2333-
عن ابن عمر، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك في أهل القبور» فقال لي ابن عمر: «إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك ومن حياتك قبل موتك فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غدا»: وقد روى هذا الحديث الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، نحوه.
حدثنا أحمد بن عبدة الضبي البصري قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ) هُوَ الزُّبَيْرِيُّ قَوْلُهُ : ( بِبَعْضِ جَسَدِي ) وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ بِمَنْكِبَيْ , فَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ تَعْيِينُ مَا أُبْهِمَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ , وَنُكْتَةُ الْأَخْذِ تَقْرِيبُهُ إِلَيْهِ وَتَوَجُّهُهُ عَلَيْهِ , لِيَتَمَكَّنَ فِي ذِهْنِهِ مَا يَلْقَى لَدَيْهِ قَالَ ( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّك غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ) قَالَ الطِّيبِيُّ : لَيْسَتْ أَوْ لِلشَّكِّ بَلْ لِلتَّخْيِيرِ وَالْإِبَاحَةِ , وَالْأَحْسَنُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى بَلْ فَشَبَّهَ النَّاسِكَ السَّالِكَ بِالْغَرِيبِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَسْكَنٌ يَأْوِيهِ , وَلَا مَسْكَنٌ يَسْكُنُهُ.
ثُمَّ تَرَقَّى وَأَضْرَبَ عَنْهُ إِلَى عَابِرِ السَّبِيلِ ; لِأَنَّ الْغَرِيبَ قَدْ يَسْكُنُ فِي بَلَدِ الْغُرْبَةِ , بِخِلَافِ عَابِرِ السَّبِيلِ الْقَاصِدِ لِبَلَدٍ شَاسِعٍ بَيْنَهُمَا أَوْدِيَةٌ مُرْدِيَةٌ , وَمَفَاوِزُ مُهْلِكَةٌ وَقُطَّاعُ طَرِيقٍ , فَإِنَّ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ لَا يُقِيمَ لَحْظَةً وَلَا يَسْكُنُ لَمْحَةً , وَمِنْ ثَمَّ عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ : ( إِذَا أَمْسَيْت فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ إِلَخْ ) , وَبِقَوْلِهِ : ( وَعُدَّ نَفْسَك فِي أَهْلِ الْقُبُورِ ) , وَالْمَعْنَى اِسْتَمِرَّ سَائِرًا وَلَا تَفْتُرْ , فَإِنَّك إِنْ قَصَّرْت اِنْقَطَعْت وَهَلَكْت فِي تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ , وَهَذَا مَعْنَى الْمُشَبَّهِ بِهِ وَأَمَّا الْمُشَبَّهُ فَهُوَ قَوْلُهُ : ( وَخُذْ مِنْ صِحَّتِك لِمَرَضِك ) أَيْ أَنَّ الْعُمُرَ لَا يَخْلُو عَنْ صِحَّةٍ وَمَرَضٍ.
فَإِذَا كُنْت صَحِيحًا فَسِرْ سَيْرَ الْقَصْدِ وَزِدْ عَلَيْهِ بِقَدْرِ قُوَّتِك مَا دَامَتْ فِيك قُوَّةٌ بِحَيْثُ يَكُونُ مَا بِك مِنْ تِلْكَ الزِّيَادَةِ قَائِمًا مَقَامَ مَا لَعَلَّهُ يَفُوتُ حَالَةَ الْمَرَضِ وَالضَّعْفِ , ذَكَرَهُ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : مَعْنَى الْحَدِيثِ : " لَا تَرْكَنْ إِلَى الدُّنْيَا وَلَا تَتَّخِذْهَا وَطَنًا وَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَك بِالْبَقَاءِ فِيهَا " , وَلَا تَتَعَلَّقْ مِنْهَا بِمَا لَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْغَرِيبُ فِي غَيْرِ وَطَنِهِ اِنْتَهَى.
( وَعُدَّ نَفْسَك ) بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ الدَّالِ الْمُشَدَّدَةِ : أَيْ اِجْعَلْهَا مَعْدُودَةً ( مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ ) أَيْ مِنْ جُمْلَتِهِمْ وَوَاحِدَةً مِنْ جَمَاعَتِهِمْ , فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى مَا قِيلَ مُوتُوا قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا " فَقَالَ لِي اِبْنُ عُمَرَ" هَذَا قَوْلُ مُجَاهِدٍ أَيْ قَالَ لِي اِبْنُ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ : ( إِذَا أَصْبَحْت فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَك بِالْمَسَاءِ إِلَخْ ) وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ وَكَانَ اِبْنُ عُمَرَ يَقُولُ : " إِذَا أَمْسَيْت فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْت فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ" ( وَخُذْ مِنْ صِحَّتِك ) أَيْ زَمَنِ صِحَّتِك ( قَبْلُ سَقَمِك ) بِفَتْحَتَيْنِ أَوْ بِضَمِّ السِّينِ وَسُكُونِ الْقَافِ أَيْ قَبْلَ مَرَضِك.
وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : لِمَرَضِك : وَالْمَعْنَى اِشْتَغِلْ فِي الصِّحَّةِ بِالطَّاعَةِ بِحَيْثُ لَوْ حَصَلَ تَقْصِيرٌ فِي الْمَرَضِ لَيُجْبَرُ بِذَلِكَ ( مَا اِسْمُك غَدًا ) قَالَ الْحَافِظُ : أَيْ هَلْ يُقَالُ لَهُ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ وَلَمْ يُرِدْ اِسْمَهُ الْخَاصَّ بِهِ فَإِنَّهُ لَا يَتَغَيَّرُ.
وَقِيلَ الْمُرَادُ هَلْ يُقَالُ هُوَ حَيٌّ أَوْ مَيِّتٌ اِنْتَهَى.
قُلْت : وَالظَّاهِرُ عِنْدِي هُوَ الْمَعْنَى الثَّانِي وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
قَوْلُهُ : ( وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.
قَالَ السُّيُوطِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ : ( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّك غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ).
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ زَادَ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ : ( وَعُدَّ نَفْسَك مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ ).
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي فَقَالَ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَهْلِ الْقُبُورِ فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ غَدًا قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت فانتضح ".<br> هذا حديث غريب.<br> وسمعت محمدا، يقول: الحسن بن ع...
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: خطب علي فقال: يا أيها الناس، أقيموا الحدود على أرقائكم من أحصن منهم ومن لم يحصن، «وإن أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم...
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإذا حكم فأخطأ، فله أجر واحد» وفي الباب عن عمرو بن العاص،...
عن أبي سعيد، رواية أنه «نهى عن اختناث الأسقية» وفي الباب عن جابر، وابن عباس، وأبي هريرة: هذا حديث حسن صحيح
عن عبد الله بن عمرو، قال: «آخر سورة أنزلت المائدة والفتح».<br> هذا حديث حسن غريب.<br> وروي عن ابن عباس، أنه قال: «آخر سورة أنزلت إذا جاء نصر الله والف...
عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق، قال: «اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، و...
عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الكريم، سمع مقسما، مولى عبد الله بن الحارث، يحدث عن ابن عباس، أنه قال: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} [الن...
عن ابن عمر، قال: بينا نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي...