78-
عن عبد الله بن الزبير، قال:بينا نحن جلوس عند عمر إذ دخل علي والعباس، قد ارتفعت أصواتهما، فقال عمر: مه يا عباس، قد علمت ما تقول، تقول: ابن أخي، ولي شطر المال، وقد علمت ما تقول يا علي، تقول: ابنته تحتي، ولها شطر المال، وهذا ما كان في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد رأينا كيف كان يصنع فيه، فوليه أبو بكر من بعده، فعمل فيه بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وليته من بعد أبي بكر فأحلف بالله لأجهدن أن أعمل فيه بعمل رسول الله وعمل أبي بكر.
ثم قال: حدثني أبو بكر - وحلف بالله أنه لصادق - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: " إن النبي لا يورث، وإنما ميراثه في فقراء المسلمين والمساكين "، وحدثني أبو بكر - وحلف بالله إنه صادق -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته ".
وهذا ما كان في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد رأينا كيف كان يصنع فيه، فإن شئتما أعطيتكما لتعملا فيه بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل أبي بكر حتى أدفعه إليكما، قال: فخلوا ثم جاءا، فقال العباس: ادفعه إلى علي، فإني قد طبت نفسا به له
صحيح لغيره دون قوله: " إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته " وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ من قريش.
وأخرجه المروزي (٣) عن محمد بن معمر، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد.
وهو عنده مختصر بلفظ: " ما قبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته ".
وانظر ما قبله، وصحيح البخاري (٣٠٩٤) ومسند أبي بكر للمروزي (٢) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "قد ارتفعت أصواتهما" : أي: بالاختصام.
"مه" : أي: اسكت، أو: ماذا تقول; على أن أصله "ما" الاستفهامية حذف ألفها، ثم اتصل بها هاء السكت.
"قد علمت" : على صيغة المتكلم.
"ابن أخي" : أي: النبي ابن أخي.
"ولي شطر" : من تركته.
قلت: لا يمكن أن يقولا ذاك بعد أن سمعا الحديث، لكن فعلهما واجتهادهما في طلب المال صار كأنه يشبه هذا القول منهما.
"في يدي رسول الله" : بالتثنية; أي: في تصرفه.
"رأينا" : علمنا.
"فوليه" : أي: المال.
"من بعده" : بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
"لأجهدن" : من جهد; كمنع: إذا جد واجتهد.
"في فقراء المسلمين" : أي: يصرف فيهم على أنه صدقة.
"أن النبي" : يحتمل العهد على أنه المراد صلى الله عليه وسلم، فقد أخبر عن غيب، فوقع، ويحتمل أن المراد الجنس، ولكن لا بد حينئذ من تخصيصه بنبي له أتباع حتى لا يشكل بما سبق في حديث الشفاعة من أنه يجيء النبي وليس معه أحد، ولا يلزم منه أن يكون أبو بكر إماما له في آخر مرضه، وهو خلاف قول الجمهور; لأنه ثبت أن عبد الرحمن بن عوف قد أمه صلى الله عليه وسلم، وهو يكفي في صدق هذا الكلام، نعم ظاهر سوق عمر يقتضي أنه نبه به على إمامة أبي بكر.
"لتعملان" : - بفتح اللام وتشديد النون - على تقدير القسم، وهذا هو الذي يقتضيه المقام، وفي بعض النسخ: "لتعملا" بلام كي.
"حتى أدفعه" : أعطياني العهد على ذلك حتى أدفعه.
"فخلوا" : أي: تركا، أو مضيا، أو انفردا بينهما للمشورة.
"ادفعه إلى علي" : كأنه رجع إلى رأي عباس عن ذلك بعد حتى طلب المشاركة معه كما في "الصحيحين"، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي تَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَقَالَ فَعَدَّ سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ إِذْ دَخَلَ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَدْ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فَقَالَ عُمَرُ مَهْ يَا عَبَّاسُ قَدْ عَلِمْتُ مَا تَقُولُ تَقُولُ ابْنُ أَخِي وَلِي شَطْرُ الْمَالِ وَقَدْ عَلِمْتُ مَا تَقُولُ يَا عَلِيُّ تَقُولُ ابْنَتُهُ تَحْتِي وَلَهَا شَطْرُ الْمَالِ وَهَذَا مَا كَانَ فِي يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ رَأَيْنَا كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ فَوَلِيَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ بَعْدِهِ فَعَمِلَ فِيهِ بِعَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَلِيتُهُ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَحْلِفُ بِاللَّهِ لَأَجْهَدَنَّ أَنْ أَعْمَلَ فِيهِ بِعَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ وَعَمَلِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحَلَفَ بِأَنَّهُ لَصَادِقٌ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُورَثُ وَإِنَّمَا مِيرَاثُهُ فِي فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَسَاكِينِ و حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحَلَفَ بِاللَّهِ إِنَّهُ صَادِقٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَؤُمَّهُ بَعْضُ أُمَّتِهِ وَهَذَا مَا كَانَ فِي يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ رَأَيْنَا كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ فَإِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا لِتَعْمَلَا فِيهِ بِعَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمَلِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا قَالَ فَخَلَوَا ثُمَّ جَاءَا فَقَالَ الْعَبَّاسُ ادْفَعْهُ إِلَى عَلِيٍّ فَإِنِّي قَدْ طِبْتُ نَفْسًا بِهِ لَهُ
عن حكيم بن حزام، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اليد العليا خير من اليد السفلى، وليبدأ أحدكم بمن يعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى،...
عن نعيم بن همار قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل " ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات أول النهار أكفك آخره "
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نائما، فوجد تمرة تحت جنبه، فأخذها، فأكلها، ثم جعل يتضور من آخر الليل، وفزع لذلك...
عن أنس بن مالك قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا، ولا لعانا، ولا فحاشا، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: " ما له ترب جبينه "
عن علي، قال: " نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ وأنا راكع، وعن خاتم الذهب، وعن القسي والمعصفر "
عن مجاهد، قال: قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ائذنوا للنساء في المساجد بالليل "، فقال ابن لعبد الله بن عمر: والله لنمنعهن، ي...
عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى الجمرة "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم أعنا على شكرك، وذكرك، وحسن عبادتك "
عن عائشة، أن امرأة من الأنصار جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي اشتكت، فسقط شعر رأسها، وإن زوجها قد أشقاني، أفترى أن أص...