157- عن خزيمة بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام، وللمقيم يوم وليلة»
حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع بين إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- وبين أبي عبد الله الجدلي، وقد تبينت الواسطة بينهما عند الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 172، والبيهقي 1/ 277، وذلك أن إبراهيم النخعي سمعه من إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي، وإبراهيم التيمي وعمرو بن ميمون ثقتان.
وأما إعلال البخاري له بأنه لا يعرف سماع لأبي عبد الله الجدلي من خزيمة بن ثابت، فعلى مذهبه في اشتراط ثبوت اللقاء، وقد صحح الحديث ابن معين والترمذي وابن حبان.
وأخرجه الترمذي (95)، وابن ماجه (553) من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة.
زاد ابن ماجه فيه: قال: ولو مضى السائل على مسألته لجعلها خمسا.
وأخرجه ابن ماجه (554) من طريق سلمة بن كهيل، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عمرو بن ميمون، عن خزيمة.
وهو في "مسند أحمد" (21851) و (21871) وفيه تمام الكلام عيه، و"صحيح ابن حبان" (1329).
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( قَالَ الْمَسْح عَلَى الْخُفَّيْنِ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَة أَيَّام وَلِلْمُقِيمِ يَوْم وَلَيْلَة ) : هَذَا الْحَدِيث يَدُلّ عَلَى تَوْقِيت الْمَسْح بِالثَّلَاثَةِ الْأَيَّام لِلْمُسَافِرِ وَبِالْيَوْمِ وَاللَّيْلَة لِلْمُقِيمِ قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ فِي جَامِعه , وَهُوَ قَوْل الْعُلَمَاء مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدهمْ مِنْ الْفُقَهَاء مِثْل سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَابْن الْمُبَارَك وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق قَالُوا : يَمْسَح الْمُقِيم يَوْمًا وَلَيْلَة وَالْمُسَافِر ثَلَاثَة أَيَّام وَلَيَالِيهنَّ , وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْض أَهْل الْعِلْم أَنَّهُمْ لَمْ يُوَقِّتُوا فِي الْمَسْح عَلَى الْخُفَّيْنِ , وَهُوَ قَوْل مَالِك بْن أَنَس وَالتَّوْقِيت أَصَحُّ.
اِنْتَهَى.
وَالتَّوْقِيت هُوَ مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة وَأَصْحَابه وَالْأَوْزَاعِيّ وَالْحَسَن بْن صَالِح بْن حَيّ وَدَاوُد الظَّاهِرِيّ وَابْن جَرِير الطَّبَرِيّ وَالْجُمْهُور.
وَأَمَّا اِبْتِدَاء مُدَّة الْمَسْح فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَأَبُو حَنِيفَة وَكَثِير مِنْ الْعُلَمَاء : إِنَّ اِبْتِدَاء الْمُدَّة مِنْ حِين الْحَدَث بَعْد لُبْس الْخُفّ لَا مِنْ حِين اللُّبْس وَلَا مِنْ حِين الْمَسْح وَنُقِلَ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ وَأَبِي ثَوْر وَأَحْمَد أَنَّهُمْ قَالُوا : إِنَّ اِبْتِدَائِهَا مِنْ وَقْت اللُّبْس وَاَللَّه أَعْلَمُ ( رَوَاهُ ) : أَيْ هَذَا الْحَدِيث ( وَلَوْ اِسْتَزَدْنَاهُ لَزَادَنَا ) : قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : قَالَ الشَّافِعِيّ : مَعْنَاهُ لَوْ سَأَلْنَاهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ لَقَالَ نَعَمْ.
وَفِي رِوَايَة اِبْن مَاجَهْ مِنْ طَرِيق سُفْيَان عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون عَنْ خُزَيْمَةَ بْن ثَابِت قَالَ : جَعَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثًا , وَلَوْ مَضَى السَّائِل عَلَى مَسْأَلَته لَجَعَلَهَا خَمْسًا.
وَقَالَ اِبْن سَيِّد النَّاس فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : لَوْ ثَبَتَتْ هَذِهِ الزِّيَادَة لَمْ تَقُمْ بِهَا حُجَّة , لِأَنَّ الزِّيَادَة عَلَى ذَلِكَ التَّوْقِيت مَظْنُونَةُ أَنَّهُمْ لَوْ سَأَلُوا زَادَهُمْ , وَهَذَا صَرِيح فِي أَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوا وَلَا زِيدَ.
فَكَيْفَ ثَبَتَتْ زِيَادَة بِخَبَرٍ دَلَّ عَلَى وُقُوعهَا.
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَغَايَتهَا بَعْد تَسْلِيم صِحَّتهَا أَنَّ الصَّحَابِيّ ظَنَّ ذَلِكَ وَأَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ.
وَقَدْ وَرَدَ تَوْقِيت الْمَسْح بِالثَّلَاثِ وَالْيَوْم وَاللَّيْلَة مِنْ طَرِيق جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَلَمْ يَظُنُّوا مَا ظَنَّهُ خُزَيْمَةُ وَاَللَّه أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث حَسَن , وَفِي لَفْظ لِأَبِي دَاوُدَ : وَلَوْ اِسْتَزَدْنَاهُ لَزَادَنَا , وَفِي لَفْظ لِابْنِ مَاجَهْ : وَلَوْ مَضَى السَّائِل عَلَى مَسْأَلَته لَجَعَلَهَا خَمْسًا.
وَذَكَرَ الْخَطَّابِيُّ أَنَّ الْحَكَم وَحَمَّادًا قَدْ رَوَيَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيم فَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ هَذَا الْكَلَام , وَلَوْ ثَبَتَ لَمْ يَكُنْ فِيهِ حُجَّة لِأَنَّهُ ظَنّ مِنْهُ وَحُسْبَان , وَالْحُجَّة إِنَّمَا تَقُوم بِقَوْلِ صَاحِب الشَّرِيعَة لَا بِظَنِّ الرَّاوِي.
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَحَدِيث خُزَيْمَةَ بْن ثَابِت إِسْنَاده مُضْطَرِب , وَمَعَ ذَلِكَ فَمَا لَمْ يُرْوَ لَا يَصِير سُنَّة.
هَذَا آخِر كَلَامه.
وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لَمَّا سُئِلَ عَنْ الْمَسْح عَلَى الْخُفَّيْنِ قَالَ : جَعَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَة أَيَّام وَلَيَالِيهنَّ لِلْمُسَافِرِ وَيَوْمًا وَلَيْلَة لِلْمُقِيمِ , وَلَمْ يَذْكُر هَذِهِ الزِّيَادَة.
اِنْتَهَى.
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ وَحَمَّادٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ قَالَ أَبُو دَاوُد رَوَاهُ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ فِيهِ وَلَوْ اسْتَزَدْنَاهُ لَزَادَنَا
قال يحيى بن أيوب: وكان قد صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للقبلتين، أنه قال: يا رسول الله §أمسح على الخفين؟ قال: «نعم»، قال: يوما؟ قال: «يوما»، قا...
عن المغيرة بن شعبة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين، والنعلين»
قال عباد - قال: أخبرني أوس بن أبي أوس الثقفي، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على نعليه وقدميه»، وقال عباد: «رأيت رسول الله صلى الله عليه...
عن المغيرة بن شعبة، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين» وقال غير محمد: «على ظهر الخفين»
عن علي رضي الله عنه، قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه» (1)...
عن المغيرة بن شعبة، قال: «وضأت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، مسح أعلى الخفين وأسفلهما»
عن الحكم بن سفيان الثقفي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا بال يتوضأ وينتضح»
عن مجاهد، عن رجل من ثقيف عن أبيه، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم نضح فرجه»
عن مجاهد، عن الحكم أو ابن الحكم، عن أبيه، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال ثم توضأ ونضح فرجه