4-
عن أبي بكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة لأهل مكة: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسوله.
قال: فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي، رضي الله تعالى عنه: " الحقه فرد علي أبا بكر، وبلغها أنت " قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بكى، قال: يا رسول الله، حدث في شيء؟ قال: " ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني "
إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن يثيع - ويقال: أثيع - فقد روى له الترمذي والنسائي في " الخصائص "، و" مسند علي "، وانفرد بالرواية عنه أبو إسحاق، ولم يوثقه غير العجلي، وابن حبان، فهو في عداد المجهولين.
وقال ابن حجر في " أطراف المسند " ٢ / ورقة ٣١٢: هذا منقطع - يعني بين زيد وأبي بكر -.
وأخرجه الجورقاني في " الأباطيل والمناكير " (١٢٤) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وقال: هذا حديث منكر، ثم أورد نحوه من عدة روايات، وقال: فهذه الروايات كلها مضطربة مختلفة منكرة.
وأخرجه المروزي (١٣٢) ، وأبو يعلى (١٠٤) من طريق وكيع، به.
وسيأتي في مسند علي مختصرا برقم (٥٩٤) وهو المحفوظ، وله شواهد من حديث أبي هريرة وابن عباس وجابر بن عبد الله.
وأخرجه الطبري ١٠ / ٦٤ من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع مرسلا.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " منهاج السنة " ٥ / ٦٣: وكذلك قوله " لا يؤدي عني إلا علي " من الكذب، وقال الخطابي في كتاب " شعار الدين ": وقوله: " لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي " هو شيء جاء به أهل الكوفة عن زيد بن يثيع، وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض، وعامة من بلغ عنه غير أهل بيته، فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام، ويعلم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة: فأين قول من زعم أنه لم يبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته؟!
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "عن زيد بن يثيع" : - بتقديم تحتية مضمومة على ثاء مثلثة مفتوحة، ثم ياء تحتية ساكنة - .
قوله: "ببراءة" : أي: بتبليغ سورة براءة، أو ببراءة الله ورسوله من المشركين، فعلى الأول يحتمل الرفع على حكاية أول السورة، والفتحة على أنه غير منصرف للعلمية والتأنيث.
وقوله: "لا يحج": على الأول حال من فاعل التبليغ المقدر بتقدير القول; أي: يبلغهم قائلا لهم، وعلى الثاني بيان للبراءة; لاشتماله عليها، وهو يحتمل أن يكون نهيا أو نفيا بمعناه، وهو الأوفق; لقوله: "ولا يطوف" : فإنه نفي بمعنى النهي.
وأما قوله: "ولا يدخل": فنفي صرف، وعطفه على الإنشاء، لرجوعه إلى معنى: واعتقدوا أنه: "لا يدخل الجنة.
.
.
إلخ".
"مدة" : أي: مصالحة مدة.
"ثلاثا" : أي: ثلاث ليال.
"الحقه" : من اللحوق; أي: أدركه.
"فرد علي أبا بكر" : ظاهره يخالف الصحيح المشهور أنه ثبت أميرا في الحج، وإنما كان لعلي تبليغ السورة، والحديث صحيح، ففي "مجمع الزوائد" للحافظ نور الدين أبي الحسن علي الهيثمي: رجاله ثقات.
ويمكن أن يقال: المعنى: رد أمره إلي; أي: إن قال لك: بأي سبب هذا؟ فقل له: إذا رجعت، فاستخبر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فلا بد من رد هذا; لأن خلافه أصح منه وأشهر.
"حدث في" : - بتشديد الياء - .
"ألا يبلغها" : أي: السورة، أو البراءة، قيل: لأن عادة العرب ألا يتولى إبرام العهود ونقضها إلا الرئيس أو القريب منه.
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ قَالَ إِسْرَائِيلُ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةٌ لِأَهْلِ مَكَّةَ لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ وَاللَّهُ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ قَالَ فَسَارَ بِهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ الْحَقْهُ فَرُدَّ عَلَيَّ أَبَا بَكْرٍ وَبَلِّغْهَا أَنْتَ قَالَ فَفَعَلَ قَالَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ بَكَى قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ قَالَ مَا حَدَثَ فِيكَ إِلَّا خَيْرٌ وَلَكِنْ أُمِرْتُ أَنْ لَا يُبَلِّغَهُ إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي
عن أوسط، قال: خطبنا أبو بكر، فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول، وبكى أبو بكر، فقال أبو بكر: سلوا الله المعافاة - أو قال: العا...
عن رفاعة بن رافع، قال: سمعت أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، يقول على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فبكى أ...
عن أبي بكر الصديق: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب "
عن أبي بكر الصديق، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي.<br> قال: " قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب...
عن عائشة:أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر رضي الله عنه، يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، ف...
عن عبد الملك بن الحارث، يقول: إن أبا هريرة، قال:سمعت أبا بكر الصديق على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم من عام الأول،...
عن أنس أن أبا بكر حدثه، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار - وقال مرة: ونحن في الغار - لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه.<br>قال...
عن أبي بكر الصديق، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة "
عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن ولا سيئ الملكة، وأول من يقرع باب الجنة المملوكون؛ إذا أ...