5239- عن عبد الله بن حبشي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار» سئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال: «هذا الحديث مختصر، يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل، والبهائم عبثا، وظلما بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار» (1) 5240- عن عثمان بن أبي سليمان، عن رجل من ثقيف عن عروة بن الزبير يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه (2)
(١) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف.
ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز المكي- مدلس وقد عنعن، وقد أعله الذهبي كذلك في "الميزان" في ترجمة سعيد بن محمد بن جبير بأن ابن جريج قد تفرد به بهذا الإسناد، وأنه خالفه معمر بن راشد -كما سيأتي عند المصنف بعده- فرواه عن عثمان بن أبي سليمان، عن رجل من ثم، عن عروة بن الزبير، يرفع الحديث.
يعني مرسلا.
قال البيهقي في "معر فة السنن والآثار" (١٢١٦١): روي موصولا ومسندا، وأسانيده مضطربة معلولة.
وقد استبعد الطحاوي أيضا سماع سعيد بن محمد من عبد الله بن حبشى، وشكك البيهقي في سماعه كذلك.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٥٥٧) من طريق مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده عند تمام في "فوائده" (١٢٣٠)، والبيهقي ٦/ ١٤١.
وإسناده حسن.
وعن عروة عن عائشة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٢٩٧٦)، والطبراني في "الأوسط" (٥٦١٥)، وتمام في "فوائده" (١٢٣١)، والبيهقي ٦/ ١٤٠، وقد أعله الطحاوى والبيهقي بالارسال، ونقله البيهقي عن أبي علي الحافظ.
وصوب الدارقطنى في "العلل" ١٤/ ٢١٦ أنه من قول عروة بن الزبير.
قال المنذري في "مختصره " ٨/ ١٠٠: السدر شجر النبق، الواحدة: سدرة، وقيل: هو السمر، وقال الأصمعي: السدر ما نبت منه في البر هو الضال بتخفيف اللام قيل: أراد به سدر مكة لأنها حرم (قلنا: وقال السيوطي في رسالته "رفع الحذر عن قطع السدر،: والأولى عندي في تأويل الحديث أنه محمول على سدر الحرم كما وقع في رواية الطبراني في "الأوسط" ٢٤٤١)، وقيل: سدر المدينة نهي عن قطعه ليكون أنسا وظلا لمن يهاجر إليها، وقيل: أراد السدر الذي يكون في الفلاة يستظل به أبناء السبيل والحيوان، أو في ملك إنسان فيتحامل عليه ظالم فيقطعه بغير حق.
وذهب الإمام الطحاوي إلى أن الحديث منسوخ، واحتج بأن عروة بن الزبير وهو أحد رواة الحديث قد ورد عنه أنه قطع الدر ثم روى ذلك بإسناده عنه، وهو عند المصنف برقم (٥٢٤١) وهو صريح في أن عروة كان يرى جواز قطع السدر.
قال الطحاوي: لأن عروة مع عدالته وعلمه وجلالة منزلته في العلم لا يدع شيئا قد ثبت عنده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه إلا لما يوجب ذلك له .
(٢) حسن لغيره كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لابهام الرجل الثقفى، وللاختلاف فيه عن عثمان بن أبي سيمان كما بيناه في الطريق الذي قبله.
معمر: هو ابن راشد.
وهو في"مصنف عبد الرزاق" (١٩٧٥٦).
وانظر ما قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( حُبْشِيٌّ ) : بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْمُوَحَّدَة بَعْدهَا مُعْجَمَة ثُمَّ يَاء ثَقِيلَة كَذَا فِي التَّقْرِيب ( مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً ) : أَيْ شَجَرَة نَبْقٍ , زَادَ فِي رِوَايَةٍ لِلطَّبَرَانِيِّ " مِنْ سِدْرِ الْحَرَمِ " وَهِيَ مُبَيِّنَةٌ لِلْمُرَادِ دَافِعَةٌ لِلْإِشْكَالِ , كَذَا فِي شَرْح الْجَامِع الصَّغِير ( سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ إِلَخْ ) : وَمَا أَجَابَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ , وَلَا بُدّ لَهُ مِنْ التَّأْوِيلِ الصَّحِيحِ.
وَقَالَ فِي النِّهَايَة : قِيلَ أَرَادَ بِهِ سِدْرَ مَكَّةَ لِأَنَّهَا حَرَمٌ , وَقِيلَ سِدْر الْمَدِينَة نَهَى عَنْ قَطْعِهِ لِيَكُونَ أُنْسًا وَظِلًّا لِمَنْ يُهَاجِرُ إِلَيْهَا.
وَقِيلَ أَرَادَ السِّدْرَ الَّذِي يَكُون فِي الْفَلَاة يَسْتَظِلّ بِهِ أَبْنَاءُ السَّبِيلِ وَالْحَيَوَانُ أَوْ فِي مِلْك إِنْسَان فَيَتَحَامَل عَلَيْهِ ظَالِمٌ فَيَقْطَعُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ , وَمَعَ هَذَا فَالْحَدِيثُ مُضْطَرِبُ الرِّوَايَةِ فَإِنَّ أَكْثَر مَا يُرْوَى عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر وَكَانَ هُوَ يَقْطَعُ السِّدْرَ وَيَتَّخِذ مِنْهُ أَبْوَابًا.
قَالَ هِشَام : وَهَذِهِ أَبْوَاب مِنْ سِدْر قَطَعَهُ أَبِي وَأَهْل الْعِلْم مُجْمِعُونَ عَلَى إِبَاحَة قَطْعِهِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ اِنْتَهَى.
وَفِي مِرْقَاة الصُّعُودِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنه قَالَ أَبُو ثَوْر سَأَلْت أَبَا عَبْد اللَّه الشَّافِعِيَّ عَنْ قَطْع السِّدْر فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ , قَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " اِغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ".
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : فَيَكُون مَحْمُولًا عَلَى مَا حَمَلَهُ عَلَيْهِ أَبُو دَاوُدَ.
قَالَ وَرَوَيْنَا عَنْ عُرْوَة أَنَّهُ كَانَ يَقْطَعهُ مِنْ أَرْضه وَهُوَ أَحَد رُوَاة النَّهْيِ , وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُون النَّهْيُ خَاصًّا كَمَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ.
وَفِي كِتَاب أَبِي سُلَيْمَان الْخَطَّابِيّ أَنَّ الْمُزَنِيَّ سُئِلَ عَنْ هَذَا فَقَالَ وَجْهُهُ أَنْ يَكُون صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَمَّنْ هَجَمَ عَلَى قَطْع سِدْرٍ لِقَوْمٍ أَوْ لِيَتِيمٍ أَوْ لِمَنْ حَرَّمَ اللَّه أَنْ يُقْطَع عَلَيْهِ فَتَحَامَلَ عَلَيْهِ بِقَطْعِهِ , فَاسْتَحَقَّ مَا قَالَهُ , فَتَكُون الْمَسْأَلَةُ سَبَقَتْ السَّامِعَ فَسَمِعَ الْجَوَابَ وَلَمْ يَسْمَعْ السُّؤَالَ , وَجَعَلَ نَظِيرَهُ حَدِيث أُسَامَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ " وَقَدْ قَالَ " لَا تَبِيعُنَّ الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ ".
وَاحْتَجَّ الْمُزَنِيُّ بِمَا اِحْتَجَّ بِهِ الشَّافِعِيّ مِنْ إِجَازَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُغْسَلَ الْمَيِّت بِالسِّدْرِ وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يَجُزْ الِانْتِفَاعُ بِهِ.
قَالَ وَالْوَرَق مِنْ السِّدْر كَالْغُصْنِ وَقَدْ سَوَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا حَرُمَ قَطْعُهُ مِنْ شَجَر الْحَرَم بَيْن وَرَقِهِ وَغَيْره , فَلَمَّا لَمْ يَمْنَع عَنْ وَرَقِ السِّدْرِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى جَوَاز قَطْع السِّدْرِ.
اِنْتَهَى ( صَوَّبَ اللَّه ) : أَيْ نَكَسَهُ وَأَلْقَاهُ عَلَى رَأْسِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ , وَهَذَا دُعَاءٌ أَوْ خَبَرٌ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ فِيهِ عَبْد اللَّه الْخَثْعَمِيُّ.
( عَنْ رَجُل مِنْ ثَقِيفٍ ) : قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : الرَّجُل لَعَلَّهُ عَمْرو بْن أَوْسٍ ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن دِينَار عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الَّذِينَ يَقْطَعُونَ السِّدْرَ يَصُبُّ اللَّهُ عَلَى رُءُوسِهِمْ النَّارَ صَبًّا " وَأَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنْ عَمْرو بْن أَوْسٍ عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة مَوْصُولًا وَقَالَ الْمُرْسَل هُوَ الْمَحْفُوظ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَهَذَا مُرْسَلٌ.
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُبْشِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ سُئِلَ أَبُو دَاوُد عَنْ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ هَذَا الْحَدِيثُ مُخْتَصَرٌ يَعْنِي مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً فِي فَلَاةٍ يَسْتَظِلُّ بِهَا ابْنُ السَّبِيلِ وَالْبَهَائِمُ عَبَثًا وَظُلْمًا بِغَيْرِ حَقٍّ يَكُونُ لَهُ فِيهَا صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ وَسَلَمَةُ يَعْنِي ابْنَ شَبِيبٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
عن حسان بن إبراهيم، قال: سألت هشام بن عروة عن قطع السدر، وهو مستند إلى قصر عروة فقال: " أترى هذه الأبواب والمصاريع إنما هي من سدر عروة كان عروة يقطعه...
عن أبي بريدة ، يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «في الإنسان ثلاث مائة وستون، مفصلا فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة» قالوا: ومن يطيق ذ...
عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة، تسليمه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، ونهيه عن المنكر صدقة، وإ...
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه وألقاه، وإما كان موضوعا فأما...
عن سالم، عن أبيه، رواية وقال: مرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم «لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون»
عن ابن عباس، قال: جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدا عليها فأحرقت منها مثل...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما سالمناهن منذ حاربناهن ومن ترك شيئا منهن خيفة، فليس منا»
عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتلوا الحيات كلهن فمن خاف ثأرهن فليس مني»
عن عكرمة، يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك الحيات مخافة طلبهن، فليس منا ما سالمناهن منذ حاربناهن»