1588- عن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيأتيكم ركيب مبغضون، فإن جاءوكم، فرحبوا بهم، وخلوا بينهم وبين ما يبتغون، فإن عدلوا فلأنفسهم، وإن ظلموا، فعليها وأرضوهم، فإن تمام زكاتكم رضاهم، وليدعوا لكم»
في (هـ) و (و): ركيب.
قال الخطابي: تصغير ركب، وهو جمع راكب، كما قيل: صحب في جمع صاحب، وتجر في جمع تاجر، وإنما عنى به السعاة إذا أقبلوا يطلبون صدقات الأموال، فجعلهم مبغضين لأن الغالب في نفوس أرباب الأموال بغضهم والتكره لهم، لما جبلت عليه القلوب من حب المال، وشدة حلاوته في الصدر إلا من عصمه الله ممن أخلص النية واحتسب فيها الأجر والمثوبة.
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، صخر بن إسحاق مجهول، وقد اختلف في اسمه، فقيل: صخر بن إسحاق، وقيل: خارجة بن إسحاق، وعبد الرحمن بن جابر مجهول أيضا.
وأبو الغصن - وهو ثابت بن قيس - مختلف فيه وثقه أحمد وضعفه ابن معين.
وأخرجه البيهقي 4/ 114 من طريق بشر بن عمر، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 115، عن خالد بن مخلد والبزار في "مسنده" كما في "بيان الوهم والإيهام " 2/ 132 من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن أبي الغصن ثابت بن قيس، عن خارجة بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن جابر.
فسميا شيخ أبي غصن: خارجة، وجعلا الحديث من مسند جابر بن عبد الله.
وكذلك علقه البخاري في "تاريخه" 5/ 266 - 267 عن إسحاق بن محمد الفروي، عن أبي الغصن.
وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - ذكر وجوب إرضاء المصدق وإن ظلم في الحديث الذي يليه.
قال الخطابي: فيه من العلم أن السلطان الظالم لا يغالب باليد، ولا ينازع بالسلاح.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( جَابِر بْن عَتِيك ) : بِفَتْحِ الْعَيْن وَكَسْر التَّاء الْفَوْقِيَّة ( سَيَأْتِيكُمْ رَكْب ) : وَهُوَ اِسْم جَمْع لِلرَّاكِبِ أَيْ سُعَاة وَعُمَّال لِلزَّكَاةِ ( مُبَغَّضُونَ ) : بِفَتْحِ الْبَاء وَالْغَيْن الْمُشَدَّدَة أَيْ يُبْغَضُونَ طَبْعًا لَا شَرْعًا لِأَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ مَحْبُوب قُلُوبهمْ.
وَقِيلَ بِسُكُونِ الْبَاء وَفَتْح الْغَيْن الْمُخَفَّفَة أَيْ تَبْغُضُونَهُمْ لِأَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ الْأَمْوَال ( فَإِذَا جَاءُوكُمْ فَرَحِّبُوا بِهِمْ ) : أَيْ قُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا وَأَهْلًا وَسَهْلًا وَأَظْهِرُوا الْفَرَح بِقُدُومِهِمْ وَعَظِّمُوهُمْ ( وَخَلُّوا ) : أَيْ اُتْرُكُوا ( بَيْنهمْ وَبَيْن مَا يَبْتَغُونَ ) : أَيْ مَا يَطْلُبُونَ مِنْ الزَّكَاة.
قَالَ اِبْن الْمَلَك : يَعْنِي لَا تَمْنَعُوا وَإِنْ ظَلَمُوكُمْ لِأَنَّ مُخَالَفَتهمْ مُخَالَفَة السُّلْطَان لِأَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ مِنْ جِهَته وَمُخَالَفَة السُّلْطَان تُؤَدِّي إِلَى الْفِتْنَة وَهُوَ كَلَام الْمُظْهِر بِنَاء عَلَى أَنَّهُ عَمَّ الْحُكْم فِي جَمِيع الْأَزْمِنَة.
