50- عن عائشة، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فأوحى الله إليه في فضل السواك، أن كبر أعط السواك أكبرهما»
إسناده صحيح.
عروة: هو ابن الزبير.
وظاهر حديث عائشة هذا أنه في اليقظة، وقد أخرج مسلم (2271) (19)، وعلقه البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم (246) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، أن عبد الله بن عمر حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أراني في المنام أتسوك بسواك، فجذبني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقال لي: كبر، فدفعته إلى الأكبر" فهذا يقتضي أنه في المنام.
وانظر للجمع بينهما "مسند أحمد" (6226) وتعليقنا عليه، و"فتح الباري" 1/ 357.
قال ابن بطال: فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق به الطعام والشراب، والمشي والكلام.
وقال النووي: معناه: أوحي إلي في فضل آداب السواك أن يعطيه الأكبر.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( يَسْتَنّ ) : بِفَتْحِ أَوَّله وَسُكُون الْمُهْمَلَة وَفَتْح الْمُثَنَّاة وَتَشْدِيد النُّون : مِنْ السِّنّ بِالْكَسْرِ أَوْ الْفَتْح , إِمَّا ; لِأَنَّ السِّوَاك يَمُرّ عَلَى الْأَسْنَان أَوْ لِأَنَّهُ يَسُنّهَا , أَيْ يُحَدِّدهَا يُقَال : سَنَنْت الْحَدِيد , أَيْ حَكَكْته عَلَى الْحَجَر حَتَّى يَتَحَدَّد , وَالْمِسَنّ بِكَسْرِ الْمِيم الْحَجَر الَّذِي يُمَدُّ عَلَيْهِ السِّكِّين.
وَحَاصِل الْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ يَسْتَاك ( أَنْ كَبِّرْ ) : بِصِيغَةِ الْأَمْر نَائِب فَاعِل أَوْحَى , أَيْ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّ فَضْل السِّوَاك وَحَقّه أَنْ يُقَدِّم مَنْ هُوَ أَكْبَرُ.
وَمَعْنَى كَبِّرْ , أَيْ قَدِّمْ الْأَكْبَر سِنًّا فِي إِعْطَاء السِّوَاك.
قَالَ الْعُلَمَاء : فِيهِ تَقْدِيم ذِي السِّنّ فِي السِّوَاك , وَيُلْتَحَق بِهِ الطَّعَام وَالشَّرَاب وَالْمَشْي وَالْكَلَام , وَهَذَا مَا لَمْ يَتَرَتَّب الْقَوْم فِي الْجُلُوس , فَإِذَا تَرَتَّبُوا فَالسُّنَّة حِينَئِذٍ تَقْدِيم الْأَيْمَن.
وَفِيهِ أَنَّ اِسْتِعْمَال سِوَاك الْغَيْر بِرِضَاهُ الصَّرِيح أَوْ الْعُرْفِيّ لَيْسَ بِمَكْرُوهٍ ( أَعْطِ السِّوَاك أَكْبَرَهُمَا ) : الظَّاهِر أَنَّهُ تَفْسِير مِنْ الرَّاوِي.
كَذَا فِي الشَّرْح.
وَقَالَ فِي مَنْهِيَّة الشَّرْح : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِنْ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَفِي بَعْض نُسَخ الْكِتَاب هَاهُنَا هَذِهِ الْعِبَارَة : قَالَ أَحْمَدُ هُوَ اِبْن حَزْم قَالَ لَنَا أَبُو سَعِيد هُوَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ.
هَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ أَهْل الْمَدِينَة.
.
قُلْت : أَحْمَدُ هُوَ أَبُو عُمَر أَحْمَدُ بْن سَعِيد بْن حَزْم , صَرَّحَ بِذَلِكَ الشَّيْخ الْعَلَّامَة وَجِيه الدِّين أَبُو الضِّيَاء عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن عُمَر الدَّيْبَع الشَّيْبَانِيُّ فِي ثَبْته وَأَبُو سَعِيد هُوَ أَحْمَدُ بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد بْن بِشْر الْمَعْرُوف بِابْنِ الْأَعْرَابِيّ أَحَد رُوَاة السُّنَن لِلْإِمَامِ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيّ , وَكَانَتْ هَذِهِ الْعِبَارَة فِي نُسْخَة اِبْن الْأَعْرَابِيّ , فَبَعْض النُّسَّاخ لِرِوَايَةِ اللُّؤْلُؤِيّ اِطَّلَعَ عَلَى رِوَايَة اِبْن الْأَعْرَابِيّ فَأَدْرَجَهَا فِي نُسْخَة اللُّؤْلُؤِيّ.
وَغَرَض اِبْن الْأَعْرَابِيّ مِنْ هَذَا أَنَّ هَذَا الْحَدِيث مِنْ مُتَفَرِّدَات أَهْل الْمَدِينَة لَمْ يَرْوِهِ غَيْره.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَ مُسْلِم مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر مُسْنَدًا وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ تَعْلِيقًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنُّ وَعِنْدَهُ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ فِي فَضْلِ السِّوَاكِ أَنْ كَبِّرْ أَعْطِ السِّوَاكَ أَكْبَرَهُمَا قَالَ أَحْمَدُ هُوَ ابْنُ حَزْمٍ قَالَ لَنَا أَبُو سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ هَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ
عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: قلت: لعائشة بأي شيء كان يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: «بالسواك»
عن عائشة، أنها قالت: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يستاك، فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله وأدفعه إليه»
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق بالماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونت...
عن حذيفة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك»
عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوضع له وضوءه وسواكه، فإذا قام من الليل تخلى ثم استاك»
عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرقد من ليل ولا نهار، فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ»
عن عبد الله بن عباس، قال: " بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ من منامه، أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك، ثم تلا هذه الآيات: {إن في خلق السم...
عن أبي المليح، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يقبل الله عز وجل صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طهور»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث، حتى يتوضأ»