7424-
عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد - هو شك، يعني الأعمش -، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملائكة سياحين في الأرض، فضلا عن كتاب الناس، فإذا، وجدوا قوما يذكرون الله،
تنادوا: هلموا إلى بغيتكم، فيجيئون، فيحفون بهم إلى السماء الدنيا، فيقول الله: أي شيء تركتم عبادي يصنعون؟ فيقولون: تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك.
فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا.
فيقول: فكيف لو رأوني ؟ فيقولون: لو رأوك لكانوا لك أشد تحميدا وتمجيدا وذكرا.
فيقول: فأي شيء يطلبون؟ فيقولون: يطلبون الجنة.
فيقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا.
فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا.
قال: فيقول: من أي شيء يتعوذون؟ فيقولون: من النار.
فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا.
قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها هربا، وأشد منها خوفا.
قال: فيقول: إني أشهدكم أني قد غفرت لهم.
قال: فيقولون: فإن فيهم فلانا الخطاء، لم يردهم، إنما جاء لحاجة.
فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " 7425- عن ذكوان، عن أبي هريرة، ولم يرفعه، نحوه، 7426- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله ملائكة سيارة فضلا، يبتغون مجالس الذكر " فذكر الحديث
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (١٨٩٤) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٣٦٠٠) من طريق أبي معاوية، به.
وقال: حسن صحيح.
وأخرجه عن أبي هريرة دون شك البخاري (٦٤٠٨) ، وابن حبان (٨٥٧) ، والطبراني في "الدعاء" (١٨٩٥) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٥٣١) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن حبان (٨٥٦) ، والطبراني في "الدعاء" (١٨٩٦) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" ٨/١١٧ من طريق الفضيل بن عياض، كلاهما عن الأعمش، به.
وانظر الحديثين اللذين بعده.
قوله: "سياحين في الأرض"، قال السندي: أي: سيارين، من ساح في الأرض: إذا ذهب فيها.
وقوله: "فضلا"، قال: بضمتين أو بضم فسكون أو بفتح فسكون .
أي: ملائكة زائدين على الحفظة، ولا وظيفة لهم سوى حلق الذكر.
وقوله: "لا يشقى بهم جليسهم"، قال: أي: لا يكون محروما من الخير بسببهم ولما بهم من الكرامة والسعادة.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١١/٢١٣: وفي الحديث فضل مجالس الذكر والذاكرين، وفضل الاجتماع على ذلك، وأن جليسهم يندرج في جميع ما يتفضل الله تعالى به عليهم إكراما لهم، ولو لم يشاركهم في أصل الذكر.
وفيه محبة الملائكة بني آدم واعتناؤهم بهم.
وفيه أن السؤال قد يصدر من السائل وهو أعلم بالمسؤول عنه من المسؤول لإظهار العناية بالمسؤول عنه، والتنويه بقدره، والإعلان بشرف منزلته.
وقيل: إن في خصوص سؤال الله الملائكة عن أهل الذكر الإشارة إلى
قولهم: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) ، فكأنه قيل لهم: انظروا إلى ما حصل منهم من التسبيح والتقديس، مع ما سلط عليهم من الشهوات ووساوس الشيطان، وكيف عالجوا ذلك، وضاهوكم في التسبيح والتقديس.
وقيل: إنه يؤخذ من هذا الحديث أن الذكر الحاصل من بني آدم أعلى وأشرف من الذكر الحاصل من الملائكة لحصول ذكر الآدميين مع كثرة الشواغل، ووجود الصوارف، وصدوره في عالم الغيب، بخلاف الملائكة في ذلك كله.
وفيه بيان كذب من ادعى من الزنادقة أنه يرى الله تعالى جهرا في دار الدنيا، وقد ثبت في "صحيح مسلم" من حديث أبي أمامة رفعه: "واعلموا أنكم لم تروا ربكم حتى تموتوا".
وفيه جواز القسم في الأمر المحقق تأكيدا له وتنويها به.
وفيه أن الذي اشتملت عليه الجنة من أنواع الخيرات، والنار من أنواع المكروهات فوق ما وصفتا به، وأن الرغبة والطلب من الله، والمبالغة في لك من أسباب الحصول.
أ.
هـ.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو -وإن كان موقوفا لفظا-، مرفوع حكما، إذ هو مما لا يعرف إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه الإسماعيلي في "المستخرج" كما في "تغليق التعليق" ٥/١٥٦ عن أحمد بن محمد بن عمر، عن بشر بن خالد، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
(3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقرونا وتعليقا.
عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي مولاهم.
وأخرجه البغوي (١٢٤١) من طريق عفان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (٢٤٣٤) ، وأخرجه مسلم (٢٦٨٩) من طريق بهز بن أسد، والطبراني في "الدعاء" (١٨٩٧) من طريق سهل بن بكار، ثلاثتهم (الطيالسي وبهز وسهل) عن وهيب بن خالد، به.
وسيأتي مكررا برقم (٨٧٠٤) و (٨٧٠٥) و (٨٩٧٢) من طريقين آخرين عن سهيل بن أبي صالح، به.
انظر (٧٤٢٤) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " سياحين في الأرض ": أي: سيارين; من ساح في الأرض: إذا ذهب فيها.
" فضلا ": - بضمتين، أو بضم فسكون، أو بفتح فسكون - ، وفضلاء - بالمد - : جمع فاضل; أي: ملائكة زائدين على الحفظة، لا وظيفة لهم سوى حلق الذكر .
" هلموا ": أي: تعالوا .
" بغيتكم ": أي: مطلوبكم .
" فيحفون بهم ": بتشديد الفاء - ; أي: يطوفون بهم، ويدورون حولهم .
" فيقول الله ": أي: إذا رجعوا إليه; تعريضا للملائكة لقولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها [البقرة: 30] الآية .
" يحمدونك ": بالتشديد - للمبالغة، والتخفيف غير مناسب لما بعده .
" وهل رأوني ": قيل: تنبيه على أن تسبيح بني آدم أعلى وأشرف من تسبيح الملائكة; لحصوله في عالم الغيب، مع وجود الموانع والصوارف; بخلاف تسبيح الملائكة; فإنه في عالم الشهادة، ولا صارف لهم عنه .
" الخطاء ": - بالتشديد - للمبالغة; كالعلام .
" يشقى بهم ": أي: لا يكون محروما من الخير بسببهم، ولما بهم من الكرامة والسعادة .
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ هُوَ شَكَّ يَعْنِي الْأَعْمَشَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ فُضُلًا عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى بُغْيَتِكُمْ فَيَجِيئُونَ فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ اللَّهُ أَيَّ شَيْءٍ تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيَذْكُرُونَكَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي فَيَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا أَشَدَّ تَحْمِيدًا وَتَمْجِيدًا وَذِكْرًا فَيَقُولُ فَأَيَّ شَيْءٍ يَطْلُبُونَ فَيَقُولُونَ يَطْلُبُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ فَيَقُولُونَ لَا فَيَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا فَيَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا قَالَ فَيَقُولُ وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتَعَوَّذُونَ فَيَقُولُونَ مِنْ النَّارِ فَيَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا فَيَقُولُونَ لَا قَالَ فَيَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا فَيَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا هَرَبًا وَأَشَدَّ مِنْهَا خَوْفًا قَالَ فَيَقُولُ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ فَيَقُولُونَ فَإِنَّ فِيهِمْ فُلَانًا الْخَطَّاءَ لَمْ يُرِدْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُ هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره ال...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا العبد أدى حق الله وحق مواليه، كان له أجران " قال: فحدثتهما كعبا، قال كعب: " ليس عليه حساب،...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أفضل الصدقة ما ترك غنى " " تقول امرأتك: أطعمني، وإلا فطلقني، ويقول خادمك: أطعمني، وإلا فبعني...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الرجل في جماعة تزيد عن صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة، وذلك: أن أحدكم إذا ت...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أقال عثرة أقاله الله يوم القيامة "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبا، وأرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية " قال أبو معاوية، يعني...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس قبلكم، كانت تنزل النار من السماء فتأكلها " فلما كان يوم بدر أسرع...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير - وقال وكيع: الإمام - فقد أطاع...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول زمرة تدخل الجنة من أمتي، على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إ...