1999- عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار ـ يعني ـ من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان»، قال: فقال له رجل: إنه يعجبني أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنة، قال: «إن الله يحب الجمال، ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس» وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث: «لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان»، إنما معناه لا يخلد في النار وهكذا روي عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان» وقد فسر غير واحد من التابعين هذه الآية: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته} [آل عمران: ١٩٢] فقال: من تخلد في النار فقد أخزيته: هذا حديث حسن صحيح غريب
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادِ ) بْنِ أَبِي زِيَادٍ الشَّيْبَانِيُّ مَوْلَاهُمْ الْبَصْرِيُّ خَتْنُ أَبِي عِمْرَانَةَ ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنْ صِغَارِ التَّاسِعَةِ ( عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ ) قَالَ النَّوَوِيُّ : يَجُوزُ صَرْفُ أَبَانَ وَتَرْكُ صَرْفِهِ وَإِنَّ الصَّرْفَ أَفْصَحُ , وَتَغْلِبُ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ اللَّامِ أَبِي سَعْدٍ الْكُوفِيِّ ثِقَةٌ تُكُلِّمَ فِيهِ لِلتَّشَيُّعِ مِنْ السَّابِعَةِ ( عَنْ فَضِيلِ بْنِ عَمْرٍو ) الْفُقُيْمِيِّ بِالْفَاءِ وَالْقَافِ مُصَغَّرًا أَبِي النَّصْرِ الْكُوفِيِّ ثِقَةٌ مِنْ السَّادِسَةِ.
قَوْلُهُ : ( فَقَالَ رَجُلٌ ) قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : هُوَ مَالِكُ بْنُ مُزَارَةَ الرَّهَاوِيُّ , قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ , وَأَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ قَالَ : وَقَدْ جَمَعَ أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بَشْكُوَالَ الْحَافِظُ فِي اِسْمِهِ أَقْوَالًا مِنْ جِهَاتٍ ثُمَّ سَرَدَهَا النَّوَوِيُّ ( إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي حَسَنًا وَنَعْلِي حَسَنَةً ) أَيْ مِنْ غَيْرِ أَنْ أُرَاعِيَ نَظَرَ الْخَلْقِ , وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِبْرِ وَالْخُيَلَاءِ , وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ , ثُمَّ النَّعْلُ مَا وُقِيَتْ بِهِ الْقَدَمُ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ سَمَاعِيَّةٌ ذَكَرَهَا اِبْنُ الْحَاجِبِ فِي رِسَالَتِهِ فِيمَا يَجِبُ تَأْنِيثُهُ.
فَالتَّذْكِيرُ هُنَا بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهَا , وَهُوَ مَا وُقِيَتْ بِهِ الْقَدَمُ , وَلَعَلَّ سَبَبَ ذَلِكَ السُّؤَالِ مَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ : أَنَّهُ لَمَّا رَأَى الرَّجُلُ الْعَادَةَ فِي الْمُتَكَبِّرِينَ لِبْسَ الثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ سَأَلَ مَا سَأَلَ ( قَالَ ) مُجِيبًا لَهُ ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) وَفِي رِوَايَةٍ : ( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) , أَيْ حَسَنُ الْأَفْعَالِ كَامِلُ الْأَوْصَافِ , وَقِيلَ : أَيْ مُجَمِّلٌ , وَقِيلَ جَلِيلٌ , وَقِيلَ مَالِكُ النُّورِ وَالْبَهْجَةِ , وَقِيلَ جَمِيلُ الْأَفْعَالِ بِكُمْ وَالنَّطْرِ إِلَيْكُمْ يُكَلِّفُكُمْ الْيَسِيرَ وَيُعِينُ عَلَيْهِ وَيُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ وَيَشْكُرُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْمَنَاوِيُّ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ أَيْ لَهُ الْجَمَالُ الْمُطْلَقُ جَمَالُ الذَّاتِ وَجَمَالُ الصِّفَاتِ وَجَمَالُ الْأَفْعَالِ.
يُحِبُّ الْجَمَالَ أَيْ التَّجَمُّلَ مِنْكُمْ فِي الْهَيْئَةِ أَوْ فِي قِلَّةِ إِظْهَارِ الْحَاجَةِ لِغَيْرِهِ وَالْعَفَافَ عَنْ سِوَاهُ اِنْتَهَى.
( وَلَكِنَّ الْكِبْرَ ) أَيْ ذَا الْكِبْرِ بِحَذْفِ الْمُضَافِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ } ( مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ ) أَيْ دَفَعَهُ وَرَدَّهُ ( وَغَمَصَ النَّاسَ ) أَيْ اِحْتَقَرَهُمْ وَلَمْ يَرَهُمْ شَيْئًا.
مِنْ غَمَصْته غَمْصًا وَفِي رِوَايَةٍ : ( الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ).
قَالَ فِي الْمَجْمَعِ : الْغَمْطُ الِاسْتِهَانَةُ وَالِاسْتِحْقَارُ وَهُوَ كَالْغَمْصِ وَأَصْلُ الْبَطَرِ شِدَّةُ الْفَرَحِ وَالنَّشَاطِ , وَالْمُرَادُ هُنَا قِيلَ سُوءُ اِحْتِمَالِ الْغِنَى , وَقِيلَ الطُّغْيَانُ عِنْدَ النِّعْمَةِ , وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ.
وَفِي النِّهَايَةِ بَطَرُ الْحَقِّ هُوَ أَنْ يَجْعَلَ مَا يَجْعَلُهُ اللَّهُ حَقًّا مِنْ تَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ بَاطِلًا , وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَتَجَبَّرَ عِنْدَ الْحَقِّ فَلَا يَرَاهُ حَقًّا , وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَتَكَبَّرَ عَنْ الْحَقِّ فَلَا يَقْبَلُهُ.
وَقَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : وَتَفْسِيرُهُ عَلَى الْبَاطِلِ أَشْبَهُ لِمَا وَرَدَ فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ : ( إِنَّمَا ذَلِكَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ ) أَيْ رَأَى الْحَقَّ سَفَهًا.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ يَعْنِي مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي حَسَنًا وَنَعْلِي حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْجَمَالَ وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ و قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ وَقَدْ فَسَّرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ التَّابِعِينَ هَذِهِ الْآيَةَ { رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } فَقَالَ مَنْ تُخَلِّدُ فِي النَّارِ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ
عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم»: هذا حديث ح...
عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: يقولون لي: تكونون في التيه وقد ركبت الحمار ولبست الشملة وقد حلبت الشاة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «م...
عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء»: وفي الباب عن عائش...
عن أبي الدرداء قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والص...
عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: «تقوى الله وحسن الخلق»، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال:...
عن عبد الله بن المبارك، أنه وصف حسن الخلق فقال: «هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى»
عن أبي الأحوص، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، الرجل أمر به فلا يقريني ولا يضيفني فيمر بي أفأجزيه؟ قال: «لا، أقره» قال: ورآني رث الثياب، فقال: «هل لك...
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تح...
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا»: هذا حديث...