4805- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن رجلا أثنى على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: «قطعت عنق صاحبك» ثلاث مرات، ثم قال: " إذا مدح أحدكم صاحبه لا محالة فليقل: إني أحسبه، كما يريد أن يقول، ولا أزكيه على الله "
إسناده صحيح.
أبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع، والحذاء: هو خالد بن مهران، ووالد عبد الرحمن: هو نفيع بن الحارث.
وأخرجه البخاري (٢٦٦٢) و (٦٠٦١) و (٦١٦٢)، ومسلم (٣٠٠٠)، وابن ماجه (٣٧٤٤)، والنسائي في "الكبرى" (٩٩٩٧) من طرق عن شعبة، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد.
ولم يذكر النسائي في روايته أبا بكرة والد عبد الرحمن، وهي في رواية محمد بن جعفر -وهو الراوي نفسه في حديث النسائي- عند أحمد (٢٠٤٢٢)، ومسلم (٣٥٠٠)، وفات الحافظ المزي أن يذكر رواية النسائي في "التحفة" (١١٦٧٨)، وكذا لم يذكره في قسم المراسيل منها, ولم يتعقبه الحافظ ابن حجر في أي من الموضعين على ذلك.
وهو في "مسند أحمد" (٢٠٤٢٢)، و" "صحيح ابن حبان" (٥٧٦٦).
وقوله: "قطعت عنق صاحبك"، قال السندي، أي: أهلكته، حيث إنه يؤدي إلى الاغترار بذلك والعجب به، وفيه هلاك لدينه.
وقال النووي في "شرح مسلم" ١٨/ ١٢٧: وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالاعجاب.
وقوله: "أحسبه"، أي: أظنه.
"ولا أزكيه على الله"، قال النووي: أي: لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره، لأن ذلك مغيب عنا, ولكن أحسب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( قَطَعْت عُنُق صَاحِبك ) : أَيْ أَهْلَكْته , لِأَنَّ مَنْ يُقْطَع عُنُقه يَهْلَك.
قَالَ النَّوَوِيّ : لَكِنَّ هَلَاك هَذَا الْمَمْدُوح فِي دِينه , وَقَدْ يَكُون مِنْ جِهَة الدُّنْيَا لِمَا يُشْتَبَه عَلَيْهِ مِنْ حَاله بِالْإِعْجَابِ ( ثَلَاث مَرَّات ) : أَيْ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاث مَرَّات.
قَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرْح مُسْلِم : وَرَدَتْ الْأَحَادِيث فِي النَّهْي عَنْ الْمَدْح , وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيث كَثِيرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ بِالْمَدْحِ فِي الْوَجْه.
قَالَ الْعُلَمَاء وَوَجْه الْجَمْع بَيْنهمَا أَنَّ النَّهْي مَحْمُول عَلَى الْمُجَازَفَة فِي الْمَدْح وَالزِّيَادَة فِي الْأَوْصَاف أَوْ عَلَى مَنْ يُخَاف عَلَيْهِ فِتْنَة مِنْ إِعْجَاب وَنَحْوه إِذَا سَمِعَ الْمَدْح , وَأَمَّا مَنْ لَا يُخَاف عَلَيْهِ ذَلِكَ لِكَمَالِ تَقْوَاهُ وَرُسُوخ عَقْله وَمَعْرِفَته فَلَا نَهْي فِي مَدْحه فِي وَجْهه إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مُجَازَفَة , بَلْ إِنْ كَانَ يَحْصُل بِذَلِكَ مَصْلَحَة كَنَشْطِهِ لِلْخَيْرِ أَوْ الِازْدِيَاد مِنْهُ أَوْ الدَّوَام عَلَيْهِ أَوْ الِاقْتِدَاء بِهِ كَانَ مُسْتَحَبًّا اِنْتَهَى ( لَا مَحَالَة ) : بِفَتْحِ الْمِيم أَيْ لَا بُدّ ( فَلْيَقُلْ إِنِّي أَحْسَبهُ ) : أَيْ أَظُنّهُ ( كَمَا يُرِيد ) : أَيْ الْمَادِح ( أَنْ يَقُول ) : فِي حَقِّ الْمَمْدُوح.
وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَدْح الَّذِي يُرِيد الْمَادِح أَنْ يَقُول فِي حَقِّ الْمَمْدُوح فَلَا يُقْطَع فِي حَقّه بَلْ يَقُول إِنِّي أَظُنّهُ كَذَا وَكَذَا.
وَلَفْظ الشَّيْخَيْنِ : " إِنْ كَانَ أَحَدكُمْ مَادِحًا لَا مَحَالَة فَلْيَقُلْ أَحْسَب كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ وَحَسِيبه اللَّه " ( لَا أُزَكِّيه عَلَى اللَّه تَعَالَى ) : أَيْ لَا أَقْطَع عَلَى عَاقِبَته وَلَا عَلَى مَا فِي ضَمِيره لِأَنَّ ذَلِكَ مَغِيب عَنِّي , وَلَكِنْ أَحْسَب وَأَظُنّ لِوُجُودِ الظَّاهِر الْمُقْتَضِي لِذَلِكَ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا أَثْنَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ إِذَا مَدَحَ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ إِنِّي أَحْسِبُهُ كَمَا يُرِيدُ أَنْ يَقُولَ وَلَا أُزَكِّيهِ عَلَى اللَّهِ
عن مطرف، قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السيد الله تبارك وتعالى» قلنا: وأفضلنا فضلا...
عن عبد الله بن مغفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله رفيق: يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف "
، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن البداوة، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع، وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إل...
عن جرير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله»
عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال الأعمش ولا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة»
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»
عن أنس، أن المهاجرين، قالوا: يا رسول الله ذهبت الأنصار بالأجر كله قال: «لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم»
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره...
عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أبلي بلاء فذكره، فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره»