4802- عن أنس، قال: كانت العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسابقها، فسبقها الأعرابي فكأن ذلك شق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «حق على الله عز وجل أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه» (1) 4803- عن أنس، بهذه القصة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن حقا على الله عز وجل أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه» (2)
(١)إسناده صحيح.
حماد: هو ابن سلمة، ثابت: هو ابن أسلم.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٩٠٢)، والبغوي في "شرح السنة" (٢٦٥١) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وعلقه البخاري بإثر الحديث (٢٨٧٢) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (١٣٦٥٩).
وانظر ما بعده.
وقوله:"العضباء"، قال ابن الأثير في "النهاية": هو علم لها منقول من قولهم: ناقة عضباء، أي: مشقوقة الأذن، ولم تكن مشقوقة الأذن.
وقال الزمخشري: هو منقول من قولهم: ناقة عضباء، وهي القصيرة اليد.
والقعود من الإبل، قال ابن الأثير: ما أمكن أن يركب، وأدناه أن يكون له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يثني، فيدخل في السنة السادسة، ثم هو جمل.
(٢)إسناده صحيح.
النفيلي: هو عبد الله بن محمد بن علي، وزهير: هو ابن معاوية، وحميد: هو ابن أبي حميد.
وأخرجه البخاري (٢٨٧٢) و (٦٥٠١) عن مالك بن إسماعيل، عن زهير، بهذا الاسناد.
وأخرجه البخاري (٦٥٠١)، والنسائي في "الكبرى" (٤٤١٣) و (٤٤١٧)، والطحاوي في "شرح شكل الآثار، (١٩٠٣)، والبغوي في شرح "السنة" (٢٦٥٢) من طرق عن حميد، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٢٠١٥)، و "صحيح ابن حبان" (٧٠٣).
وانظر ما قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( كَانَتْ الْعَضْبَاء ) : بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة فَمُوَحَّدَة مَمْدُودًا نَاقَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ الْقَصْوَاء أَوْ غَيْرهَا قَوْلَانِ.
قَالَ فِي النِّهَايَة : هُوَ عَلَم لَهَا مِنْ قَوْلهمْ نَاقَة عَضْبَاء أَيْ مَشْقُوقَة الْأُذُن وَلَمْ تَكُنْ مَشْقُوقَة الْأُذُن.
وَقَالَ بَعْضهمْ إِنَّهَا كَانَتْ مَشْقُوقَة الْأُذُن وَالْأَوَّل أَكْثَر ( لَا تُسْبَق ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ لَا تُسْبَق عَنْهَا إِبِل قَطُّ ( عَلَى قُعُود لَهُ ) بِفَتْحِ الْقَاف وَضَمِّ الْعَيْن.
قَالَ فِي النِّهَايَة : الْقُعُود مِنْ الدَّوَابّ مَا يَقْتَعِدهُ الرَّجُل لِلرُّكُوبِ وَالْحَمْل وَلَا يَكُون إِلَّا ذَكَرًا وَقِيلَ الْقَعُود ذَكَر وَالْأُنْثَى قَعُودَة , وَالْقَعُود مِنْ الْإِبِل مَا أَمْكَنَ أَنْ يُرْكَب وَأَدْنَاهُ أَنْ يَكُون لَهُ سَنَتَانِ ثُمَّ هُوَ قَعُود إِلَى السَّنَة السَّادِسَة ثُمَّ هُوَ جَمَل ( فَسَبَقَهَا الْأَعْرَابِيّ ) : أَيْ غَلَبَ فِي السَّبْق فَفِيهِ خَاصَّة الْمُغَالَبَة ( فَكَأَنَّ ) : بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَالنُّون الْمُشَدَّدَة الْمَفْتُوحَة ( ذَلِكَ ) : أَيْ سَبَقَهُ إِيَّاهَا ( حَقٌّ عَلَى اللَّه ) : أَيْ جَرَتْ عَادَته غَالِبًا ( أَنْ لَا يَرْفَع شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا ) : أَيْ مِنْ أَمْر الدُّنْيَا ( إِلَّا وَضَعَهُ ) : أَيْ حَطَّهُ وَطَرَحَهُ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ تَعْلِيقًا.
( إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّه تَعَالَى ) : أَيْ أَمْرًا ثَابِتًا عَلَيْهِ ( أَنْ لَا يُرْفَع ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَفِي الْحَدِيث جَوَاز الْمُسَابَقَة بِالْخَيْلِ وَالْإِبِل , وَفِيهِ التَّزْهِيد فِي الدُّنْيَا لِلْإِرْشَادِ إِلَى أَنَّ كُلّ شَيْء مِنْهَا لَا يَرْتَفِع إِلَّا اِتَّضَعَ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ بَعْضهمْ فِيهِ بَيَان مَكَارِم الدُّنْيَا [ أَيْ قَدْرهَا وَمَنْزِلَتهَا ] عِنْد اللَّه مِنْ الْهَوَان وَالضِّعَة , أَلَا تَرَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّه أَنْ لَا يَرْفَع شَيْئًا إِلَّا وَضَعَهُ " فَنَبَّهَ بِذَلِكَ أُمَّته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى تَرْكِ الْمُبَاهَاة وَالْفَخْر بِمَتَاعِ الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ مَا عِنْد اللَّه فِي مَنْزِلَة الضَّعْف فَحَقٌّ عَلَى ذِي دِين وَعَقْل الزُّهْد فِيهِ وَتَرْكُ التَّرَفُّع بِنَيْلِهِ لِأَنَّ الْمَتَاع بِهِ قَلِيل وَالْحِسَاب عَلَيْهِ طَوِيل اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَتْ الْعَضْبَاءُ لَا تُسْبَقُ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَسَابَقَهَا فَسَبَقَهَا الْأَعْرَابِيُّ فَكَأَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ
عن همام، قال: جاء رجل فأثنى على عثمان في وجهه، فأخذ المقداد بن الأسود ترابا فحثا في وجهه، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا لقيتم المداحين...
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن رجلا أثنى على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: «قطعت عنق صاحبك» ثلاث مرات، ثم قال: " إذا مدح أحدكم صا...
عن مطرف، قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السيد الله تبارك وتعالى» قلنا: وأفضلنا فضلا...
عن عبد الله بن مغفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله رفيق: يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف "
، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن البداوة، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع، وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إل...
عن جرير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله»
عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال الأعمش ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة»
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»
عن أنس، أن المهاجرين، قالوا: يا رسول الله ذهبت الأنصار بالأجر كله قال: «لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم»