4355-
عن أبي موسى، قال: قدم علي معاذ، وأنا باليمن، ورجل كان يهوديا فأسلم فارتد عن الإسلام، فلما قدم معاذ، قال: «لا أنزل عن دابتي حتى يقتل»، فقتل، قال أحدهما: وكان قد استتيب قبل ذلك.
(1) 4356- عن أبي بردة، بهذه القصة، قال: فأتي أبو موسى برجل قد ارتد عن الإسلام، فدعاه عشرين ليلة أو قريبا منها، فجاء معاذ، فدعاه، فأبى، فضرب عنقه.
قال أبو داود: ورواه عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، لم يذكر الاستتابة، ورواه ابن فضيل، عن الشيباني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، لم يذكر فيه الاستتابة.
(2) 4357- عن القاسم، بهذه القصة قال: فلم ينزل حتى ضرب عنقه وما استتابه.
(3)
(١) إسناده حسن من أجل عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني وطلحة بن يحيى -وهو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي-، فهما صدوقان حسنا الحديث.
وقال الحافظ في "الفتح" ١٢/ ٢٧٥: هذه الرواية أقوى من رواية المسعودي عن القاسم.
قلنا: يعني الرواية الآتية برقم (٤٣٥٧).
وأخرجه البيهقي ٨/ ٢٠٦ من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله، وتالييه.
(٢)إسناده صحيح.
الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، وحفص: هو ابن غياث.
وأخرجه البيهقي ٨/ ٢٠٦ من طريق أبي داود، بهذا الإسناد.
وانظر سابقيه، وما بعده.
وانظر الكلام على فقه الحديث عند الرواية السالفة برقم (٤٣٥٤).
(٣)رجاله ثقات، لكن المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- اختلط، والراوي عنه معاذ بن معاذ العنبري قد ذكر أنه لما قدم على المسعودي وهو ببغداد في القدمة الثانية وجده قد اختلط، فلعله حمل عنه هذا الخبر في حال اختلاطه؛ لأنه نص فيه على عدم الاستتابة، والروايات الأخرى جاءت إما ناصة على الاستتابة هاما ساكتة عنها، وعلى فرض ثبوتها تقدم الرواية المثبتة كما قال الحافظ في "الفتح" ١٢/ ٢٧٥ لأن رواية الاثبات أقوى.
ثم لأن إجماع الصحابة على الاستتابة فيما حكاه ابن عبد البر وابن تيمية كما سلف بيانه برقم (٤٣٥٤).
وانظر الروايات الثلاث السالفة قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( قَالَ أَحَدهمَا ) : أَيْ طَلْحَة أَوْ بُرَيْد ( وَكَانَ ) : أَيْ ذَلِكَ الرَّجُل الْمُوثَق الْمُرْتَدّ ( قَدْ اُسْتُتِيبَ ) : أَيْ عُرِضَ عَلَيْهِ التَّوْبَة فِيهِ دَلِيل عَلَى اِسْتِتَابَة الْمُرْتَدّ وَهُوَ قَوْل الْجُمْهُور.
قَالَ اِبْن بَطَّال : اُخْتُلِفَ فِي اِسْتِتَابَة الْمُرْتَدّ فَقِيلَ يُسْتَتَاب فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ , وَهُوَ قَوْل الْجُمْهُور , وَقِيلَ يَجِب قَتْله فِي الْحَال , جَاءَ ذَلِكَ عَنْ الْحَسَن وَطَاوُسٍ وَبِهِ قَالَ أَهْل الظَّاهِر.
قَالَ الْحَافِظ : وَاسْتَدَلَّ اِبْن الْقَصَّار لِقَوْلِ الْجُمْهُور بِالْإِجْمَاعِ يَعْنِي السُّكُوتِيّ لِأَنَّ عُمَر كَتَبَ فِي أَمْر الْمُرْتَدّ هَلَّا حَبَسْتُمُوهُ ثَلَاثَة أَيَّام وَأَطْعَمْتُمُوهُ فِي كُلّ يَوْم رَغِيفًا لَعَلَّهُ يَتُوب فَيَتُوب اللَّه عَلَيْهِ قَالَ وَلَمْ يُنْكِر ذَلِكَ أَحَد مِنْ الصَّحَابَة كَأَنَّهُمْ فَهِمُوا مِنْ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ بَدَّلَ دِينه فَاقْتُلُوهُ " أَيْ إِنْ لَمْ يَرْجِع , وَقَدْ قَالَ تَعَالَى { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاة وَآتَوْا الزَّكَاة فَخَلُّوا سَبِيلهمْ } وَاخْتَلَفَ الْقَائِلُونَ بِالِاسْتِتَابَةِ هَلْ يُكْتَفَى بِالْمَرَّةِ أَوْ لَا بُدّ مِنْ ثَلَاث , وَهَلْ الثَّلَاث فِي مَجْلِس أَوْ فِي يَوْم أَوْ فِي ثَلَاثَة أَيَّام , وَعَنْ عَلِيّ يُسْتَتَاب شَهْرًا , وَعَنْ النَّخَعِيِّ يُسْتَتَاب أَبَدًا.
كَذَا نُقِلَ عَنْهُ مُطْلَقًا.
وَالتَّحْقِيق أَنَّهُ فِيمَنْ تَكَرَّرَتْ مِنْهُ الرِّدَّة اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : قَوْله قَالَ أَحَدهمَا يُرِيد طَلْحَة بْن يَحْيَى وَيُرِيد عَبْد اللَّه بْن أَبَى بُرْدَة.
وَطَلْحَة هَذَا هُوَ اِبْن يَحْيَى بْن عُبَيْد اللَّه الْقُرَشِيّ التَّيْمِيّ الْكُوفِيّ وَهُوَ مَدَنِيّ الْأَصْل , وَبُرَيْد بِضَمِّ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَفَتْح الرَّاء الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْيَاء آخِر الْحُرُوف وَبَعْدهَا دَال مُهْمَلَة.
( أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ ) : هُوَ أَبُو إِسْحَاق ( فَدَعَاهُ ) : أَيْ دَعَا أَبُو مُوسَى ذَلِكَ الْمُرْتَدّ إِلَى الْإِسْلَام ( فَدَعَاهُ فَأَبَى ) : أَيْ دَعَاهُ مُعَاذ أَيْضًا إِلَى الْإِسْلَام فَامْتَنَعَ عَنْهُ ( فَضُرِبَ ) : ضُبِطَ بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَالْمَعْرُوف ( عُنُقه ) : بِالرَّفْعِ وَالنَّصْب ( قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ عَبْد الْمَلِك إِلَخْ ) : حَاصِله أَنَّهُ رَوَى هَذَا الْحَدِيث عَبْد الْمَلِك عَنْ أَبِي بُرْدَة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ اِبْن فُضَيْلٍ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ سَعِيد عَنْهُ لَكِنَّهُمَا لَمْ يَذْكُرَا فِي رِوَايَتهمَا الِاسْتِتَابَة ( وَمَا اِسْتَتَابَهُ ) : قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح بَعْد ذِكْر رِوَايَة الْمَسْعُودِيّ هَذِهِ : وَهَذَا يُعَارِضهُ الرِّوَايَة الْمُثْبِتَة لِأَنَّ مُعَاذًا اِسْتَتَابَهُ وَهِيَ أَقْوَى مِنْ هَذِهِ وَالرِّوَايَات السَّاكِتَة عَنْهَا لَا تُعَارِضهَا وَعَلَى تَقْدِير تَرْجِيح رِوَايَة الْمَسْعُودِيّ فَلَا حُجَّة فِيهِ لِمَنْ قَالَ يُقْتَل الْمُرْتَدّ بِلَا اِسْتِتَابَة لِأَنَّ مُعَاذًا يَكُون اِكْتَفَى بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ اِسْتِتَابَة أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّه عَنْهُ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : الْمَسْعُودِيّ هَذَا هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد اللَّه بْن عُتْبَة بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الْهُذَلِيّ الْكُوفِيّ الْمَعْرُوف بِالْمَسْعُودِيِّ , وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد وَتَغَيَّرَ بِآخِرِهِ , وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيّ.
وَالْقَاسِم هَذَا هُوَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الْهُذَلِيّ الْكُوفِيّ وَهُوَ ثِقَة.
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ يَعْنِى عَبْدَ الْحَمِيدِ ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى وَبُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَدِمَ عَلَيَّ مُعَاذٌ وَأَنَا بِالْيَمَنِ وَرَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ فَارْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَامِ فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ قَالَ لَا أَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِي حَتَّى يُقْتَلَ فَقُتِلَ قَالَ أَحَدُهُمَا وَكَانَ قَدْ اسْتُتِيبَ قَبْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا حَفْصٌ حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ فَأُتِيَ أَبُو مُوسَى بِرَجُلٍ قَدْ ارْتَدَّ عَنْ الْإِسْلَامِ فَدَعَاهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا فَجَاءَ مُعَاذٌ فَدَعَاهُ فَأَبَى فَضَرَبَ عُنُقَهُ قَالَ أَبُو دَاوُد وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ لَمْ يَذْكُرْ الِاسْتِتَابَةَ وَرَوَاهُ ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الِاسْتِتَابَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ الْقَاسِمِ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ فَلَمْ يَنْزِلْ حَتَّى ضُرِبَ عُنُقُهُ وَمَا اسْتَتَابَهُ
عن ابن عباس قال: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأزله الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم...
عن سعد، قال: لما كان يوم فتح مكة، اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان، فجاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول ال...
عن جرير، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أبق العبد إلى الشرك، فقد حل دمه»
عن عكرمة، قال: حدثنا ابن عباس، أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وسلم، وتقع فيه، فينهاها، فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلما كانت ذ...
عن علي رضي الله عنه، «أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها»
عن أبي برزة، قال: كنت عند أبي بكر رضي الله عنه، فتغيظ على رجل، فاشتد عليه، فقلت: تأذن لي يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أضرب عنقه؟ قال: فأذهبت...
عن أنس بن مالك، " أن قوما من عكل - أو قال: من عرينة - قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتووا المدينة، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ب...
عن ابن عمر، «أن ناسا أغاروا على إبل النبي صلى الله عليه وسلم، فاستاقوها، وارتدوا عن الإسلام، وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا، فبعث في...
عن أبي الزناد، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قطع الذين سرقوا لقاحه، وسمل أعينهم بالنار، عاتبه الله تعالى في ذلك، فأنزل الله تعالى: {إنما جزاء...