1165- قال عثمان ابن عقبة: وكان أمير المدينة - إلى ابن عباس، أسأله عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، فقال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متبذلا متواضعا، متضرعا، حتى أتى المصلى - زاد عثمان، فرقى على المنبر، ثم اتفقا، - ولم يخطب خطبكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء، والتضرع، والتكبير، ثم صلى ركعتين، كما يصلي في العيد»
إسناده حسن من أجل هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة فهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه ابن ماجه (1266)، والترمذي (566) و (567)، والنسائي في "الكبرى" (1820) و (1821) و (1839) من طريق هشام بن إسحاق، به.
وقال الترمذي: حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (2039)، و"صحيح ابن حبان" (2862).
قال ابن المنذر في"الأوسط": اختلف أهل العلم في عدد التكبير في صلاة الاستسقاء، فقالت طائفة: يصلي الركعتين كسائر الصلاة لا يكبر فيها تكبير العيد، هذا قول مالك بن أنس وأبي ثور وإسحاق .
وقالت طائفة: يكبر فيها كما يكبر في العيدين، هذا قول عمر بن عبد العزيز وسعيد بن المسيب وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم والشافعي، وروي ذلك عن مكحول وأبي الزناد، وقد روينا عن ابن عباس أنه سئل عن صلاة الاستسقاء فقال: سنة كسنة العيدين.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( نَحْوه ) : أَيْ رِوَايَة عُثْمَان نَحْو رِوَايَة النُّفَيْلِيّ وَهُوَ كَقَوْلِهِ الْمَعْنَى أَيْ مَعْنَى حَدِيثهمَا وَاحِد ( قَالَ عُثْمَان ) : بْن أَبِي شَيْبَة ( اِبْن عُقْبَة ) : بِالْقَافِ بَعْد الْعَيْن هُوَ صِفَة الْوَلِيد أَيْ قَالَ عُثْمَان فِي رِوَايَته الْوَلِيد بْن عُقْبَة , وَأَمَّا النُّفَيْلِيّ فَقَالَ الْوَلِيد بْن عُتْبَة بِالتَّاءِ بَعْد الْعَيْن ( مُتَبَذِّلًا ) : بِتَقْدِيمِ التَّاء عَلَى الْمُوَحَّدَة أَيْ لَابِسًا لِثِيَابِ الْبِذْلَة تَارِكًا لِثِيَابِ الزِّينَة تَوَاضُعًا لِلَّهِ تَعَالَى.
التَّبَذُّل وَالِابْتِذَال تَرْك التَّزَيُّن وَالتَّهَيُّؤ بِالْهَيْئَةِ الْحَسَنَة الْجَمِيلَة عَلَى جِهَة التَّوَاضُع ( مُتَضَرِّعًا ) : أَيْ مُظْهِرًا لِلضَّرَاعَةِ , وَهِيَ التَّذَلُّل عِنْد طَلَب الْحَاجَة ( فَلَمْ يَخْطُب خُطْبَتكُمْ هَذِهِ ) : النَّفْي مُتَوَجِّه إِلَى الْقَيْد لَا إِلَى الْمُقَيَّد كَمَا يَدُلّ عَلَى ذَلِكَ الْأَحَادِيث الْمُصَرِّحَة بِالْخُطْبَةِ , وَيَدُلّ عَلَيْهِ أَيْضًا قَوْله فِي هَذَا الْحَدِيث " فَرَقِيَ الْمِنْبَر وَلَمْ يَخْطُب خُطْبَتكُمْ هَذِهِ " فَإِنَّمَا نَفَى وُقُوع خُطْبَة مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشَابَهَة لِخُطْبَةِ الْمُخَاطَبِينَ , وَلَمْ يَنْفِ وُقُوع مُطْلَق الْخُطْبَة مِنْهُ عَلَى ذَلِكَ , فَلَا يَصِحّ التَّمَسُّك بِهِ لِعَدَمِ مَشْرُوعِيَّة الْخُطْبَة.
وَقَالَ الزَّيْلَعِيّ : مَفْهُوم الْحَدِيث أَنَّهُ خَطَبَ لَكِنَّهُ لَمْ يَخْطُب كَمَا يَفْعَل فِي الْجُمُعَة وَلَكِنَّهُ خَطَبَ الْخُطْبَة وَاحِدَة , فَلِذَلِكَ نَفَى النَّوْع وَلَمْ يَنْفِ الْجِنْس , وَلَمْ يُرْوَ أَنَّهُ خَطَبَ خُطْبَتَيْنِ فَلِذَلِكَ قَالَ أَبُو يُوسُف يَخْطُب خُطْبَة وَاحِدَة , وَمُحَمَّد يَقُول يَخْطُب خُطْبَتَيْنِ وَلَمْ أَجِد لَهُ شَاهِدًا اِنْتَهَى ( ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ) : فِيهِ دَلِيل عَلَى اِسْتِحْبَاب الصَّلَاة لَمْ يُخَالِف فِيهِ إِلَّا الْحَنَفِيَّة ( كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيد ) : تَمَسَّكَ بِهِ الشَّافِعِيّ وَمَنْ مَعَهُ فِي مَشْرُوعِيَّة التَّكْبِير فِي صَلَاة الِاسْتِسْقَاء كَتَكْبِيرِ الْعِيد وَتَأَوَّلَهُ الْجُمْهُور عَلَى أَنَّ الْمُرَاد كَصَلَاةِ الْعِيد فِي عَدَد الرَّكْعَاتِ وَالْجَهْر بِالْقِرَاءَةِ وَكَوْنهَا قَبْل الْخُطْبَة وَاَللَّه أَعْلَم قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث حَسَن صَحِيح.
وَذَكَرَ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِم الرَّازِيُّ فِي كِتَابه أَنَّ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن كِنَانَة رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مُرْسَلًا اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَحْوَهُ قَالَا حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ أَرْسَلَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ عُثْمَانُ ابْنُ عُقْبَةَ وَكَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ فَقَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَبَذِّلًا مُتَوَاضِعًا مُتَضَرِّعًا حَتَّى أَتَى الْمُصَلَّى زَادَ عُثْمَانُ فَرَقَى عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ اتَّفَقَا وَلَمْ يَخْطُبْ خُطَبَكُمْ هَذِهِ وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّكْبِيرِ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ قَالَ أَبُو دَاوُد وَالْإِخْبَارُ لِلنُّفَيْلِيِّ وَالصَّوَابُ ابْنُ عُقْبَةَ
أن عبد الله بن زيد، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة، ثم حول رداءه»
سمعت عبد الله بن زيد المازني، يقول: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى، وحول رداءه حين استقبل القبلة»
عن عمير، مولى بني آبي اللحم، «أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت، قريبا من الزوراء قائما، يدعو يستسقي رافعا يديه قبل وجهه، لا يجا...
عن جابر بن عبد الله، قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم، بواكي، فقال: «اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريئا مريعا، نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل»
عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه»
عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا - يعني - ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض، حتى رأيت بياض إبطيه»
عن محمد بن إبراهيم، أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، «يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفيه»
عن عائشة، رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت ع...
عن أنس، قال: أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما هو يخطبنا يوم جمعة، إذ قام رجل، فقال: يا رسول الله، هلك الكراع، هلك الش...