4842- عن ميمون بن أبي شبيب، أن عائشة، مر بها سائل فأعطته كسرة ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل فقيل لها في ذلك فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزلوا الناس منازلهم» قال أبو داود: «وحديث يحيى مختصر» قال أبو داود: «ميمون لم يدرك عائشة»
حديث حسن إن شاء الله، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن ميمون بن أبي شبيب لم يدرك عائشة عند الأكثر.
وابن أبي خلف: هو محمد، وسفيان: هو الثوري.
وعلقه مسلم في "مقدمة صحيحه" ص ٦ فقال: وقد ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن ننزل الناس منازلهم.
وأخرجه البيهقي في "الآداب" (٢٩٩) من طريق المصنف، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو يعلى في "المسند " (٤٨٢٦)، وابن خزيمة في السياسة من "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" ١٧/ ٥٧٤ للحافظ ابن حجر، وأبو الشيخ في" الأمثال" (٢٤١)، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/ ٣٧٩ من طرق عن يحيى بن اليمان، به.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٥٩٩٩)، وفي "الآداب" (٣٠٠) من طرق عن يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن أسامة بن زيد الليثي، عن عمر بن مخراق، عن عاثثمة.
وهذا مرسل أيضا.
عمر بن مخراق لم يدرك عائشة.
وحسنه السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص ٩٣، وصححه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص ٤٩.
وفي الباب عن معاذ بن جبل وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أما حديث معاذ فرواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (٤٦) من طريق بكر بن سليمان أبي معاذ، عن أبي سليمان الفلسطيني، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، ولفظه: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنزل الناس منازلهم من الخير والشر، وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة".
وهذا إسناد ضعيف.
وأما حديث جابر بن عبد الله، فهو في "جزء الغسولي" بسند ضعيف فيما قال الحافظ السخاوي في "الجواهر والدرر" ١/ ٥٩ (طبع دار ابن حزم) ولفظه: "جالسوا الناس على قدر أحسابهم، وخالطوا الناس على قدر أديانهم، وأنزلوا الناس على قدر منازلهم، وداروا الناس بعقولكم".
وانظر ما بعده.
قال أبو أحمد العسكري في "الأمثال" على هذا الحديث: هذا مما أدب به النبي-صلى الله عليه وسلم- أمته في إيفاء الناس حقوقهم، من تعظيم العلماء، وإكرام ذي الشيبة، وإجلال "الكبير"، وما أشبهه.
وقال مسلم في "مقدمة صحيحه" ص ٦ قبيل الحديث: إنه لا يقصر بالرجل العالي القدر عن درجته، ولا يرفع متضع القدر في العلم فوق منزلته، ويعطى كل ذى حق فيه حقه، وينزل منزلته.
ونقل السخاوي في "الدرر" عن غير مسلم معنى الحديث، فقال: الحض على مراعاة مقادير الناس ومراتبهم ومناصبهم، وتففيل بعضهم على بعض في الإكرام في المجالس، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم"، فيقدم الامام في القرب منه الأفضل فالأفضل من البالغين والعقلاء إكراما لهم، ويعامل كل أحد بما يلائم منصبه في الدين والعلم والشرف والمرتبة، فإن الله أعطى كل ذي حق حقه، وكذا في القيام والمخاطبة والمكاتبة، وغير ذلك من الحقوق.
نعم، سوى الشرع بينهم في القصاص والحدود، وأشباهها, لكن في التعازير يعزر كل أحد بما يليق به، وبهذا الحديث تمسك المتكلمون في التعديل والتجريح لرواة الأخبار، ليتميز صالحهم من طالحهم، والله تعالى الموفق.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَأَعْطَتْهُ كِسْرَة ) : بِكَسْرِ أَوَّله أَيْ قِطْعَة مِنْ خُبْز وَنَحْوه ( فَقِيلَ لَهَا ) : أَيْ لِعَائِشَة ( فِي ذَلِكَ ) : أَيْ الْمَذْكُور مِنْ صَنِيعهَا بِالْمَارِّينَ بِهَا.
وَالْمَعْنَى قِيلَ لِعَائِشَة لِمَ فَرَّقْت بَيْنهمَا حَيْثُ أَعْطَيْت الْأَوَّل كِسْرَة وَأَقْعَدْت الثَّانِي أَطْعَمْته ( أَنْزِلُوا النَّاس مَنَازِلهمْ ) أَيْ عَامِلُوا كُلّ أَحَد بِمَا يُلَائِم مَنْصِبه فِي الدِّين وَالْعِلْم وَالشَّرَف.
قَالَ الْعَزِيزِيُّ : وَالْمُرَاد بِالْحَدِيثِ الْحَضّ عَلَى مُرَاعَاة مَقَادِير النَّاس وَمَرَاتِبهمْ وَمَنَاصِبهمْ وَتَفْضِيل بَعْضهمْ عَلَى بَعْض فِي الْمَجَالِس وَفِي الْقِيَام وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْحُقُوق.
( قَالَ أَبُو دَاوُدَ مَيْمُون لَمْ يُدْرِك عَائِشَة ) .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَقِيلَ لِأَبِي حَاتِم الرَّازِيِّ مَيْمُون بْن أَبِي شُبَيْب عَنْ عَائِشَة مُتَّصِل قَالَ لَا.
اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي مُقَدِّمَة شَرْح صَحِيح مُسْلِم فِي فَصْل التَّعْلِيق : وَأَمَّا قَوْل مُسْلِم فِي خُطْبَة كِتَابه وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ " أَمَرَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنْزِل النَّاس مَنَازِلهمْ " فَهَذَا بِالنَّظَرِ إِلَى أَنَّ لَفْظه لَيْسَ جَازِمًا لَا يَقْتَضِي حُكْمه بِصِحَّتِهِ وَبِالنَّظَرِ إِلَى أَنَّهُ اِحْتَجَّ بِهِ وَأَوْرَدَهُ إِيرَاد الْأُصُول لَا إِيرَاد الشَّوَاهِد يَقْتَضِي حُكْمه بِصِحَّتِهِ , وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ حَكَمَ الْحَاكِم أَبُو عَبْد اللَّه الْحَافِظ فِي كِتَابه كِتَاب مَعْرِفَة عُلُوم الْحَدِيث بِصِحَّتِهِ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنه بِإِسْنَادِهِ مُنْفَرِدًا بِهِ , وَذُكِرَ أَنَّ الرَّاوِي لَهُ عَنْ عَائِشَة مَيْمُون بْن أَبِي شُبَيْب وَلَمْ يُدْرِكهَا.
قَالَ الشَّيْخ اِبْن الصَّلَاح وَفِيمَا قَالَهُ أَبُو دَاوُدَ نَظَر , فَإِنَّهُ كُوفِيّ مُتَقَدِّم قَدْ أَدْرَكَ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة , وَمَاتَ الْمُغِيرَة قَبْل عَائِشَة , وَعِنْد مُسْلِم التَّعَاصُر مَعَ إِمْكَان التَّلَاقِي كَافٍ فِي ثُبُوت الْإِدْرَاك , فَلَوْ وَرَدَ عَنْ مَيْمُون أَنَّهُ قَالَ لَمْ أَلْقَ عَائِشَة اِسْتَقَامَ لِأَبِي دَاوُدَ الْجَزْم بِعَدَمِ إِدْرَاكه وَهَيْهَاتَ ذَلِكَ اِنْتَهَى.
قَالَ النَّوَوِيّ : وَحَدِيث عَائِشَة هَذَا قَدْ رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنَده وَقَالَ هَذَا الْحَدِيث لَا يُعْلَم عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْه , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَة مِنْ غَيْر هَذَا الْوَجْه مَوْقُوفًا اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَعِيلَ وَابْنُ أَبِي خَلَفٍ أَنَّ يَحْيَى بْنَ الْيَمَانِ أَخْبَرَهُمْ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ أَنَّ عَائِشَةَ مَرَّ بِهَا سَائِلٌ فَأَعْطَتْهُ كِسْرَةً وَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ وَهَيْئَةٌ فَأَقْعَدَتْهُ فَأَكَلَ فَقِيلَ لَهَا فِي ذَلِكَ فَقَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ قَالَ أَبُو دَاوُد وَحَدِيثُ يَحْيَى مُخْتَصَرٌ قَالَ أَبُو دَاوُد مَيْمُونٌ لَمْ يُدْرِكْ عَائِشَةَ
عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام...
عن عمرو بن شعيب، قال ابن عبدة: عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما»
عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما»
عن أبي سعيد الخدري: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس احتبى بيده» قال أبو داود: عبد الله بن إبراهيم شيخ منكر الحديث
حدثنا عبد الله بن حسان العنبري، قال: حدثتني جدتاي، صفية، ودحيبة، ابنتا عليبة، قال: موسى بنت حرملة وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة وكانت جدة أبيهما أنها أ...
عن الشريد بن سويد، قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي، فقال: «أتقعد قعدة المغضوب...
عن أبي برزة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النوم قبلها والحديث بعدها»
عن جابر بن سمرة، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء»
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينتجي اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه».<br> (1) 4852- عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الل...