حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

كان رسول الله ﷺ يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه (حديث رقم: 3581 )


3581- حدثنا سفيان، قال: سليمان، سمعت شقيقا، يقول: كنا ننتظر عبد الله في المسجد يخرج علينا، فجاءنا يزيد بن معاوية يعني النخعي، قال: فقال: ألا أذهب فأنظر ؟ فإن كان في الدار، لعلي أن أخرجه إليكم، فجاءنا، فقام علينا، فقال: إنه ليذكر لي مكانكم فما آتيكم كراهية أن أملكم، لقد " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمة علينا "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده صحيح على شرط الشيخين.
سفيان: هو ابن عيينة، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل.
وأخرجه الحميدي (١٠٧) ، ومسلم (٢٨٢١) (٨٢) من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٦٨) و (٦٤١١) ، ومسلم (٢٨٢١) (٨٢) ، والترمذي (٢٨٥٥) ، والشاشي (٦٠٠) ، والطبراني في "الكبير" (١٠٤٣٠) ، وابن عدي في "الكامل" ٢/٥٥٤، والبغوى (١٤٥) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه مسلم (٢٨٢١) ، والطبراني في "الكبير" (١٠٤٣١) من طريق منجاب بن الحارث التميمي، عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، به، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
قال الدارقطني في "الأفراد" -كما في حاشية "العلل" ٥/١٢٩-: تفرد به علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو، عن أبي وائل، ولم يروه عنه غير منجاب بن الحارث.
وقال الدارقطني في "العلل" ٥/١٢٩: وروي أيضا عن أبي عوانة وعلي بن مسهر جميعا عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، وهو الصحيح.
فذكر الحافظ في "الفتح" ١/١٦٢ أن الأعمش سمعه من أبي وائل بلا واسطة، وسمعه عنه بواسطة، وأراد [مسلم] بذكر الرواية الثانية -وإن كانت نازلة- تأكيده، أو لينبه على عنايته بالرواية من حيث إنه سمعه نازلا، فلم يقنع بذلك حتى سمعه عاليا، وكذا صرح الأعمش بالتحديث عند المصنف (يعني البخاري) في الدعوات.
قلنا: قد صرح بالتحديث أيضا في روايتنا هذه.
وأخرجه أبو يعلى (٥٠٣٢) من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي وائل، به.
وسيأتي بالأرقام (٣٥٨٧) و (٤٠٤١) و (٤٠٦٠) و (٤١٨٨) و (٤٢٢٨) و (٤٤٠٩) و (٤٤٣٩) .
ويزيد بن معاوية النخعي الوارد اسمه في الحديث، قال الحافظ في "الفتح" ١١/٢٢٨: هو كوفي تابعي ثقة عابد، ذكر العجلي أنه من طبقة الربيع بن خثيم، وذكر البخاري في "تاريخه" أنه قتل غازيا بفارس، كان في خلافة عثمان، وليس له في "الصحيحين" ذكر إلا في هذا الموضع، ولا أحفظ له رواية.
وقوله: "يتخولنا": قال الحافظ في "الفتح" ١/١٦٢: بالخاء المعجمة وتشديد الواو: قال الخطابي: الخائل -بالمعجمة- هو القائم المتعهد للمال، يقال: خال المال يخوله تخولا: إذا تعهده وأصلحه، والمعنى: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل.
والتخون بالنون أيضا، يقال: تخون الشيء إذا تعهده وحفظه، أي: اجتنب الخيانة فيه، كما قيل في تحنث وتأثم ونظائرهما.
وقد قيل: إن أبا عمرو بن العلاء سمع الأعمش يحدث هذا الحديث، فقال: "يتخولنا" باللام، فرده عليه بالنون، فلم يرجع لأجل الرواية، وكلا اللفظين جائز.
وحكى أبو عبيد الهروي في "الغريبين" عن أبي عمرو الشيباني أنه كان يقول: الصواب "يتحولنا" بالحاء المهملة، أي: يتطلب أحوالنا التي ننشط فيها للموعظة.
قلت: والصواب من حيث الرواية الأولى، فقد رواه منصور عن أبي وائل كرواية الأعمش، وإذا ثبتت الرواية وصح المعنى، بطل الاعتراض.

شرح حديث (كان رسول الله ﷺ يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا )

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: "فأنظر": - بالنصب - : جواب العرض، أو - بالرفع - على العطف.
"لعلي أن أخرجه": هو جواب الشرط بتأويل: أرجو أن أخرجه؛ فلذلك أتى بأن المصدرية في خبرها، أو أنه أتى بأن في الخبر تشبيها لكلمة "لعل" بعسى.
"ليذكر": على بناء المفعول.
"مكانكم": - بالرفع - أي: وجودكم ها هنا وانتظاركم لخروجي.
"أن أملكم": من الإملال; أي: أوقعكم في الملال بالإكثار في مذاكرة العلم.
"يتخولنا": أي: يراعينا ويتحفظ أوقات نشاطنا، وهو - بالخاء المعجمة واللام - هو المشهور رواية; من خال المال وخوله: إذا أحسن القيام عليه، وقيل: الصواب: إهمال الحاء; أي: يطلب أحوالهم للموعظة، وبعضهم جعلوه بالنون مكان اللام; من تخونه - بالخاء المعجمة والنون - : إذا تعهده; أي: راعاه، ولا حاجة إلى ذلك مع موافقة الراوية المشهورة للمقام، والسآمة: كالملالة لفظا ومعنى.


حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سُلَيْمَانُ ‏ ‏سَمِعْتُ ‏ ‏شَقِيقًا ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏كُنَّا نَنْتَظِرُ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ‏ ‏فِي الْمَسْجِدِ يَخْرُجُ عَلَيْنَا فَجَاءَنَا ‏ ‏يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي النَّخَعِيَّ ‏ ‏قَالَ فَقَالَ أَلَا أَذْهَبُ فَأَنْظُرَ فَإِنْ كَانَ فِي الدَّارِ لَعَلِّي أَنْ أُخْرِجَهُ إِلَيْكُمْ فَجَاءَنَا فَقَامَ عَلَيْنَا فَقَالَ إِنَّهُ لَيُذْكَرُ لِي مَكَانُكُمْ فَمَا آتِيكُمْ كَرَاهِيَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَتَخَوَّلُنَا ‏ ‏بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ كَرَاهِيَةَ ‏ ‏السَّآمَةِ ‏ ‏عَلَيْنَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

نهى رسول الله ﷺ عن حلقة الذهب

عن أبي الكنود: أصبت خاتما يوما، فذكره فرآه ابن مسعود في يده فقال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلقة الذهب "

انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ شقتين حتى نظروا إلي...

عن ابن مسعود، انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين، حتى نظروا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اشهدوا "

دخل النبي ﷺ وحول الكعبة ستون وثلاث مائة نصب فجعل ي...

عن عبد الله بن مسعود: دخل النبي صلى الله عليه وسلم، وحول الكعبة ستون وثلاث مائة نصب، فجعل يطعنها بعود كان بيده، ويقول: " {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما...

سألنا رسول الله ﷺ عن السير بالجنازة فقال متبوعة ول...

عن أبي ماجد الحنفي، قال: سمعت عبد الله يقول: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السير بالجنازة، فقال: " متبوعة، وليست بتابعة "

خرجت علينا حية فقال رسول الله ﷺ اقتلوها فابتدرناه...

عن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، قال: فخرجت علينا حية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقتلوها " فابتدرناها، فسبقتنا

إنني لأخبر بمكانكم وما يمنعني أن أخرج إليكم إلا ك...

عن شقيق، قال: كان عبد الله يخرج إلينا، فيقول: إني لأخبر بمكانكم، وما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم، " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ي...

إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه فخذيه وليجنأ ثم طبق ب...

عن عبد الله، قال: " إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه فخذيه، وليجنأ، ثم طبق بين كفيه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثم طبق...

لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم...

عن عبد الله، قال: لما نزلت هذه الآية: {الذين آمنوا ولم يلبسوا} إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس، وقالوا: يا رسول الله، فأينا لا يظلم نفسه؟ قال: " إنه ليس...

سبب نزول آبة وما قدروا الله حق قدره

عن عبد الله، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم، أبلغك أن الله عز وجل يحمل الخلائق على أصبع، والسماوات على...