1694- عن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله: أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها اسما من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتته "(1) 1695- عن عبد الرحمن بن عوف، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعناه (2)
(١) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، فإن أبا سلمة - هو ابن عبد الرحمن بن عوف - لم يسمع من أبيه، فيما قاله أهل العلم، وقد اختلف في إسناد هذا الحديث، كما بينه الدارقطني في "العلل" 4/ 262 - 264، فمنهم من يرويه عن
الزهري عن أبي سلمة عن أبيه كما هو هنا عند المصنف، ومنهم من يرويه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي الرداد - ويقال: الرداد - عن عبد الرحمن بن عوف كما في الطريق الآتي بعده عند المصنف.
ورجح الدارقطنى وغيره ذكر أبي الرداد في الإسناد، وصوب غيره كالبخاري وابن حبان وغيرهما عدم ذكره، والله أعلم.
وأبو الرداد هذا ذكره الواقدي في الصحابة وقال: كان يسكن المدينة وكذا قال ابن حبان وأبو أحمد الحاكم: له صحبة، وتبعهم أبو نعيم وابن عبد البر وابن الأثير فذكروه في الصحابة، وروى أبو نعينم حديثه هذا وجاء في روايته ما نصه: عن سفيان عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عبد الرحمن بن عوف عاد رجلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقال له: أبو الرداد، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم - ما علمت - أبو محمد .
ثم قال: رواه بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزهري مثله، وقال: وكان من الصحابة.
وقد ذكره الحافظ في "الإصابة" 7/ 137 - 138 في القسم الأول.
وقد صحح حديثه هذا الطبري في "تهذيب الآثار" في الجزء الذي حققه علي رضا (164).
فالحديث على مذهب الدارقطني يكون صحيحا، لأنه رواية صحابي عن صحابي، وعلى مذهب غيره منقطع.
وقد روي هذا الحديث من وجه آخر عن عبد الرحمن بن عوت كما سيأتي بيانه.
وانظر ما بعده.
سفيان: هو ابن عيينة، ومسئد: هو ابن مسرهد.
وأخرجه الترمذي (2019) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وقال: حديث صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (1686)، وكنا قد حكمنا هناك على أبي الرداد بأنه مجهول، فيستدرك من هنا.
وأخرجه أحمد (1659)، وابن أبي الدنيا في"مكارم الأخلاق" (205) وأبو يعلى (841)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (263)، والشاشي في "مسنده" (252)، والحاكم 4/ 157 من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف.
وقد صحح إسناده الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، فلم يصب، لأن هذا الإسناد قد اختلف فيه عن يحيى ابن أبي كثير فيما حكاه الدارقطنى في "العلل" 4/ 295، وبين أن بعضهم رواه عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن رجل، عن عبد الرحمن بن عوف، واستحسنه، وعليه يكون في الإسناد مبهم.
قلنا: وإن صح ذكر أبيه فيه فهو لا يعرف.
لكن الحديث بانضمام هذين الطريقين يصح إن شاء الله تعالى.
على أن له شواهد كثيرة كما قال ابن كثير في "تفسيره" عند تفسير قوده تعالى: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} [محمد: 22].
قلنا: منها: حديث عائشة عند البخاري (5989)، ومسلم (2555) بلفظ: "الرحم شجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته".
وحديث أبي هريرة عند البخاري (5988) بلفظ: "الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته".
وقوله في هذين الحديثين: "شجنة" قال البيهقي في"الأسماء والصفات": إنما أراد أن اسم الرحم شعبة مأخوذة من تسمية الرحمن.
وقال الخطابي: في هذا بيان صحة الاشتقاق في الأسماء اللغوية، وذلك أن قوما أنكروا الاشتقاق، وزعموا أن الأسماء كلها موضوعة، وهذا يبين فساد قولهم.
وفيه دليل على أن اسم الرحمن عربي، مأخوذ من الرحمة، وقد زعم بعض المفسرين أنه عبراني.
قلت: والرحمن بناؤه فعلان، وهو بناء نعوت المبالغة، كقولهم غضبان، وإنما يقال لمن اشتد غضبه، ولم يغلب عليه الغضب ضجر وحرد ونحو ذلك، حتى إذا امتلأ غضبا، قيل: غضبان.
قال: ولا يجوز أن يسمى بالرحمن أحد غير الله، ولذلك لا يثنى ولا يجمع، كما ثنوا وجمعوا الرحيم، فقيل: رحيمان ورحماء، وقوله: "بتته" معناه: قطعته، والبت: القطع.
(٢) حديث صحيح.
وانظر الكلام على إسناده في الطريق الذي قبله.
وهو في"مصنف عبد الرزاق" (٢٠٢٣٤).
وهو في "مسند أحمد" (١٦٨٠)، و"صحيح ابن حبان" (٤٤٣).
وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد".
وانظر ما قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَنَا الرَّحْمَن ) : أَيْ الْمُتَّصِف بِهَذِهِ الصِّفَة ( وَهِيَ ) : أَيْ الَّتِي يُؤْمَر بِوَصْلِهَا ( الرَّحِم ) : بِفَتْحِ الرَّاء وَكَسْر الْحَاء ( شَقَقْت ) : أَيْ أَخْرَجْت وَأَخَذْت ( لَهَا ) : أَيْ لِلرَّحِمِ ( اِسْمًا مِنْ اِسْمِي ) : أَيْ الرَّحْمَن وَفِيهِ إِيمَاء إِلَى أَنَّ الْمُنَاسِبَة الِاسْمِيَّة وَاجِبَة الرِّعَايَة فِي الْجُمْلَة وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى أَنَّهَا أَثَر مِنْ رَحْمَة الرَّحْمَنِ , وَيَتَعَيَّن عَلَى الْمُؤْمِن التَّخَلُّق بِأَخْلَاقِ اللَّه وَالتَّعَلُّق بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاته ( مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَته ) : أَيْ إِلَى رَحْمَتِي وَمَحَلّ كَرَامَتِي.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي هَذَا بَيَان صِحَّة الْقَوْل بِالِاشْتِقَاقِ فِي الْأَسْمَاء اللُّغَوِيَّة وَرَدّ عَلَى الَّذِينَ أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَزَعَمُوا أَنَّ الْأَسْمَاء كُلّهَا مَوْضُوعَة وَهَذَا يُبَيِّن لَك فَسَاد قَوْلهمْ.
وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ اِسْم الرَّحْمَن عَرَبِيّ مَأْخُوذ مِنْ الرَّحْمَة.
وَقَدْ زَعَمَ بَعْض الْمُفَسِّرِينَ بِرَأْيِهِ عِبْرَانِيّ وَهَذَا يَرُدّهُ ( وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتّهُ ) : بِتَشْدِيدِ الْفَوْقِيَّة الثَّانِيَة أَيْ قَطَعْته مِنْ رَحْمَتِي الْخَاصَّة وَالْبَتّ الْقَطْع وَالْمُرَاد بِهِ الْقَطْع الْكُلِّيّ وَمِنْهُ طَلَاق الْبَتّ وَكَذَا قَوْلهمْ الْبَتَّة كَذَا فِي الْمِرْقَاة.
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث صَحِيح وَفِي تَصْحِيحه نَظَر فَإِنَّ يَحْيَى بْن مَعِين قَالَ أَبُو سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن لَمْ يَسْمَع مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا , وَذَكَرَ غَيْر أَنَّ أَبَا سَلَمَة وَأَخَاهُ حُمَيْدًا لَمْ يَصِحّ لَهُمَا سَمَاع مِنْ أَبِيهِمَا اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَيْضًا أَحْمَد وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرَد وَالْحَاكِم عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْف وَالْحَاكِم أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَاَللَّه أَعْلَم.
( أَنَّ الرَّدَادَ ) : بِالدَّالَيْنِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَثَّقَهُ اِبْن حِبَّان.
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيّ وَحُكِيَ عَنْ الْبُخَارِيّ أَنَّهُ قَالَ وَحَدِيث مَعْمَر خَطَأ.
وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث سَعِيد بْن يَسَار أَبِي الْحُبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّه خَلَقَ الْخَلْق حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتْ الرَّحِم فَقَالَتْ هَذَا مَقَام الْعَائِذ مِنْ الْقَطِيعَة " قَالَ نَعَمْ الْحَدِيث.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنْ اسْمِي مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ الرَّدَّادَ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَاهُ
عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يدخل الجنة قاطع رحم»
عن عبد الله بن عمرو - قال: سفيان، ولم يرفعه سليمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ورفعه فطر، والحسن - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس الواص...
عن عبد الله بن عمرو، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إياكم والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقط...
حدثتني أسماء بنت أبي بكر، قالت: قلت: يا رسول الله، ما لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير بيته، أفأعطي منه؟ قال: «أعطي، ولا توكي، فيوكى عليك»
عن عائشة، أنها ذكرت عدة من مساكين، قال أبو داود: وقال غيره أو عدة من صدقة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطي ولا تحصي فيحصى عليك»
عن سويد بن غفلة، قال: غزوت مع زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة فوجدت سوطا، فقالا: لي اطرحه، فقلت: لا، ولكن إن وجدت صاحبه وإلا استمتعت به، فحججت، فمررت عل...
عن زيد بن خالد الجهني، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن اللقطة، قال: «عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها، وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأده...
عن زيد بن خالد الجهني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن اللقطة، فقال: «عرفها سنة، فإن جاء باغيها فأدها إليه، وإلا فاعرف عفاصها، ووكاءها، ثم كلها...
عن زيد بن خالد الجهني، أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث ربيعة، قال: وسئل عن اللقطة، فقال: «تعرفها حولا، فإن جاء صاحبها دفعتها إ...