830- عن جابر بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال: «اقرءوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه»
إسناده صحيح.
خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي، وحميد الأعرج:
هو حميد بن قيس المكي الأعرج أبو صفوان القاريء.
وأخرجه أحمد (15273)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2399)، والبغوي في "شرح السنة" (609) من طرق عن خالد الطحان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (14855)، وأبو يعلى (2197)، والبيهقي (2400) و (2401) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن محمد بن المنكدر، به.
وخالف أسامة بن زيد وحميدا الأعرج السفيانان فروياه عن محمد بن المنكدر عن النبي- صلى الله عليه وسلم - مرسلا، أخرجه عن سفيان الثورى ابن أبى شيبة 10/ 480 والبيهقي فى "الشعب" (2398)، وعن سفيان بن عيينة أخرجه عبد الرزاق (6034).
وفي الباب عن أنس بن مالك وعبد الرحمن بن شبل وعمران بن حصين، وأحاديثهم في "المسند" (12483) و (15529) و (19917)، وعن سهل بن سعد وهو الحديث التالي عند المصنف.
قال في "عون المعبود": قوله: "فكل حسن" أي: فكل واحدة من قراءتكم حسنة مرجوة للثواب إذا آثرتم الآجلة على العاجلة، ولا عليكم أن لا تقيموا ألسنتكم إقامة القدح: وهو السهم قبل أن يراش.
"وسيجيء أقوام يقيمونه" أي: يصلحون ألفاظه وكلماته ويتكلفون في مراعاة مخارجه وصفاته.
"كما يقام القدح" أي: يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة لأجل الرياء
والسمعة والمباهاة والشهرة.
"يتعجلونه" أي: ثوابه في الدنيا "ولا يتأجلونه" بطلب الأجر في العقبى، بل يؤثرون العاجلة على الآجلة، ويتأكلون ولا يتوكلون.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَفِينَا ) : أَيْ مَعْشَر الْقُرَّاء ( الْأَعْرَابِيّ ) : أَيْ الْبَدْوِيّ ( وَالْعَجَمِيّ ) : أَيْ غَيْر الْعَرَبِيّ مِنْ الْفَارِسِيّ وَالرُّومِيّ وَالْحَبَشِيّ كَسَلْمَان وَصُهَيْب وَبِلَال قَالَهُ الطِّيبِيُّ قَالَ الطِّيبِيُّ وَقَوْله فِينَا يَحْتَمِل اِحْتِمَالَيْنِ : أَحَدهمَا : أَنَّ كُلّهمْ مُنْحَصِرُونَ فِي هَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ.
وَثَانِيهمَا : أَنَّ فِينَا مَعْشَر الْعَرَب أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ فِيمَا بَيْننَا تَانِك الطَّائِفَتَانِ , وَهَذَا الْوَجْه أَظْهَر , لِأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَرَّقَ بَيْن الْأَعْرَابِيّ وَالْعَرَبِيّ بِمِثْلِ مَا فِي خُطْبَته مُهَاجِر لَيْسَ بِأَعْرَابِيٍّ حَيْثُ جَعَلَ الْمُهَاجِر ضِدّ الْأَعْرَابِيّ , وَالْأَعْرَاب سَاكِنُو الْبَادِيَة مِنْ الْعَرَب الَّذِينَ لَا يُقِيمُونَ فِي الْأَمْصَار وَلَا يَدْخُلُونَهَا إِلَّا لِحَاجَةٍ , وَالْعَرَب اِسْم لِهَذَا الصِّنْف الْمَعْرُوف مِنْ النَّاس وَلَا وَاحِد لَهُ مِنْ لَفْظه سَوَاء أَقَامَ بِالْبَادِيَةِ أَوْ الْمُدُن اِنْتَهَى.
وَحَاصِله أَنَّ الْعَرَب أَعَمّ مِنْ الْأَعْرَاب وَهُمْ أَخَصّ , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { الْأَعْرَاب أَشَدّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَر أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُود مَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَى رَسُوله }.
( فَقَالَ اِقْرَءُوا ) : أَيْ كُلّكُمْ ( فَكُلّ حَسَن ) : أَيْ فَكُلّ وَاحِدَة مِنْ قِرَاءَتكُمْ حَسَنَة مَرْجُوَّة لِلثَّوَابِ إِذَا آثَرْتُمْ الْآجِلَة عَلَى الْعَاجِلَة , وَلَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تُقِيمُوا أَلْسِنَتكُمْ إِقَامَة الْقِدْح وَهُوَ السَّهْم قَبْل أَنْ يُرَاشَ ( وَسَيَجِيءُ أَقْوَام يُقِيمُونَهُ ) : أَيْ يُصْلِحُونَ أَلْفَاظه وَكَلِمَاته وَيَتَكَلَّفُونَ فِي مُرَاعَاة مَخَارِجه وَصِفَاته ( كَمَا يُقَام الْقِدْح ) : أَيْ يُبَالِغُونَ فِي عَمَل الْقِرَاءَة كَمَال الْمُبَالَغَة لِأَجْلِ الرِّيَاء وَالسُّمْعَة وَالْمُبَاهَاة وَالشُّهْرَة.
قَالَ الطِّيبِيُّ : وَفِي الْحَدِيث رَفْع الْحَرَج وَبِنَاء الْأَمْر عَلَى الْمُسَاهَلَة فِي الظَّاهِر , وَتَحَرِّي الْحِسْبَة وَالْإِخْلَاص فِي الْعَمَل , وَالتَّفَكُّر فِي مَعَانِي الْقُرْآن , وَالْغَوْص فِي عَجَائِب أَمْره ( يَتَعَجَّلُونَهُ ) : أَيْ ثَوَابه فِي الدُّنْيَا ( وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ ) : بِطَلَبِ الْأَجْر فِي الْعُقْبَى , بَلْ يُؤْثِرُونَ الْعَاجِلَة عَلَى الْآجِلَة , وَيَتَأَكَّلُونَ وَلَا يَتَوَكَّلُونَ.
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَفِينَا الْأَعْرَابِيُّ وَالْأَعْجَمِيُّ فَقَالَ اقْرَءُوا فَكُلٌّ حَسَنٌ وَسَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقِدْحُ يَتَعَجَّلُونَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ
عن سهل بن سعد الساعدي، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن نقترئ، فقال: «الحمد لله كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر وفيكم الأبيض وفيكما...
عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني منه، قال: " قل: سبحان ال...
عن جابر بن عبد الله، قال: «كنا نصلي التطوع ندعو قياما وقعودا، ونسبح ركوعا وسجودا» (1) 834- عن حميد، مثله لم يذكر التطوع، قال: كان الحسن، يق...
عن مطرف، قال: صليت أنا وعمران بن حصين، خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه فكان «إذا سجد كبر وإذا ركع كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر»، فلما انصرفنا أخذ عم...
أن أبا هريرة، " كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد قبل أن يس...
عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، أنه «صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لا يتم التكبير»، قال أبو داود: «معناه إذا رفع رأسه من الركوع وأراد أ...
عن وائل بن حجر، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه» (1) 839- عن عبد الجبار بن وائل، ع...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعمد أحدكم في صلاته، فيبرك كما يبرك الجمل»