5046-
عن سعد بن عبيدة، قال: حدثني البراء بن عازب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت» قال «فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول» قال البراء: فقلت: أستذكرهن، فقلت: وبرسولك الذي أرسلت، قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت» (1) 5047- عن البراء بن عازب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك» ثم ذكر نحوه.
(2) 5048- عن البراء، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا قال سفيان: قال أحدهما «إذا أتيت فراشك طاهرا» وقال الآخر «توضأ وضوءك للصلاة» وساق معنى معتمر.
(3)
(١) إسناده صحيح.
المعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، ومنصور: هو ابن المعتمر بن عبد الله السلمي.
وأخرجه البخاري (٦٣١١) عن مسدد، بهذا الإسناد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١٠٥٥٠) عن محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر، وأخرجه مسلم (٢٧١٠)، والترمذي (٣٨٩١) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، به.
وأخرجه مسلم (٢٧١٠)، والنسائي (١٠٥٤٨) و (١٠٥٤٩) و (١٠٥٥٢) و (١٠٥٥٣) من طرق عن سعد بن عبيدة، به.
وأخرجه البخاري (٦٣١٣) و (٦٣١٥) و (٧٤٨٨)، ومسلم (٢٧١٠)، وابن ماجه (٣٨٧٦)، والترمذي (٣٦٩١)، والنسائي (١٠٥٢٧) و (١٠٥٤١ - ١٠٥٤٦) و (١٠٥٥٥) من طرق عن البراء بن عازب.
وهو في "مسند أحمد" (١٨٥١٥)، و"صحيح ابن حبان" (٥٥٢٧) و (٥٥٣٦).
قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ١٤٣: الفطرة هنا فطرة الدين والاسلام، وقد تكون الفطرة أيضا بمعنى السنة، وهي ما جاء في الحديث: "أن عشرا من الفطرة"، فذكر منها: المضمضة والاستنشاق مع سائر الخصال.
وقال القرطبي تبعا لغيره: هذا حجة لمن لم يجز نقل الحديث بالمعنى، وهو الصحيح من مذهب مالك، فإن لفظ النبوة والرسالة مختلفان في أصل الوضع، فإن النبوة من النبأ وهو الخبر، فالنبي في العرف هو المنبأ من جهة الله بأمر يقتضي تكليفا، وان أمر بتبليغه فهو رسول .
قال النووي: وجمهور أهل العلم على جوازها من العارف ويجيبرن عن هذا الحديث بأن المعنى هنا مختلف، ولا خلاف في المنع إذا اختلف المعنى.
واختار المازري وغيره: أن سبب الإنكار على من قال: "الرسول" بدل "النبي-صلى الله عليه وسلم-" أن ألفاظ الأذكار توقيفية ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فينبغي أن يقتصر على اللفظ الوارد بحروفه؛ لأن الإجابة ربما تعلقت بتلك الحروف، أو لعله أوحي إليه بها، فتعين أداؤها بلفظها.
انظر"فتح البارى" ١١/ ١١٢، و "شرح مسلم" ١٧/ ٢٨.
(٢) إسناده صحيح.
يحيى: هو ابن سعيد القطان.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١٠٥٥١) من طريق يحيى بن آدم، عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد.
(٣)إسناده صحيح.
سفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومنصور: هو ابن المعتمر.
وأخرجه البخاري (٢٤٧) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن منصور وحده، بهذا الإسناد.
وقال فيه: "توضأ وضوءك للصلاة".
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وُضُوءَك ) : بِالنَّصْبِ أَيْ مِثْل وُضُوئِك ( اللَّهُمَّ أَسْلَمْت ) : أَيْ اِسْتَلَمْت وَانْقَدْت وَالْمَعْنَى جَعَلْت وَجْهِي مُنْقَادًا لَك تَابِعًا لِحُكْمِك ( وَفَوَّضْت أَمْرِي إِلَيْك ) : أَيْ تَوَكَّلْت عَلَيْك فِي أَمْرِي كُلّه ( وَأَلْجَأْت ) : أَيْ أَسْنَدْت ( ظَهْرِي إِلَيْك ) : أَيْ إِلَى حِفْظك لِمَا عَلِمْت أَنَّهُ لَا سَنَد يَتَقَوَّى بِهِ سِوَاك ( رَهْبَة ) : أَيْ خَوْفًا مِنْ غَضَبك وَعِقَابك ( وَرَغْبَة ) : أَيْ رَغْبَة فِي رِضَاك وَثَوَابك , وَفِي رِوَايَة لِلنَّسَائِيِّ " رَهْبَة مِنْك وَرَغْبَة إِلَيْك ".
