663- عن النعمان بن بشير، يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوينا في الصفوف كما يقوم القدح حتى إذا ظن أن قد أخذنا ذلك عنه، وفقهنا أقبل ذات يوم بوجهه إذا رجل منتبذ بصدره، فقال: «لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم»
إسناده حسن من أجل سماك بن حرب.
حماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه مسلم (436) (128)، والترمذي (227)، والنسائي فى "الكبرى" (886)، وابن ماجه (994) من طرق عن سماك بن حرب، به.
وهو في"مسند أحمد" (18376) و (18400)، و"صحيح ابن حبان" (2165) و (2175).
وانظر ما قبله.
وقوله: "أو ليخالفن الله بين وجوهكم" قال ابن الأثير: يريد أن كلا منهم يصرف وجهه عن الآخر، ويوقع بينهم التباغض، فإن إقبال الوجه على الوجه من أثر المودة والألفة.
وقيل: أراد بها تحويلها إلى الأدبار، وقيل: تغيير صورها الى صور أخرى.
قلت: ويؤيد التأويل الأول قوله في رواية أخرى: "سووا صفوفكم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم"أي: إذا تقدم بعضكم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبكم، ونشأ بينكم الخلف.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( كَمَا يُقَوِّمُ الْقِدْح ) : بِكَسْرِ الْقَاف هُوَ خَشَب السَّهْم حِين يُنْحَت وَيُبْرَى.
قَالَ الْخَطَّابِيّ : الْقِدْح خَشَب السَّهْم إِذَا بُرِيَ وَأُصْلِحَ قَبْل أَنْ يُرَكَّب فِي النَّصْل الرِّيش اِنْتَهَى.
مَعْنَاهُ يُبَالِغ فِي تَسْوِيَتهَا حَتَّى تَصِير كَأَنَّمَا يُقَوَّم بِهَا السِّهَام لِشِدَّةِ اِسْتِوَائِهَا وَاعْتِدَالهَا ( وَفَقِهْنَا ) .
أَيْ فَهِمْنَا التَّسْوِيَة ( إِذَا رَجُل مُنْتَبِذ بِصَدْرِهِ ) : أَيْ مُنْفَرِد بِتَقَدُّمِ صَدْره , وَفِي رِوَايَة مُسْلِم " فَرَأَى رَجُلًا بَادِيًا صَدْره مِنْ الصَّفّ " أَيْ ظَاهِرًا خَارِجًا مِنْ صُدُور أَهْل الصَّفّ ( لَتُسَوُّنَّ صُفُوفكُمْ ) : بِضَمِّ التَّاء الْمُثَنَّاة وَفَتْح السِّين وَضَمّ الْوَاو الْمُشَدَّدَة وَتَشْدِيد النُّون.
قَالَ الْبَيْضَاوِيّ : هَذِهِ اللَّام هِيَ الَّتِي يُتَلَقَّى بِهَا الْقَسَم , وَالْقَسَم هَاهُنَا مُقَدَّر وَلِهَذَا أَكَّدَهُ بِالنُّونِ الْمُشَدَّدَة اِنْتَهَى.
وَالْمُرَاد بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوف اِعْتِدَال الْقَائِمِينَ بِهَا عَلَى سَمْت وَاحِد أَوْ يُرَاد بِهَا سَدّ الْخَلَل الَّذِي فِي الصَّفّ ( أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّه بَيْن وُجُوهكُمْ ) : اُخْتُلِفَ فِي هَذَا الْوَعِيد فَقِيلَ هُوَ عَلَى حَقِيقَته , وَالْمُرَاد تَشْوِيه الْوَجْه بِتَحْوِيلِ خَلْقه عَنْ وَضْعه بِجَعْلِهِ مَوْضِع الْقَفَا , أَوْ نَحْو ذَلِكَ , فَهُوَ نَظِير مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْوَعِيد فِيمَنْ رَفَعَ رَأْسه قَبْل الْإِمَام أَنْ يَجْعَل اللَّه رَأْسه رَأْس حِمَار , وَيُؤَيِّد حَمْله عَلَى ظَاهِره حَدِيث أُمَامَةَ ( لَتُسَوُّنَّ الصُّفُوف أَوْ لَنَطْمِس الْوُجُوه ) : أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَفِي إِسْنَاده ضَعْف , وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى الْمَجَاز كَمَا تَقَدَّمَ عَنْ الْإِمَام النَّوَوِيّ : قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ , وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم مِنْ حَدِيث سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير الْفَصْل الْأَخِير مِنْهُ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّينَا فِي الصُّفُوفِ كَمَا يُقَوَّمُ الْقِدْحُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنْ قَدْ أَخَذْنَا ذَلِكَ عَنْهُ وَفَقِهْنَا أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ بِوَجْهِهِ إِذَا رَجُلٌ مُنْتَبِذٌ بِصَدْرِهِ فَقَالَ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ
عن البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم» وكان يقو...
عن سماك، قال: سمعت النعمان بن بشير، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا إذا قمنا للصلاة فإذا استوينا كبر»
عن عبد الله بن عمر، قال قتيبة: عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة - لم يذكر ابن عمر - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناك...
عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأ...
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة»
عن محمد بن مسلم بن السائب، صاحب المقصورة، قال: صليت إلى جنب أنس بن مالك، يوما فقال: هل تدري لم صنع هذا العود، فقلت: لا والله، قال: كان رسول الله صلى...
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر»
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم ألينكم مناكب في الصلاة»
عن عبد الحميد بن محمود، قال: صليت مع أنس بن مالك، يوم الجمعة «فدفعنا إلى السواري، فتقدمنا وتأخرنا»، فقال أنس: «كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله...