5020- عن أبي رزين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا على رجل طائر، ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت» قال: وأحسبه قال: «ولا تقصها إلا على واد، أو ذي رأي»
حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة وكيع بن عدس -وقيل: حدس- ومع ذلك فقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ١٢/ ٤٣٢.
هشيم: هو ابن بشير.
وأخرجه بزيادة فيه ابن ماجه (٣٩١٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن هشيم، بهذا الاسناد.
وأخرجه كذلك الترمذي (٢٤٣١) و (٢٤٣٢) من طريق شعبة، عن يعلى، به.
ولفظ الترمذي في روايته الثانية: دون قوله: وأحسبه قال: "ولا تقصها .
" إلخ.
وهو في "مسند أحمد" (١٦١٨٢)، و"صحيح ابن حبان" (٦٠٤٩) و (٦٠٥٠).
وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند الحاكم ٤/ ٣٩١ من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله، فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما".
وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.
قلنا: وفي اتصاله وقفة، فهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (٢٠٣٥٤) مرسلا.
وآخر من حديث عائشة عند الدارمي (٢١٦٣) بسند حسنه الحافظ في "الفتح" ١٢/ ٤٣٢، قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر، يختلف -يعني في التجارة- فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن زوجي غائب وتركني حاملا، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت، وأني ولدت غلاما أعور.
فقال: "خير، يرجع زوجك إن شاء الله صالحا، وتلدين غلاما برا" فذكرت ذلك ثلاثا، فجاءت ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- غائب، فسألتها فأخبرتنى بالمنام، فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، وتلدين غلاما فاجرا، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "مه يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا، فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها".
وقوله: "ولا تقصها .
" إلغ، له شاهد من حديث طويل لأبي هريرة عند الترمذي (٢٤٣٣) ولفظه: "لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" وقال: حديث حسن صحيح.
ويؤخذ من هذا أن الرؤيا تقع على ما يؤوله ذلك العالم أو الناصح، لكن أخرج الترمذي (٣٩١٨) من حديث ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر وقد أول رؤيا: "أصبت بعضا وأخطات بعضا" استدل به البخاري على أن الرؤيا ليست لأول عامر إذا لم يصب.
قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ١٤٠: معنى هذا الكلام حسن الارتياد لموضع الرؤيا واستعبارها العالم بها الموثوق برأيه وأمانته.
وقوله: "على رجل طائر": مثل، ومعناه: أنها لا تستقر قرارها ما لم تعبر.
وقال أبو إسحاق الزجاج في قوله:" لا يقصها إلا على واد أو ذي رأي": الواد لا يحب أن يستقبلك في تفسيرها إلا بما تحب وإن لم يكن عالما بالعبارة ولم يعجل لك بما يغمك لا أن تعبيرها يزيلها عما جعله الله عليه.
وأما ذو الرأي، فمعناه: ذو العلم بعبارتها، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها أو بأقرب ما يعلم منها ,ولعله أن يكون في تفسيره موعظة تردعك عن قبيح أنت عليه أو تكون فيها بشرى فتشكر الله على النعمة فيها.
وقال الطيبي، فيما نقله العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" ٤/ ٥٤٩: التركيب من باب الشبيه التمثيلي، شبه الرؤيا بالطير السريع طيرانه، وقد علق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة، فينبغي أن يتوهم للمشبه حالات مناسبة لهذه الحالات، وهي أن الرؤيا مستقرة على ما يسوقه التقدير إليه من التعبير، فإذا كانت في حكم الواقع، قيض من يتكلم بتاويلها على ما قدر، فيقع سريعا، وان لم يكن في حكمه لم يقدر لها من يعبرها.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَكِيع بْن عُدُس ) : بِمُهْمَلَاتٍ وَضَمِّ أَوَّله وَثَانِيه وَقَدْ يُفْتَح ثَانِيه ( الرُّؤْيَا عَلَى رِجْل طَائِر ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا مِثْل مَعْنَاهُ لَا تَسْتَقِرّ قَرَارهَا مَا لَمْ تُعَبَّر اِنْتَهَى , فَالْمَعْنَى أَنَّهَا كَالشَّيْءِ الْمُعَلَّق بِرِجْلِ الطَّائِر لَا اِسْتِقْرَار لَهَا ( مَا لَمْ تُعَبَّر ) : قَالَ الْقَارِي : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَبِتَخْفِيفِ الْبَاء فِي أَكْثَر الرِّوَايَات أَيْ مَا لَمْ تُفَسَّر ( فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ ) : أَيْ تِلْكَ الرُّؤْيَا عَلَى الرَّائِي يَعْنِي يَلْحَقهُ حُكْمهَا.
قَالَ فِي النِّهَايَة الرُّؤْيَا عَلَى رِجْل طَائِر مَا لَمْ تُعَبَّر أَيْ لَا يَسْتَقِرّ تَأْوِيلهَا حَتَّى تُعَبَّر يُرِيد أَنَّهَا سَرِيعَة السُّقُوط إِذَا عُبِّرَتْ كَمَا أَنَّ الطَّيْر لَا يَسْتَقِرّ فِي أَكْثَر أَحْوَاله فَكَيْف مَا يَكُون عَلَى رِجْله.
وَمِنْهُ الْحَدِيث الرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِر وَهِيَ عَلَى رِجْل طَائِر كُلّ حَرَكَة مِنْ كَلِمَة أَوْ جَارٍ يَجْرِي فَهُوَ طَائِر مَجَاز أَرَادَ عَلَى رِجْل قَدْر جَارٍ وَقَضَاء مَاضٍ مِنْ خَيْر أَوْ شَرٍّ وَهِيَ لِأَوَّلِ عَابِر يُعَبِّرهَا أَيْ أَنَّهَا إِذَا اِحْتَمَلَتْ تَأْوِيلَيْنِ أَوْ أَكْثَر فَعَبَّرَهَا مَنْ يَعْرِف عِبَارَتهَا وَقَعَتْ عَلَى مَا أَوَّلهَا وَانْتَفَى عَنْهَا غَيْره مِنْ التَّأْوِيل اِنْتَهَى.
قَالَ السُّيُوطِيُّ : وَالْمُرَاد أَنَّ الرُّؤْيَا هِيَ الَّتِي يُعَبِّرهَا الْمُعَبِّر الْأَوَّل فَكَأَنَّهَا كَانَتْ عَلَى رِجْل طَائِر فَسَقَطَتْ وَوَقَعَتْ حَيْثُ عُبِّرَتْ اِنْتَهَى ( وَأَحْسَبهُ ) أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَالَ وَلَا تَقُصّهَا ) : أَيْ لَا تَعْرِض رُؤْيَاك ( إِلَّا عَلَى وَادٍّ ) : بِتَشْدِيدِ الدَّال أَيْ مُحِبّ لِأَنَّهُ لَا يَسْتَقْبِلك فِي تَفْسِيرهَا إِلَّا بِمَا تُحِبّ ( أَوْ ذِي رَأْي ) : أَيْ عَاقِل أَوْ عَالِم.
قَالَ الزَّجَّاج : مَعْنَاهُ ذُو عِلْم بِعِبَارَةِ الرُّؤْيَا فَإِنَّهُ يُخْبِرك بِحَقِيقَةِ تَفْسِيرهَا أَوْ بِأَقْرَب مَا يُعْلَم مِنْهُ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح هَذَا آخِر كَلَامه.
وَأَبُو رَزِين هَذَا هُوَ لَقِيط بْن عَامِر غَيْر لَقِيط بْن صَبْرَة , وَفَصَلَ بَيْنهمَا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الدِّمَشْقِيّ فِي الْأَشْرَاف فِي تَرْجَمَتَيْنِ وَصَحَّحَ بَعْضهمْ الْأَوَّل , وَقَالَ الْبُخَارِيّ لَقِيط بْن عَامِر وَيُقَال لَقِيط بْن صَبْرَة بْن الْمُنْتَفِقِ وَقَالَ وَقِيلَ إِنَّ لَقِيط بْن عَامِر غَيْر لَقِيط بْن صَبْرَة وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ
عن أبي قتادة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات،...
عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من الشيطان ثلاثا، ويتحول عن جنبه الذي كا...
عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي»
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من صور صورة عذبه الله بها يوم القيامة، حتى ينفخ فيها، وليس بنافخ، ومن تحلم كلف أن يعقد شعيرة، ومن استم...
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع، وأتينا برطب من رطب ابن طاب فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا...
عن ابن أبى سعيد الخدري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه، فإن الشيطان يدخل» (1) 5027- عن سه...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقل هاه هاه، فإنما ذلك...
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه، وخفض أو غض بها صوته» - شك يحيى -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس تجب للمسلم على أخيه، رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنازة»