1456- عن عقبة بن عامر الجهني، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، فقال: «أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان - أو العقيق - فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله عز وجل، ولا قطع رحم؟» قالوا: كلنا يا رسول الله، قال: «فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد، فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل، خير له من ناقتين، وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل»
إسناده صحيح.
ابن وهب: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم (803) من طريق الفضل بن دكين، عن موسي بن علي، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (17408)، و"صحيح ابن حبان" (115).
الصفة: موضع مظلل في مسجد المدينة يأوي إليه فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه، فكانوا يسكون فيه.
قال الحافظ: وكانت الصفة في مؤخر المسجد معدة لفقراء أصحابه غير المتأهلين، وكانوا يكثرون تارة حتى يبلغوا المئتين ويقلون أخرى لإرسالهم في الجهاد وتعليم القرآن.
بطحان: بضم الباء: اسم واد بالمدينة سمي بذلك لسعته وانبساطه وضبطه ابن الأكبر بفتح الباء، والعقيق: واد على ثلاثة أميال من المدينة.
"كوماوين": تثنية كوماء وهي الناقة العظيمة السنام، وزهراوين: مائلتين إلى البياض من كثرة السمن.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَنَحْنُ فِي الصُّفَّة ) : أَهْل الصُّفَّة فُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ كَانُوا يَأْوُونَ إِلَى مَوْضِعٍ مُظَلَّل فِي الْمَسْجِد.
وَفِي الْقَامُوس : أَهْل الصُّفَّة كَانُوا أَضْيَاف الْإِسْلَام يَبِيتُونَ فِي صُفَّة مَسْجِدِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
وَفِي حَاشِيَة السُّيُوطِيّ عَلَى الْبُخَارِيِّ عَدَّهُمْ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْيَة أَكْثَرَ مِنْ مِائَة , وَالصُّفَّة مَكَانٌ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ أُعِدَّ لِنُزُولِ الْغُرَبَاءِ فِيهِ مَنْ لَا مَأْوَى لَهُ وَلَا أَهْل ( فَقَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ ) : أَيْ يَذْهَب فِي الْغَدْوَة.
وَهِيَ أَوَّلُ النَّهَارِ ( إِلَى بُطْحَان ) : بِضَمِّ الْمُوَحَّدَة وَسُكُون الطَّاء اِسْم وَادٍ بِالْمَدِينَةِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِسَعَتِهِ وَانْبِسَاطه مِنْ الْبَطْح وَهُوَ الْبَسْط , وَضَبَطَهُ اِبْن الْأَثِير بِفَتْحِ الْبَاء أَيْضًا ( أَوْ الْعَقِيق ) : قِيلَ أَرَادَ الْعَقِيق الْأَصْغَر وَهُوَ عَلَى ثَلَاثَة أَمْيَال أَوْ مِيلَيْنِ مِنْ الْمَدِينَة , وَخَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا أَقْرَبُ الْمَوَاضِع الَّتِي يُقَامُ فِيهَا أَسْوَاق الْإِبِل إِلَى الْمَدِينَة , وَالظَّاهِر أَنَّ أَوْ لِلتَّنْوِيعِ , لَكِنْ فِي جَامِع الْأُصُول أَوْ قَالَ إِلَى الْعَقِيق فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ شَكَّ مَنْ الرَّاوِي ( كَوْمَاوَيْنِ ) : تَثْنِيَة كَوْمَاء قُلِبَتْ الْهَمْزَة وَاوًا , وَأَصْلُ الْكَوْم الْعُلُوُّ أَيْ فَيَحْصُل نَاقَتَيْنِ عَظِيمَتَيْ السَّنَام وَهِيَ مِنْ خِيَار مَال الْعَرَب ( زَهْرَاوَيْنِ ) : أَيْ سَمِينَتَيْنِ مَائِلَتَيْنِ إِلَى الْبَيَاض مِنْ كَثْرَة السِّمَن ( بِغَيْرِ إِثْم ) : كَسَرِقَةٍ وَغَصْب سَمَّى مُوجَب الْإِثْم إِثْمًا مَجَازًا ( وَلَا قَطْع رَحِم ) : أَيْ بِغَيْرِ مَا يُوجِبُهُ وَهُوَ تَخْصِيصٌ بَعْد تَعْمِيم ( قَالُوا كُلُّنَا ) : أَيْ يُحِبُّ ذَلِكَ ( خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَإِنْ ثَلَاثٌ فَثَلَاثٌ ) : وَلَفْظ مُسْلِم " خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْر لَهُ مِنْ أَرْبَع " وَالْمَعْنَى أَنَّ الْآيَتَيْنِ خَيْر لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ , وَثَلَاث مِنْ الْآيَات خَيْر لَهُ مِنْ ثَلَاث مِنْ الْإِبِل , وَأَرْبَع خَيْر لَهُ مِنْ أَرْبَع مِنْ الْإِبِل ( مِثْل أَعْدَادهنَّ ) : جَمْع عَدَد ( مِنْ الْإِبِل ) : بَيَان لِلْأَعْدَادِ فَخَمْس آيَات خَيْر مِنْ خَمْس إِبِل , وَعَلَى هَذَا الْقِيَاسُ.
وَلَفْظ مُسْلِم " وَمَنْ أَعْدَادهنَّ مِنْ الْإِبِل " فَيُحْتَمَل أَنْ يُرَاد أَنَّ آيَتَيْنِ خَيْر مِنْ نَاقَتَيْنِ وَمِنْ أَعْدَادهمَا مِنْ الْإِبِل , وَثَلَاث خَيْر مِنْ ثَلَاث وَمِنْ أَعْدَادهنَّ مِنْ الْإِبِل , وَكَذَا أَرْبَع.
وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْآيَات تُفَضَّلُ عَلَى أَعْدَادهنَّ مِنْ النُّوق وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِل.
كَذَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ.
وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ تَرْغِيبَهُمْ فِي الْبَاقِيَات وَتَزْهِيدَهُمْ عَنْ الْفَانِيَات فَذِكْرُهُ هَذَا عَلَى سَبِيل التَّمْثِيل وَالتَّقْرِيب إِلَى فَهْم الْعَلِيل وَإِلَّا فَجَمِيعُ الدُّنْيَا أَحْقَرُ مِنْ أَنْ يُقَابَلَ بِمَعْرِفَةِ آيَةٍ مِنْ كِتَاب اللَّه تَعَالَى أَوْ بِثَوَابِهَا مِنْ الدَّرَجَات الْعُلَى قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِنَحْوِهِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ الْعَقِيقِ فَيَأْخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ بِغَيْرِ إِثْمٍ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ قَالُوا كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَإِنْ ثَلَاثٌ فَثَلَاثٌ مِثْلُ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله رب العالمين أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني»
عن أبي سعيد بن المعلى، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي، فدعاه، قال: فصليت ثم أتيته، قال: فقال: «ما منعك أن تجيبني؟»، قال: كنت أصلي، قال: "...
عن ابن عباس، قال: «أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا من المثاني الطول، وأوتي موسى عليه السلام ستا، فلما ألقى الألواح، رفعت ثنتان، وبقي أربع»
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول صلى عليه وسلم: «أبا المنذر، أي آية معك من كتاب الله أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم.<br> قال: «أبا المنذر، أي آية معك م...
عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا سمع رجلا يقرأ: قل هو الله أحد يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له، وكأن الرجل يتقالها، فقال ال...
عن عقبة بن عامر، قال: كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر، فقال لي: «يا عقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟» فعلمني قل أعوذ برب الفلق،...
عن عقبة بن عامر، قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة، والأبواء، إذ غشيتنا ريح، وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسل...
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها...
عن قتادة، قال: سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «كان يمد مدا»