قِيلَ : هُمَا مَفْعُول لَهُمَا لِأَلْجَئْت وَالْأَظْهَر أَنَّ نَصْبهمَا عَلَى الْحَالِيَّة أَيْ رَاغِبًا وَرَاهِبًا , وَالظَّرْفِيَّة أَيْ فِي حَال الطَّمَع وَالْخَوْف يَتَنَازَع فِيهِمَا الْأَفْعَال الْمُتَقَدِّمَة كُلّهَا قَالَهُ الْقَارِي ( لَا مَلْجَأ وَلَا مَنْجَا مِنْك إِلَّا إِلَيْك ) : مَلْجَأ مَهْمُوز وَمَنْجَا مَقْصُور , وَقَدْ يَهْمِز مَنْجَا لِلِازْدِوَاجِ وَقَدْ يَعْكِس أَيْضًا لِذَلِكَ , وَالْمَعْنَى لَا مَهْرَب وَلَا مَلَاذ مِنْ عُقُوبَتك إِلَّا رَحْمَتك ( فَإِنْ مُتّ ) : بِضَمِّ الْمِيم وَكَسْرهَا ( عَلَى الْفِطْرَة ) : أَيْ عَلَى دِين الْإِسْلَام وَقِيلَ عَلَى التَّوْحِيد ( وَاجْعَلْهُنَّ ) : أَيْ هَذِهِ الْكَلِمَات ( أَسْتَذْكِرهُنَّ ) : أَيْ أَتَحَفَّظهُنَّ ( فَقُلْت وَبِرَسُولِك الَّذِي أَرْسَلْت ) : أَيْ مَكَان وَنَبِيّك الَّذِي أَرْسَلْت ( قَالَ ) : أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا ) : أَيْ لَا تَقُلْ وَبِرَسُولِك الَّذِي أَرْسَلْت بَلْ قُلْ وَنَبِيّك الَّذِي أَرْسَلْت , قَالَ الْحَافِظ : وَأَوْلَى مَا قِيلَ فِي الْحِكْمَة فِي رَدّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ قَالَ الرَّسُول بَدَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَلْفَاظ الْأَذْكَار تَوْقِيفِيَّة وَلَهَا خَصَائِص وَأَسْرَار لَا يَدْخُلهَا الْقِيَاس فَتَجِب الْمُحَافَظَة عَلَى اللَّفْظ الَّذِي وَرَدْت بِهِ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
إِذَا أَوَيْت إِلَى فِرَاشك أَيْ دَخَلْت فِيهِ فَتَوَسَّدْ يَمِينك أَيْ اِجْعَلْهُ تَحْت رَأْسك ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوه أَيْ نَحْو الْحَدِيث السَّابِق.
( قَالَ سُفْيَان قَالَ أَحَدهمَا ) ضَمِير التَّثْنِيَة لِلْأَعْمَشِ وَمَنْصُور وَالْمَعْنَى أَنَّ أَحَدهمَا قَالَ إِذَا أَتَيْت فِرَاشك طَاهِر فَاضْطَجِعْ عَلَى شِقّك الْأَيْمَن وَقُلْ اللَّهُمَّ إِلَخْ , وَقَالَ الْآخَر إِذَا أَتَيْت مَضْجَعك فَتَوَضَّأْ وُضُوءَك لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اِضْطَجِعْ عَلَى شِقّك الْأَيْمَن وَقُلْ إِلَخْ.
وَحَدِيث مَنْصُور عِنْد مُسْلِم بِلَفْظِ " إِذَا أَخَذْت مَضْجَعك فَتَوَضَّأْ وُضُوءَك لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اِضْطَجِعْ عَلَى شِقّك الْأَيْمَن ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَنِّي أَسْلَمْت " الْحَدِيث ( وَسَاقَ ) : أَيْ سُفْيَان ( مَعْنَى مُعْتَمِر ) : أَيْ مَعْنَى حَدِيث مُعْتَمِر السَّابِق.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ مَنْصُورًا يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ وَقُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ فَإِنْ مِتَّ مِتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ قَالَ الْبَرَاءُ فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ فَقُلْتُ وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ وَأَنْتَ طَاهِرٌ فَتَوَسَّدْ يَمِينَكَ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْغَزَّالُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا قَالَ سُفْيَانُ قَالَ أَحَدُهُمَا إِذَا أَتَيْتَ فِرَاشَكَ طَاهِرًا وَقَالَ الْآخَرُ تَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ وَسَاقَ مَعْنَى مُعْتَمِرٍ
عن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال: «اللهم باسمك أحيا وأموت» وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور»...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: «اللهم رب السموات، ورب الأرض، ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة، وا...
عن علي رحمه الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول عند مضجعه: «اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة، من شر ما أنت آخذ بناصيته، الل...
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافي له، ولا مؤوي»
عن أبي الأزهر الأنماري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: «بسم الله وضعت جنبي اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهان...
عن فروة بن نوفل، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لنوفل: «اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم، على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك»
عن عائشة رضي الله عنها: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، وقرأ فيهما قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الف...
عن عرباض بن سارية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، وقال: «إن فيهن آية أفضل من ألف آية»