قَالَ الطِّيبِيُّ : وَفِيهِ بَحْث لِأَنَّ الْعِلَّة لَوْ كَانَتْ هِيَ الْمُخَالَفَة لَجَازَ الْكِتْمَان لَكِنَّهُ لَمْ يَجُزْ لِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيث أَفَنَكْتُمُ مِنْ أَمْوَالنَا بِقَدْرِ مَا يَعْتَدُونَ قَالَ : لَا ( فَإِنْ عَدَلُوا ) : أَيْ فِي أَخْذ الزَّكَاة ( فَلِأَنْفُسِهِمْ ) : أَيْ فَلَهُمْ الثَّوَاب ( وَإِنْ ظَلَمُوا ) : بِأَخْذِ الزَّكَاة أَكْثَر مِمَّا وَجَبَ عَلَيْكُمْ أَوْ أَفْضَل مِمَّا وَجَبَ ( فَعَلَيْهَا ) : أَيْ فَعَلَى أَنْفُسِهِمْ إِثْم ذَلِكَ الظُّلْم وَعَلَيْكُمْ الثَّوَاب بِتَحَمُّلِ ظُلْمِهمْ ( وَأَرْضُوهُمْ ) : أَيْ اِجْتَهَدُوا وَبَالِغُوا فِي إِرْضَائِهِمْ بِأَنْ تُعْطُوهُمْ الْوَاجِب مِنْ غَيْر مَطْل وَلَا غِشّ وَلَا خِيَانَة ( فَإِنَّ تَمَام زَكَاتكُمْ ) : أَيْ كَمَالهَا كَمَا وَجَبَ ( رِضَاهُمْ ) : بِالْقَصْرِ وَقَدْ يُمَدُّ أَيْ حُصُول رِضَائِهِمْ مَا أَمْكَنَ ( وَلْيَدْعُوا ) : بِسُكُونِ اللَّام وَكَسْرهَا ( لَكُمْ ) : هُوَ أَمْر نَدْب لِقَابِضِ الزَّكَاة سَاعِيًا أَوْ مُسْتَحِقًّا أَنْ يَدْعُوا لِلْمُزَكِّي.
وَعَلَى تَقْدِير أَنْ تَكُونَ اللَّام مَفْتُوحَة لِلتَّعْلِيلِ يَكُونُ الْمَعْنَى أَرْضُوهُمْ لِتَتِمَّ زَكَاتكُمْ وَلْيَدْعُوا.
وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الِاسْتِرْضَاءَ سَبَب لِحُصُولِ الدُّعَاء وَوُصُول الْقَبُول.
قَالَ الطِّيبِيُّ : فَالْمَعْنَى أَنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ عُمَّال يَطْلُبُونَ مِنْكُمْ زَكَاة أَمْوَالكُمْ وَالنَّفْس مَجْبُولَة عَلَى حُبِّ الْمَال فَتُبْغِضُونَهُمْ وَتَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ظَالِمُونَ وَلَيْسُوا بِذَلِكَ وَقَوْله عَدَلُوا وَظَلَمُوا مَبْنِيٌّ عَلَى هَذَا الزَّعْم وَلَوْ كَانُوا ظَالِمِينَ فِي الْحَقِيقَة وَالْوَاقِع كَيْف يَأْمُرُهُمْ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ بِقَوْلِهِ وَيَدْعُوا لَكُمْ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده أَبُو الْغُصْن وَهُوَ ثَابِت بْن قَيْس الْمَدَنِيّ الْغِفَارِيُّ مَوْلَاهُمْ وَقِيلَ مَوْلَى عُثْمَان بْن عَفَّان.
وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل : ثِقَة.
وَقَالَ يَحْيَى بْن مَعِين : وَقَالَ مَرَّة لَيْسَ بِذَاكَ صَالِح , وَقَالَ مَرَّة لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَفِي الرُّوَاة خَمْسَة كُلّ مِنْهُمْ اِسْمه ثَابِت بْن قَيْس لَا نَعْرِفُ فِيهِمْ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْره اِنْتَهَى كَلَامه.
حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي الْغُصْنِ عَنْ صَخْرِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَيَأْتِيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُونَ فَإِنْ جَاءُوكُمْ فَرَحِّبُوا بِهِمْ وَخَلُّوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَبْتَغُونَ فَإِنْ عَدَلُوا فَلِأَنْفُسِهِمْ وَإِنْ ظَلَمُوا فَعَلَيْهَا وَأَرْضُوهُمْ فَإِنَّ تَمَامَ زَكَاتِكُمْ رِضَاهُمْ وَلْيَدْعُوا لَكُمْ قَالَ أَبُو دَاوُد أَبُو الْغُصْنِ هُوَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ غُصْنٍ
عن جرير بن عبد الله، قال: جاء ناس يعني من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن ناسا من المصدقين يأتونا فيظلمونا، قال: فقال: «أرضوا مصد...
عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان أبي من أصحاب الشجرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: «اللهم صل على آل فلان»، قال: فأتاه أبي...
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا جلب، ولا جنب، ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم»(1) 1592- عن محمد بن إسحاق في...
عن عبد الله بن عمر، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه حمل على فرس في سبيل الله، فوجده يباع، فأراد أن يبتاعه، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فق...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس في الخيل والرقيق زكاة، إلا زكاة الفطر في الرقيق»
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس على المسلم في عبده، ولا في فرسه صدقة»
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيما سقت السماء والأنهار والعيون، أو كان بعلا العشر، وفيما سقي بالسواني، أو النض...
عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فيما سقت الأنهار والعيون العشر، وما سقي بالسواني ففيه نصف العشر»
قال وكيع: «البعل الكبوس الذي ينبت من ماء السماء»، قال: ابن الأسود، وقال يحيى يعني ابن آدم: سألت أبا إياس الأسدي، عن البعل، فقال: «الذي يسقى بماء السم...