4600- عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان، قائد كعب من بنيه حين عمي قال: سمعت كعب بن مالك، - وذكر ابن السرح، قصة تخلفه عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك - قال: «ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة، حتى إذا طال علي تسورت جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي، فسلمت عليه، فوالله ما رد علي السلام، ثم ساق خبر تنزيل توبته»
إسناده صحيح، وهو مكرر الحديث السالف برقم (٢٧٧٣).
قال الخطابي: فيه من العلم أن تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر من ثلاث إنما هو فيما يكون بينهما من قبل عتب وموجدة، أو لتقصير يقع في حقوق العشرة ونحوها، دون ما كان من ذلك في حق الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه في غزوة تبوك، فأمر بهجرانهم في بيوتهم نحو خمسين يوما على ما جاء في الحديث إلى أن أنزل الله سبحانه توبته وتوبة أصحابه، فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - براءتهم من النفاق.
وفيه دلالة على أنه لا يخرج المرء بترك رد سلام أهل الأهواء والبدع.
وفيه دليل على أن من حلف أن لا يكلم رجلا، فسلم عليه أو رد عليه السلام كان حانثا.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَكَانَ ) : أَيْ عَبْد اللَّه ( قَائِد كَعْب ) : خَبَر كَانَ ( مِنْ بَنِيهِ ) : بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة وَكَسْر النُّون وَسُكُون التَّحْتِيَّة جَمْع اِبْن أَيْ مِنْ بَيْنهمْ ( حِين عَمِيَ ) أَيْ كَعْب وَكَانَ أَبْنَاؤُهُ أَرْبَعَة عَبْد اللَّه وَعَبْد الرَّحْمَن وَمُحَمَّد وَعَبِيد اللَّه , وَجُمْلَة كَانَ مُعْتَرِضَة بَيْن اِسْم أَنَّ وَهُوَ عَبْد اللَّه وَخَبَرهَا وَهُوَ قَالَ ( قِصَّة تَخَلُّفه ) : أَيْ كَعْب ( أَيّهَا الثَّلَاثَة ) : هُوَ مِنْ بَاب الِاخْتِصَاص الْمُشَابِه لِلنِّدَاءِ لَفْظًا لَا مَعْنًى ( حَتَّى إِذَا طَالَ ) : أَيْ الْمُكْث ( عَلَيَّ ) : بِتَشْدِيدِ الْيَاء ( تَسَوَّرْت ) : أَيْ اِرْتَقَيْت ( جِدَار حَائِط أَبِي قَتَادَة ) : الْحَائِط الْبُسْتَان ( وَهُوَ ) : أَيْ أَبُو قَتَادَة ( ثُمَّ سَاقَ ) : أَيْ اِبْن السَّرْح ( خَبَر تَنْزِيل تَوْبَته ) : أَيْ كَعْب وَخَبَره طَوِيل أَوْرَدَهُ الْمُؤَلِّف هَاهُنَا مُخْتَصَرًا مُقْتَصِرًا عَلَى الْمُحْتَاج مِنْهُ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ أَنَّ تَحْرِيم الْهِجْرَة بَيْن الْمُسْلِمِينَ أَكْثَر مِنْ ثَلَاث إِنَّمَا هُوَ فِيمَا يَكُون بَيْنهمَا مِنْ قِبَل عُتْب وَمُوجِدَة أَوْ لِتَقْصِيرٍ يَقَع فِي حُقُوق الْعِشْرَة وَنَحْوهَا دُون مَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ حَقّ الدِّين , فَإِنَّ هِجْرَة أَهْل الْهَوَاء وَالْبِدْعَة دَائِمَة عَلَى مَمَرّ الْأَوْقَات وَالْأَزْمَان , مَا لَمْ تَظْهَر مِنْهُمْ التَّوْبَة وَالرُّجُوع إِلَى الْحَقّ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ مُطَوَّلًا وَمُخْتَصَرًا.
حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ قَالَ سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ وَذَكَرَ ابْنُ السَّرْحِ قِصَّةَ تَخَلُّفِهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةَ حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيَّ تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ثُمَّ سَاقَ خَبَرَ تَنْزِيلِ تَوْبَتِهِ
عن عمار بن ياسر، قال: قدمت على أهلي وقد تشققت يداي، فخلقوني بزعفران، فغدوت على النبي صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، فلم يرد علي، وقال: «اذهب فاغسل هذ...
عن عائشة رضي الله عنها، أنه اعتل بعير لصفية بنت حيي، وعند زينب فضل ظهر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لزينب: «أعطيها بعيرا» فقالت: أنا أعطي تلك ال...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المراء في القرآن كفر»
عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا إني أوتيت الكتاب، ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن...
عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول...
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» قال ابن عيسى: قال النبي صلى الله عليه وسلم:...
عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو ممن نزل فيه {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه}...
عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا هلك المتنطعون ثلاث مرات»
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان...