1368- عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل، حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه، وإن قل»، وكان إذا عمل عملا أثبته
حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان - وهو محمد - فهو صدوق لا بأس به، وقد توبع.
الليث: هو ابن سعد، وابن عجلان: هو محمد، وسعيد المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (840) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (5861)، ومسلم (782) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به.
وزاد في أوله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجز حصيرا بالليل، فيصلي ويبسطه بالنهار فيجلس عليه فجعل الناس يثوبون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلون بصلاته، حتى كثروا، فأقبل فقال: .
ثم ذكره.
وأخرجه البخاري (1975)، ومسلم بإثر (1156) من طريق يحيى بن أبي كثير، والبخاري (6465)، ومسلم (782) (216) من طريق سعد بن إبراهيم، والبخاري (6464)، ومسلم (2818) من طريق موسى بن عقبة، ثلاثتهم عن أبي سلمة، به.
ولفظ يحيي بن أبي كثير: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، ثم ذكر نحو رواية المقبري، ولفظ موسى بن عقبة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟، قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل".
وأخرجه البخاري (43) و (1151)، ومسلم (785)، وابن ماجه (4238)، والترمذي (3073)، والنسائى في "الكبرى" (1309) من طريق عروة بن الزبير،
ومسلم (783) من طريق القاسم بن محمد، والترمذي (3073) من طريق أبي صالح، والنسائي (1361) من طريق الأسود، أربعتهم، عن عائشة، به.
وفي رواية عروة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قال ذلك في شأن امرأة قيل: إنها لا تنام الليل، وسميت في رواية عند مسلم: الحولاء بنت تويت.
ولفظ رواية الأسود: "ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان أكثر صلاته قاعدا، إلا المكتوبة، وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه الإنسان وإن كان يسيرا" ورواية القاسم مختصرة بلفظ: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" ونحوه رواية أبي صالح.
إلا أنها حكاية.
وهو في "مسند أحمد" (24124) و (24245) و (25317)، و"صحيح ابن حبان" (353) و (359) (2571).
وانظر ما سيأتي برقم (1370).
قال الحافظ في "الفتح" 1/ 102: الملال: استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال على الله تعالى باتفاق.
قال الإسماعيلي وجماعة من المحققين: وإنما أطلق هذا على جهة المقابلة اللفظية مجازا كما قال تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى: 40] وأنظاره.
وقال أبو حاتم ابن حبان في "صحيحه" 1/ 69 بتحقيقنا: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يمل حتى تملوا" من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ للمخاطب أن يعرف صحة ما خوطب به في القصد على الحقيقة إلا بهذه الألفاظ.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( قَالَ اِكْلَفُوا ) : بِفَتْحِ اللَّام مِنْ بَاب سَمِعَ أَيْ تَحَمَّلُوا مِنْ الْعَمَل مَا تُطِيقُونَهُ عَلَى الدَّوَام وَالثَّبَات ( فَإِنَّ اللَّه لَا يَمَلّ ) : بِفَتْحِ الْمِيم أَيْ لَا يَقْطَع الْإِقْبَال عَلَيْكُمْ بِالْإِحْسَانِ ( حَتَّى تَمَلُّوا ) : فِي عِبَادَته.
وَالْإِمْلَال هُوَ اِسْتِثْقَال النَّفْس مِنْ الشَّيْء وَنُفُورهَا عَنْهُ بَعْد مَحَبَّته.
وَإِطْلَاقه عَلَى اللَّه تَعَالَى مِنْ بَاب الْمُشَاكَلَة , كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى { وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مِثْلهَا } كَذَا فِي الْمِرْقَاة.
وَقَالَ الْقَسْطَلَّانِيُّ : وَالْمَعْنَى وَاَللَّه أَعْلَم اِعْمَلُوا حَسَب وُسْعكُمْ وَطَاقَتكُمْ , فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى لَا يُعْرِض عَنْكُمْ إِعْرَاض الْمَلُول وَلَا يَنْقُص ثَوَاب أَعْمَالكُمْ مَا بَقِيَ لَكُمْ نَشَاط فَإِذَا فَتَرْتُمْ فَاقْعُدُوا فَإِنَّكُمْ إِذَا مَلِلْتُمْ مِنْ الْعِبَادَة وَآتَيْتُمْ بِهَا عَلَى كَلَال وَفُتُور كَانَتْ مُعَامَلَة اللَّه مَعَكُمْ حِينَئِذٍ مُعَامَلَة الْمَلُول.
وَقَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : إِسْنَاد الْمَلَال إِلَى اللَّه عَلَى طَرِيقَة الِازْدِوَاج وَالْمُشَاكَلَة , وَالْعَرَب تَذْكُر إِحْدَى اللَّفْظَتَيْنِ مُوَافَقَة لِلْأُخْرَى وَإِنْ خَالَفَتْهَا مَعْنًى.
قَالَ اللَّه تَعَالَى { وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مِثْلهَا } وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه لَا يَمَلّ أَبَدًا وَإِنْ مَلِلْتُمْ.
وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّه لَا يَمَلّ مِنْ الثَّوَاب مَا لَمْ تَمَلُّوا مِنْ الْعَمَل.
وَمَعْنَى تَمَلّ تَتْرُك لِأَنَّ مَنْ مَلَّ شَيْئًا تَرَكَهُ وَأَعْرَضَ عَنْهُ اِنْتَهَى ( وَكَانَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَثْبَته ) : أَيْ دَاوَمَ عَلَيْهِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ وَكَانَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عثمان بن مظعون، فجاءه، فقال: «يا عثمان، أرغبت عن سنتي»، قال: لا والله يا رسول الله، ولكن سنتك أطلب، قال...
عن علقمة، قال: سألت عائشة، كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت: «لا، كان كل عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول...
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من...
عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما ت...
عن عائشة زوج النبي الله عليه وسلم، أن النبي الله عليه وسلم صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة...
عن أبي ذر، قال: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يق...
عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا دخل العشر أحيا الليل، وشد المئزر، وأيقظ أهله»
عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد، فقال: «ما هؤلاء؟»، فقيل: هؤلاء ناس ليس معهم قرآن، وأبي...
عن عاصم، عن زر، قال: قلت لأبي بن كعب: أخبرني عن ليلة القدر يا أبا المنذر، فإن صاحبنا سئل عنها، فقال: من يقم الحول يصبها، فقال: رحم الله أبا عبد الرحمن...