7270-
عن الزهري، سمع ابن أكيمة، يحدث سعيد بن المسيب ، يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، نظن أنها الصبح، فلما قضى صلاته، قال: " هل قرأ منكم
أحد؟ " قال رجل: أنا.
قال: " أقول: ما لي أنازع القرآن؟ " قال معمر، عن الزهري: " فانتهى الناس عن القراءة فيما يجهر به رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال سفيان: " خفيت علي هذه الكلمة "
إسناده صحيح، ابن أكيمة -واسمه عمارة، وقيل: عمار، وقيل: عمرو، وقيل: عامر- لم يرو عنه إلا الزهري، وحديثه في السنن الأربعة وعند البخاري في "القراءة خلف الإمام"، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال فيه أيضا: كفاك قول الزهري: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب، وقال يعقوب بن سفيان: هو من مشاهير التابعين بالمدينة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم الرازي: صحيح الحديث، حديثه مقبول، وقال البزار: ليس مشهورا بالنقل، ولم يحدث عنه إلا الزهري، وقال ابن سعد: منهم من لا يحتج بحديثه يقول: هو شيخ مجهول، وجهله الحميدي وابن خزيمة والبيهقي، وقال ابن حجر في "التقريب": ثقة، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ١١/٢٢-٢٣: الدليل على جلالته أنه كان يحدث في مجلس سعيد بن المسيب وسعيد يصغي إلى حديثه عن أبي هريرة، وسعيد أجل أصحاب أبي هريرة، وإلى حديثه ذهب سعيد بن المسيب في القراءة خلف الإمام
فيما يجهر فيه، وبه قال ابن شهاب، وذلك كله دليل واضح على جلالته عندهم وثقته، وبالله التوفيق.
وقول الزهري في آخر الحديث: "فانتهى الناس .
الخ"، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ١/٢٣١: هو من كلام الزهري، بينه الخطيب، واتفق عليه البخاري في "التاريخ" (٩/٣٨) ، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، والذهلي، والخطابي، وغيرهم.
قلنا: فهو على هذا مرسل.
والحديث أخرجه المزي في ترجمة عمارة بن أكيمة من "تهذيب الكمال" ٢١/٢٢٩-٢٣٠ من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١/٣٧٥، وعنه ابن ماجه (٨٤٨) وقرن به هشام بن عمار، وأخرجه أبو داود (٨٢٧) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" ٢/١٥٧، وابن عبد البر في "التمهيد" ١١/٢٥ عن مسدد وأحمد بن محمد المروزي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف وعبد الله بن محمد الزهري، وابن السرح، وأخرجه البيهقي في "السنن" ٢/١٥٧ من طريق علي بن أحمد المديني، وفي "القراءة خلف الإمام" (٣٢١) من طريق أبي داود، عن عبد الله بن محمد الزهري، وأخرجه ابن عبد البر ١١/٢٤-٢٥ من طريق حامد بن يحيى، تسعتهم عن سفيان بن عيينة، به.
انتهى ابن أبي شيبة وهشام بن عامر وحامد بن يحيى إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن"، وقال أبو داود: قال مسدد في حديثه: قال معمر: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن السرح في حديثه: قال معمر عن الزهري: قال أبو هريرة: فانتهى الناس! وقال عبد الله بن محمد الزهري من بينهم: قال سفيان: وتكلم الزهري بكلمة لم أسمعها، فقال معمر: إنه قال: فانتهى الناس، وقال البيهقي: قال علي ابن المديني: قال سفيان: ثم قال الزهري شيئا لم أحفظه، انتهى حفظي إلى هذا، قال علي: قال لي سفيان يوما: فنظرت في شيء عندي، فإذا هو: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، بلا شك.
وأخرجه ابن عبد البر ١١/٢٦-٢٧ من طريق أبي أويس، عن الزهري، به.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (٩٦) من طريق الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، به.
قال البخاري: وقوله: "فانتهى الناس" من كلام الزهري، وقد بينه لي الحسن بن صباح، قال: حدثنا مبشر، عن الأوزاعي: قال الزهري: فاتعظ المسلمون بذلك، فلم يكونوا يقرؤون فيما جهر.
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (٩٨) ، وابن حبان (١٨٤٣) ، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (٣١٨) و (٣١٩) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، به.
انتهى حديثه إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن".
وأخرجه مع قول الزهري بنحوه أبو يعلى (٥٨٦١) من طريق مبشر بن إسماعيل، وابن حبان (١٨٥٠) من طريق الفريابي، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (٣٢٢) من طريق الوليد بن مزيد، و (٣٢٤) من طريق بشر بن بكر، ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
فجعل سعيد بن المسيب في موضع ابن أكيمة، قال ابن عبد البر ١١/٢٤: وذلك وهم وغلط عند جميع أهل العلم بالحديث، والحديث محفوظ لابن أكيمة .
وأخرجه ابن حبان (١٨٥١) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن من سمع أبا هريرة يقول .
فذكره.
قال ابن حبان: فعلم الوليد بن مسلم أنه وهم (يعني الأوزاعي) فقال: عن من سمع أبا هريرة، ولم يذكر سعيدا.
قلنا: وسواء أكانت هذه الزيادة (وهي: فانتهى الناس .
) من قول أبي هريرة أو من مرسل الزهري، فإنها زيادة صحيحة، يعضدها قول الله تبارك وتعالى: (وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) [الأعراف: ٢٠٤] ، فقد اتفق أهل العلم على أن المراد من قوله: (فاستمعوا) ، وجوب الإنصات على المأموم في الصلوات التي يجهر فيها الإمام، كما في "جامع البيان" ٩/١٦٢-١٦٦، و"التمهيد" ١١/٣٠-٣١.
ويعضدها أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: "وإذا قرأ (يعني الإمام) فأنصتوا"، رواه مسلم (٤٠٤) (٦٣) ، وأبو داود (٦٠٤) وغيرهما، وهذا الإنصات إنما يكون في الصلاة الجهرية، وليس في السرية.
وانظر ما سيأتي برقم (٨٨٨٩) .
وحديث: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" يخص المنفرد والإمام، فإن قراءة الفاتحة في حقهما واجبة، فهو من العام الذي أريد به الخاص، وأما المأموم فيجب عليه الإنصات في الجهرية، وأما في السرية فيسن له أن يقرأ الفاتحة، لأن الإمام يحمل عنه ذلك لحديث: "من كان له إمام، فقراءته له قراءة"، وهو حديث حسن روي عن جماعة من الصحابة، منهم جابر بن عبد الله، سيأتي في "المسند"
٣/٣٣٩، ونفصل القول فيه هناك إن شاء الله تعالى.
وانظر "التمهيد" ١/٢٧١-٥٥، و"المغني" ٢/٢٥٩-٢٦٥، و"تهذيب السنن" ١/٣٩٢.
وسيأتي حديث أبي هريرة برقم (٧٨١٩) و (٧٨٣٣) و (٨٠٠٧) و (١٠٣١٨) .
وسيأتي نحوه في مسند ابن بحينة ٥/٣٤٥ من طريق ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن عبد الله بن بحينة.
وهذا خطأ، أخطأ فيه ابن أخي الزهري، والصواب ما رواه الجماعة عن الزهري، عن أبي أكيمة، عن أبي هريرة.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" ٣/٨٤-٨٦: قد اختلف أهل العلم من الصحابة والتابعين، فمن بعدهم في القراءه خلف الإمام، فذهب جماعة إلى إيجابها سواء جهر الإمام أو أسر، يروى ذلك عن عمر، وعثمان، وعلي، وابن عباس، ومعاذ، وأبي بن كعب (قلنا: وعن أبي هريرة، وعبادة بن الصامت أيضا) ، وبه قال مكحول، وهو قول الأوزاعي، والشافعي، وأبي ثور، فإن أمكنه أن يقرأ في سكتة الإمام، وإلا قرأ معه.
وذهب قوم إلى أنه يقرأ فيما أسر الإمام في القراءة، ولا يقرأ فيما جهر، يقال: هو قول عبد الله بن عمر، يروى ذلك عن عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، ونافع بن جبير، وبه قال الزهري، ومالك، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وهو قول للشافعي.
وذهب قوم إلى أنه لا يقرأ أحد خلف الإمام سواء أسر الإمام أو جهر، يروى ذلك عن زيد بن ثابت وجابر ويروى عن ابن عمر: إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام، وبه قال سفيان الثوري، وأصحاب الرأي، واحتجوا بحديث أبي هريرة: "ما لي أنازع القرآن"، قلت: وذلك محمول عند الأكثرين على أن يجهر على الإمام بحيث ينازعه القراءة، والدليل عليه ما روي عن عمران بن حصين أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر، فلما انفتل قال: "أيكم قرأ: (سبح اسم ربك
الأعلى) ؟ " فقال رجل: أنا، فقال: "علمت أن بعضكم خالجنيها" (أخرجه مسلم: ٣٩٨) .
والمخالجة: المجاذبة، وهي قريب من قوله: نازعنيها.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " أنازع القرآن ": على بناء المفعول، والقرآن منصوب بتقدير: في القرآن; أي: أجاذب في قراءته، وقيل: نازع يتعدى إلى مفعولين، والمراد: كأني أجاذب في قراءته، فأجذبه إلي من غيري، وغيري يجذبه مني إليه، يحتمل أنهم جهروا بالقراءة خلفه، فشغلوه، والمنع مخصوص به، ويحتمل أنه ورد في غير الفاتحة، ويحتمل العموم، فلا يقرأ فيما يجهر الإمام أصلا، لا بالفاتحة ولا بغيره، لا سرا ولا جهرا، وهو المناسب بقول الزهري: "فانتهى الناس.
.
.
إلخ " .
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً يَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحُ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَالَ رَجُلٌ أَنَا قَالَ أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ قَالَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَانْتَهَى النَّاسُ عَنْ الْقِرَاءَةِ فِيمَا يَجْهَرُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُفْيَانُ خَفِيَتْ عَلَيَّ هَذِهِ الْكَلِمَةُ
عن الزهري، حدثني أبو أمامة بن سهل، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أسرعوا بالجنازة، فإن كانت صالحة، قربتموها إلى الخير،...
عن الزهري، عن حنظلة الأسلمي، سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده، ليهلن ابن مريم بفج الروحاء، حاجا أو معتمرا،...
عن أبي سلمة، وسليمان بن يسار، سمعا أبا هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: " إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم "
عن عبد الرحمن الأعرج، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، إني كنت امرأ مسك...
عن أبي هريرة، وقرئ عليه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا استأذن أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره فلا يمنعه " فلما حدثهم أبو هريرة، طأطئوا رءوسهم، ف...
عن أبي هريرة - قال سفيان: سألته أنا عنه: كيف الطعام، طعام الأغنياء؟ قال: أخبرني الأعرج، عن أبي هريرة -: " شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الأغنياء،...
عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه - قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: " سمعته أربع مرات من سفيان " وقال...
عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يرغب في قيام "، يعني رمضان
عن أبي هريرة، رواية: " إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يغمس يده في إنائه، حتى يغسلها ثلاثا، فإنه لا يدري أين باتت يده "