَذَرَهُ إِذَا جَعَلَهُ مَعْذُورًا فِي الْعِقَاب , وَإِلَيْهِ يُشِير تَفْسِير الصَّحَابِيّ فَإِنَّهُ جَاءَ هَذَا الْحَدِيث عَنْ اِبْن مَسْعُود فَقِيلَ لَهُ كَيْفَ يَكُون ذَلِكَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَة : { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيّ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَهَذَا لَفْظُهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ و قَالَ سُلَيْمَانُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنْ يَهْلَكَ النَّاسُ حَتَّى يَعْذِرُوا أَوْ يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ
عبد الله بن عمر، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام، فقال: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس ما...
عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم»
عن سعد بن أبي وقاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم» ، قيل لسعد: وكم نصف ذلك اليوم؟ قال: «خمس م...
عن عكرمة، أن عليا، عليه السلام أحرق ناسا ارتدوا عن الإسلام، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لم أكن لأحرقهم بالنار، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ت...
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل دم رجل مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنف...
عن عائشة، رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: ر...
قال أبو موسى: أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين، أحدهما عن يميني، والآخر عن يساري، فكلاهما سأل العمل، والنبي صلى الله عليه وس...
عن أبي موسى، قال: قدم علي معاذ، وأنا باليمن، ورجل كان يهوديا فأسلم فارتد عن الإسلام، فلما قدم معاذ، قال: «لا أنزل عن دابتي حتى يقتل»، فقتل، قال أحدهم...
عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأزله الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم...