12607-
معتمر قال: سمعت أبي يحدث، أن أنسا قال: " قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي، فانطلق إليه نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب حمارا "، وانطلق المسلمون يمشون، وهي أرض سبخة، فلما انطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إليك عني، فوالله لقد آذاني ريح حمارك.
فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك.
قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه، قال: فغضب لكل واحد منهما أصحابه.
قال: وكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي والنعال، فبلغنا أنها نزلت فيهم: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا، فأصلحوا بينهما} [الحجرات: ٩]
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وسيأتي مكررا برقم (١٣٢٩٢) .
وأخرجه البخاري (٢٦٩١) ، ومسلم (١٧٩٩) ، وأبو يعلي (٤٠٨٣) ، والطبري ٢٦/١٢٨، وأبو عوانة ٤/٣٤٥ و٣٤٦، والبيهقي ٨/١٧٢، والواحدي في "أسباب النزول" ص٢٦٣ من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن أسامة بن زيد، سيأتي ٥/٢٠٣.
قوله: "وهي أرض سبخة" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٥/٢٩٨: بفتح المهملة وكسر الموحدة بعدها معجمة، أي: ذات سباخ، وهي الأرض التي لا تنبت، وكانت تلك صفة الأرض التي مر بها صلى الله عليه وسلم إذ ذاك، وذكر ذلك للتوطئة لقول عبد الله بن أبي إذ تأذى بالغبار.
ثم قال: وفي الحديث بيان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من الصفح والحلم والصبر على الأذى في الله والدعاء إلى الله، وتأليف القلوب على ذلك، وفيه ما كان الصحابة عليه من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأدب معه والمحبة الشديدة، وأن الذي يشير على الكبير بشيء يورده بصورة العرض عليه لا الجزم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " وهي أرض سبخة " : ضمير " هي " للأرض التي كانوا يمشون بها، والسبخة - بالفتحات - : هي أرض تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر، وهذا بيان لسبب ركوبه صلى الله عليه وسلم، أو بيان لما كان يتحمل من التعب في هدايته؟ ليعلم به سوء معاملته جدا، ويحتمل أن يكون الضمير لابن أبي، والتأنيث باعتبار الخبر، وفيه إشارة إلى قلة عقله، وأنه في العقل كالمرأة، والمعنى أنه محل غير قابل للخيرات، وإنما هو قابل لنحو الشوك.
" إليك عني " : أي: تبعد - قاتله الله ما أقل حياءه! - .
" أطيب ريحا منك " : أصاب الجواب - رحمه الله، ورضي عنه - .
" رجل من قومه " : الظاهر أنه مؤمن كما يقتضيه ظاهر الآية، وكأنه حملته حمية كان يعتادها قبل على ذلك.
حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّ أَنَسًا قَالَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبَ حِمَارًا وَانْطَلَقَ الْمُسْلِمُونَ يَمْشُونَ وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ فَلَمَّا انْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِلَيْكَ عَنِّي فَوَاللَّهِ لَقَدْ آذَانِي رِيحُ حِمَارِكَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَاللَّهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ قَالَ فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ قَالَ وَكَانَ بَيْنَهُمْ ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَبِالْأَيْدِي وَالنِّعَالِ فَبَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِمْ { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا }
عن أنس بن مالك قال: فتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا، فجاء المشركون بأحسن صفوف رئيت - أو رأيت - فصف الخيل، ثم صفت المقاتلة، ثم صفت النساء من وراء ذلك، ثم...
عن أنس بن مالك قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: " ما له تربت جبينه "
أنس بن مالك يقول: " لقد كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لو صلاها أحدكم اليوم لعبتموها عليه " فقال له شريك، بن مسلم بن أبي نمر: أفلا تذك...
عن أنس قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلقة، ورجل قائم يصلي.<br> فلما ركع وسجد جلس وتشهد، ثم دعا، فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الح...
عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة إذ جاء رجل، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم والقوم، فقال الرجل: السلام عليكم ورحمة ا...
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهيا شديدا، ويقول: " تزوجوا الودود الولود، إني مكاثر الأنبياء يوم ا...
عن حفص، عن عمه أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وإن الجمل استصعب عليهم، فمنعهم ظهره، وإن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى ال...
عن أنس بن مالك، أنه قال: انطلق بنا إلى الشام إلى عبد الملك، ونحن أربعون رجلا من الأنصار ليفرض لنا، فلما رجع وكنا بفج الناقة، صلى بنا الظهر ركعتين، ثم...
عن عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: " التمس لنا غلاما من غلمانك...