724- عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤذن يغفر له، مدى صوته، ويستغفر له كل، رطب، ويابس، وشاهد الصلاة، يكتب له خمس وعشرون حسنة، ويكفر عنه ما بينهما»
حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، موسى بن أبي عثمان، روى عن جمع وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الثوري: كان مؤدبا ونعم الشيخ كان، وقال أبو حاتم: شيخ، وشخه أبو يحيى -وهو المكي مولى آل جعدة كما بيناه في "المسند" (٩٥٤٢) - لا بأس به، روى عنه اثنان، ووثقه ابن معين، وروى له مسلم حديثا واحدا متابعة.
وأخرجه أبو داود (٥١٥)، والنسائي ٢/ ١٢ - ١٣ من طريق شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٩٥٤٢)، و"صحيح ابن حبان" (١٦٦٦) من طريق شعبة.
وأخرجه أحمد أيضا برقم (٧٦١١) من طريق منصور، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة، وسنده محتمل للتحسين.
وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد في "المسند" برقم (٦٢٠١)، وذكرت شواهده عنده.
قوله:"مدى صوته" قيل: معناه: قدر صوته وحده، فإن بلغ الصوت الغاية، بلغت المغفرة الغاية، وإن كان صوته دون ذلك، فالمغفرة كذلك.
أو المعنى: لو كان له ذنوب تملأ ما بين محله الذي يؤذن فيه إلى ما ينتهي إليه صوته، لغفر له.
وقيل: يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه المسافة.
قوله: "ما بينهما" أي: ما بين الأذان والصلاة، أو ما بين الصلاتين.
قاله السندي.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( مَدَى صَوْته ) قِيلَ مَعْنَاهُ أَيْ قَدْر صَوْته وَحْده فَإِنْ بَلَغَ الصَّوْت الْغَايَة بَلَغَ الْمَغْفِرَة الْغَايَة وَإِنْ كَانَ صَوْته دُون ذَلِكَ فَالْمَغْفِرَة كَذَلِكَ أَوْ الْمَعْنَى لَوْ كَانَ لَهُ ذُنُوب تَمْلَأُ مَا بَيْن مَحَلّه الَّذِي يُؤَذِّن فِيهِ أَيْ مَا يَنْتَهِي إِلَيْهِ صَوْته لَغُفِرَ لَهُ وَقِيلَ يُغْفَر لَهُ مِنْ الذُّنُوب مَا فَعَلَهُ فِي زَمَان مُقَدَّر بِهَذِهِ الْمَسَافَة قَوْله ( وَيَسْتَغْفِر لَهُ ) أَيْ يَطْلُب لَهُ مَغْفِرَة بَاقِي الذُّنُوب مَا بَيْنهمَا أَيْ مَا بَيْن الْأَذَان وَالصَّلَاة أَوْ مَا بَيْن الصَّلَاتَيْنِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا
عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة»
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليؤذن لكم خياركم، وليؤمكم قراؤكم»
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أذن محتسبا سبع سنين، كتب الله له براءة من النار»
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، ولكل إقامة ثلاثون حسنة»
عن أنس بن مالك، قال: التمسوا شيئا يؤذنون به علما للصلاة، «فأمر بلال أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة»
عن أنس، قال: «أمر بلال أن يشفع الأذان، ويوتر الإقامة»
حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، أن «أذان بلال كان مثنى مثنى، وإقامته مفردة»...
عن أبي رافع، قال: «رأيت بلالا يؤذن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى، ويقيم واحدة»
عن أبي الشعثاء، قال: كنا قعودا في المسجد مع أبي هريرة، فأذن المؤذن فقام رجل من المسجد يميس، فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة:...