5-
عن أوسط، قال: خطبنا أبو بكر، فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول، وبكى أبو بكر، فقال أبو بكر: سلوا الله المعافاة - أو قال: العافية - فلم يؤت أحد قط بعد اليقين أفضل من العافية - أو المعافاة - عليكم بالصدق فإنه مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور، وهما في النار، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، وكونوا إخوانا كما أمركم الله .
إسناده صحيح، أوسط - وهو ابن إسماعيل بن أوسط البجلي - ثقة روى له النسائي وابن ماجه، وباقي رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه المروزي (٩٥) ، والبزار (٧٥) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (٥) ، والحميدي (٧) ، وابن أبي شيبة ٨ / ٥٣٠، والبخاري في " الأدب المفرد " (٧٢٤) ، وابن ماجه (٣٨٤٩) ، والمروزي (٩٢) و (٩٣) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (٨٨٢) ، وأبو يعلى (١٢١) و (١٢٢) و (١٢٣) و (١٢٤) ، والبغوي في " الجعديات " (١٧٧٧) من طرق عن شعبة، به.
وأخرجه الحميدي (٢) ، والمروزي (٩٤) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة "
(٨٨٠) و (٨٨١) ، والحاكم ١ / ٥٢٩ من طريقين عن سليم بن عامر، به.
قال الحاكم:
هذا حديث صحيح الإسناد.
وأخرجه البزار (٧٤) ، والنسائي (٨٧٩) من طريقين عن أوسط، به.
وسيأتي برقم (١٧) و (٣٤) و (٤٤) .
قوله: " عام الأول " قال السندي: من لا يجوز إضافة الموصوف إلى صفته يؤوله بنحو: عام الزمان الأول، والمراد العام السابق على هذا العام.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "عام الأول" : من لا يجوز إضافة الموصوف إلى صفته يؤوله بنحو: عام الزمان الأول، والمراد: العام السابق على هذا العام.
"فقال أبو بكر" : ظاهر لفظ حديث أوسط بجميع رواياته المذكورة في الكتاب الوقف، لكن تقديمه قوله: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
.
.
إلخ، وكذا النظر في المتن يقتضي الرفع بتقدير: فقال حاكيا راويا عنه، أو ناقلا قوله، ويؤيده حديث رفاعة عن أبي بكر الآتي، بل يصرح به حديث أبي عبيدة عنه، وحديث عمر عنه، وحديث أبي هريرة عنه.
"أفضل من العافية" : فإنها السلامة من آفات الظاهر وأمراض البدن وعاهاته، كما أن اليقين سلامة من آفة القلب ومرضه الذي هو الشك والتكذيب، ولا شك أن صلاح الباطن أقدم من صلاح الظاهر، والأمر يحتاج إليهما جميعا، ولا ينتظم بدونهما، لا في الدين، ولا الدنيا، بقي أن المرض الذي لا يؤدي إلى خلل في الدين، لا ينافي العاقبة، كيف والأخيار يسألون العافية، ومع ذلك كثيرا ما تحصل لهم الأمراض.
"أو المعافاة" : مبالغة في العافية.
"بالصدق" : أي: مع الخالق والخلق.
"فإنه مع البر" : أي: يعد معه، وينتظمان في سلك واحد، أو يؤدي إليه كما جاء في رواية: "أنه يهدي إلى البر"، فالمعية كما في قوله تعالى: إن مع العسر يسرا [الشرح: 6]، ومثله قوله: "فإنه مع الفجور".
قيل: البر كلمة جامعة للخير، وقيل: هو العمل الخالص من كل مذموم، والفجور خلافه، ثم لعل الكذب بخاصيته يفضي بالإنسان إلى القبائح، والصدق بخلافه.
وقيل: المراد بالبر في قوله: "يهدي إلى البر" نفس ذلك الصدق، وكذا في الفجور في قوله: "يهدي إلى الفجور" نفس ذلك الكذب، والهداية إليه باعتبار المغايرة الاعتبارية في المفهوم والعنوان كما يقال: العلم يؤدي إلى الكمال.
وقال ابن العربي: إذا تحرى الصدق، لم يعص أبدا; لأنه إن أراد أن يفعل شيئا من المعاصي، خاف أن يقال: أفعلت كذا؟ فإن سكت، جر الريبة، وإن قال: لا، كذب، وإن قال: نعم، فسق، وسقطت منزلته، وذهبت حرمته.
"وهما في الجنة" : أي: أهلهما أو أصحابهما، أو هما في خصال الجنة معدودان منها.
"لا تحاسدوا.
.
.
إلخ" : الحسد: كراهة ما يرى من نعمة الله تعالى على غيره، والبغض: ضد المحبة، وهي إرادة المضرة، والتدابر: أن يولي كل واحد منهم صاحبه دبره، إما بالأبدان، أو بالآراء والأقوال، والمراد بقوله: لا تحاسدوا: لا يتمنى بعضكم زوال نعمة بعض، سواء أرادها لنفسه، أو لا.
قالوا: إلا إذا كان مستعينا بالنعمة على المعصية.
"إخوانا كما أمركم الله" : أي: إخوانا في الطاعة والمعاونة في الخير، لا في المعصية، ولذلك قال: "كما أمركم الله"، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَوْسَطَ قَالَ خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ وَبَكَى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ سَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ أَوْ قَالَ الْعَافِيَةَ فَلَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ قَطُّ بَعْدَ الْيَقِينِ أَفْضَلَ مِنْ الْعَافِيَةِ أَوْ الْمُعَافَاةِ عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ وَهُمَا فِي النَّارِ وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ تَعَالَى
عن محمد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: " بينما رجل يمشي قد أعجبته جمته وبرداه، إذ خسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها إ...
عن سهل بن معاذ، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تخطى المسلمين يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنم "
حدثنا يحيى بن أبي كثير، أن عمر بن معتب أخبره أن أبا حسن مولى أبي نوفل أخبره، أنه استفتى ابن عباس في مملوك تحته مملوكة فطلقها تطليقتين، ثم عتقا ، هل...
عن ابن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة، فه...
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من مؤمن يشاك شوكة فما فوقها، إلا كتب له بها درجة، وكفر عنه بها خطيئة "
عن ابن عباس، أنه قال: " إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الثوب الحرير المصمت "، فأما الثوب الذي سداه حرير ليس بحرير مصمت، فلا نرى به بأسا " وإنما...
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عال ثلاث بنات فأدبهن ، ورحمهن، وأحسن إليهن فله الجنة " قال عبد الله: قال أبي رحمه الله...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد، أو يدعو لأحد، قنت بعد الركوع، فربما قال: إذا قال: " سمع الله لمن حمده، ربن...
عن أبي هريرة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر "