حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إسباغ الوضوء شطر الإيمان - سنن ابن ماجه

سنن ابن ماجه | كتاب الطهارة وسننها باب الوضوء شطر الإيمان (حديث رقم: 280 )


280- عن أبي مالك الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله ملء الميزان، والتسبيح والتكبير ملء السموات والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها»

أخرجه ابن ماجه


إسناده صحيح.
معاوية بن سلام: هو ابن أبي سلام ممطور الحبشي، وأخوه: اسمه زيد بن سلام، وجده أبو سلام: هو ممطور الحبشي.
وأخرجه النسائي في "المجتبى" ٥/ ٥ - ٨، وفي "الكبرى" (٩٩٢٥) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، بهذا الإسناد.
وهو من هذا الطريق في "صحيح ابن حبان" (٨٤٤).
ورواية "الكبرى" مختصرة.
وأخرجه مسلم (٢٢٣)، والترمذي (٣٨٢٦)، والنسائي في "الكبرى" (٩٩٢٤) من طريق أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري، رفعه.
وقال الترمذي: حديث صحيح.
قلنا: وهو من هذه الطريق بهذا السند في "مسند أحمد" (٢٢٩٠٢)، وهو سند منقطع، فإن أبا سلام لم يسمع من أبي مالك الأشعري، بينهما عبد الرحمن بن غنم، كما في رواية معاوية ابن سلام عند المصنف والنسائي وابن حبان السالف تخريجها.
وانظر تمام الكلام عليه في تعليقنا على "المسند".

شرح حديث ( إسباغ الوضوء شطر الإيمان )

حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)

‏ ‏قَوْله ( إِسْبَاغ الْوُضُوء شَطْر الْإِيمَان ) ‏ ‏فِي رِوَايَة مُسْلِم الطَّهُور شَطْر الْإِيمَان وَذَكَرُوا فِي تَوْجِيهه وُجُوهًا لَا تُنَاسِب رِوَايَة الْكِتَاب مِنْهَا أَنَّ الْإِيمَان يُطَهِّر نَجَاسَة الْبَاطِن وَالْوُضُوء نَجَاسَة الظَّاهِر وَهَذَانِ لَمْ يُفِيدَا أَنَّ الْوُضُوء شَطْر الْإِيمَان كَرِوَايَةِ مُسْلِم لِأَنَّ إِسْبَاغه شَطْر الْإِيمَان كَرِوَايَةِ الْكِتَاب مَعَ أَنَّهُ لَا يَتِمّ لِأَنَّهُ يَقْتَضِي أَنْ يُجْعَل الْوُضُوء مِثْل الْإِيمَان وَعَدِيله لَا نِصْفه أَوْ شَطْره وَكَذَا غَالِب مَا ذَكَرُوا وَالْأَظْهَر الْأَنْسَب لِمَا فِي الْكِتَاب أَنْ يُقَال أَرَادَ بِالْإِيمَانِ الصَّلَاة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } وَالْكَلَام عَلَى تَقْدِير مُضَاف أَيْ إِكْمَال الْوُضُوء شَطْر كَمَالِ الصَّلَاة وَتَوْضِيحُهُ أَنَّ إِكْمَال الصَّلَاة بِإِكْمَالِ أَشْرَاطهَا الْخَارِجَة عَنْهَا وَأَرْكَانهَا الدَّاخِلَة فِيهَا وَأَعْظَم الشَّرَائِط الْوُضُوء فَجَعَلَ كَمَاله نِصْف إِكْمَال الصَّلَاة وَيَحْتَمِل أَنَّ الْمُرَاد التَّرْغِيب فِي إِكْمَال الْوُضُوء وَتَعْظِيم ثَوَابه حَتَّى كَأَنَّهُ بَلَغَ إِلَى نِصْف ثَوَاب الْإِيمَان ‏ ‏قَوْله ( وَالْحَمْد لِلَّهِ مِلْء الْمِيزَان ) ‏ ‏بِصِيغَةِ الْمَاضِي كَأَنَّهُ وَقَعَ وَتَحَقَّقَ وَظَاهِره أَنَّ الْأَعْمَال تُجَسَّدُ عِنْد الْوَزْن أَوْ بِصِيغَةِ الْمَصْدَر مِلْءُ أَفْرَدَهُ عَلَى الْأَوَّل بِتَأْوِيلِ كُلّ مِنْهَا أَوْ مَجْمُوعهَا وَالظَّاهِر أَنَّ هَذَا يَكُون عِنْد الْوَزْن كَمَا فِي عَدِيله وَلَعَلَّ الْأَعْمَال تَصِير أَجْسَامًا لَطِيفَة نُورَانِيَّة لَا تُزَاحِم بَعْضهَا وَلَا تُزَاحِم غَيْرهَا أَيْضًا كَمَا هُوَ الْمُشَاهَد فِي الْأَنْوَار إِذْ يُمْكِن أَنْ يُسْرَج أَلْف سِرَاج فِي بَيْت وَاحِد مَعَ أَنَّهُ يَمْتَلِئُ نُورًا مِنْ وَاحِد مِنْ تِلْكَ السُّرُج لَكِنْ لِكَوْنِهِ لَا يُزَاحِم يَجْتَمِع مَعَهُ نُور الثَّانِي وَنُور الثَّالِث ثُمَّ لَا يَمْنَع اِمْتِلَاء الْبَيْت مِنْ النُّور جُلُوس الْقَاعِدِينَ فِيهِ لِعَدَمِ التَّزَاحُم فَلَا يَرِد أَنَّهُ كَيْف يُتَصَوَّر ذَلِكَ مَعَ كَثْرَة التَّسْبِيحَات وَالتَّقْدِيسَات مَعَ أَنَّهُ يَلْزَم مِنْ وُجُوده أَنْ لَا يَبْقَى مَكَان لِشَخْصٍ مِنْ أَهْل الْمَحْشَر وَلَا لِعَمَلٍ آخَر مُتَجَسِّد مِثْل تَجَسُّد التَّسْبِيح وَغَيْره ‏ ‏قَوْله ( نُور ) ‏ ‏لِتَأْثِيرِهِ فِي تَنْوِير الْقُلُوب وَإِشْرَاح الصُّدُور ‏ ‏قَوْله ( بُرْهَان ) ‏ ‏دَلِيل عَلَى صِدْق صَاحِبه فِي دَعْوَى الْإِيمَان إِذْ الْإِقْدَام عَلَى بَذْله خَالِصًا لِلَّهِ لَا يَكُون إِلَّا مِنْ صَادِق فِي إِيمَانه ‏ ‏قَوْله ( وَالصَّبْر ضِيَاء إِلَخْ ) ‏ ‏أَيْ نُور قَوِيّ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْس ضِيَاء وَالْقَمَر نُورًا } وَلَعَلَّ الْمُرَاد بِالصَّبْرِ الصَّوْم وَهُوَ لِكَوْنِهِ قَهْرًا عَلَى النَّفْس قَامِعًا لِشَهَوَاتِهَا لَهُ تَأْثِير عَادَة فِي تَنْوِير الْقَلْب بِأَتَمّ وَجْه إِنْ عَمِلْت بِهِ ‏ ‏( أَوْ عَلَيْك ) ‏ ‏إِنْ قَرَأْته بِلَا عَمَل ‏ ‏قَوْله ( كُلّ النَّاس يَغْدُو إِلَخْ ) ‏ ‏قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ كُلّ إِنْسَان يَسْعَى بِنَفْسِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعهَا لِلَّهِ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ فَيُعْتِقهَا مِنْ الْعَذَاب وَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعهَا لِلشَّيْطَانِ وَالْهَوَى بِاتِّبَاعِهِمَا فَيُوبِقهَا أَيْ يُهْلِكهَا وَقَالَ الطِّيبِيُّ كُلّ النَّاس يَسْعَى فِي الْأُمُور فَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعهَا مِنْ اللَّه فَيُعْتِقهَا أَوْ يَبِيعهَا مِنْ الشَّيْطَان فَيُوبِقهَا وَفِي الْمَفَاتِيح الْبَيْع الْمُبَادَلَة وَالْمَعْنَى بِهِ هَاهُنَا صَرْف النَّفْس وَاسْتِعْمَالهَا فِي عِوَض مَا يَتَوَخَّاهُ وَيَتَوَجَّه نَحْوه فَإِنْ خَيْرًا يَرْضَاهُ اللَّه فَقَدْ أَعْتَقَ نَفْسه مِنْ النَّار وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَقَدْ أَوْبَقَهَا أَيْ أَهْلَكَهَا اِنْتَهَى وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.


حديث إسباغ الوضوء شطر الإيمان والحمد لله ملء الميزان والتسبيح والتكبير ملء السموات والأرض والصلاة نور

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏ ‏مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَخِيهِ ‏ ‏أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ ‏ ‏جَدِّهِ ‏ ‏أَبِي سَلَّامٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏إِسْبَاغُ ‏ ‏الْوُضُوءِ ‏ ‏شَطْرُ ‏ ‏الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءُ الْمِيزَانِ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالزَّكَاةُ ‏ ‏بُرْهَانٌ ‏ ‏وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ ‏ ‏يَغْدُو ‏ ‏فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ ‏ ‏مُوبِقُهَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن ابن ماجه

إن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ين...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم إذا توضأ، فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة، إلا رفعه الله...

من توضأ فمضمض واستنشق خرجت خطاياه من فيه وأنفه

عن عبد الله الصنابحي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من توضأ فمضمض واستنشق، خرجت خطاياه من فيه وأنفه، فإذا غسل وجهه خرجت خطاياه من وجهه، حتى يخ...

إن العبد إذا توضأ فغسل يديه خرت خطاياه من يديه

عن عمرو بن عبسة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا توضأ، فغسل يديه، خرت خطاياه من يديه، فإذا غسل وجهه خرت خطاياه من وجهه، فإذا غسل...

غر محجلون بلق من آثار الوضوء

عن عبد الله بن مسعود، قال: قيل: يا رسول الله، كيف تعرف من لم تر من أمتك؟ قال: «غر محجلون بلق من آثار الوضوء» قال أبو الحسن القطان: حدثنا أبو حاتم قال...

من توضأ مثل وضوئي هذا غفر له ما تقدم من ذنبه

عن حمران، مولى عثمان بن عفان، قال: رأيت عثمان بن عفان قاعدا في المقاعد، فدعا بوضوء فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقعدي هذا، توضأ...

كان إذا قام من الليل يتهجد يشوص فاه بالسواك

عن حذيفة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام من الليل يتهجد، يشوص فاه بالسواك»

لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»

كان يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف فيستاك

عن ابن عباس، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصلي بالليل ركعتين ركعتين، ثم ينصرف فيستاك "

تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب

عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تسوكوا؛ فإن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتى لقد خشيت أن يفر...