12608-
عن أنس بن مالك قال: فتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا، فجاء المشركون بأحسن صفوف رئيت - أو رأيت - فصف الخيل، ثم صفت المقاتلة، ثم صفت النساء من وراء ذلك، ثم صفت الغنم، ثم صفت النعم، قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، قال: فجعلت خيولنا تلوذ خلف ظهورنا، قال: فلم نلبث أن انكشفت خيلنا، وفرت الأعراب ومن تعلم من الناس.
قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا للمهاجرين، يا للمهاجرين "، ثم قال: " يا للأنصار، يا للأنصار "، قال أنس: هذا حديث عمية، قال: قلنا: لبيك يا رسول الله، قال: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وأيم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله، قال: فقبضنا ذلك المال، قال: ثم انطلقنا إلى الطائف، فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة، قال: فنزلنا، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي
الرجل المائة، ويعطي الرجل المائة، قال: فتحدثت الأنصار بينها، أما من قاتله فيعطيه، وأما من لم يقاتله فلا يعطيه قال: فرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أمر بسراة المهاجرين والأنصار أن يدخلوا عليه، ثم قال: " لا يدخل علي إلا أنصاري أو الأنصار " قال: فدخلنا القبة حتى ملأنا القبة، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الأنصار - أو كما قال: - ما حديث أتاني؟ " قالوا: ما أتاك يا رسول الله؟ قال: " ما حديث أتاني؟ "، قالوا: ما أتاك يا رسول الله؟ قال: " ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وتذهبون برسول الله حتى تدخلوا بيوتكم؟ "، قالوا: رضينا يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أخذ الناس شعبا، وأخذت الأنصار شعبا، لأخذت شعب الأنصار " قالوا: رضينا يا رسول الله، قال: " فارضوا " أو كما قال
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير السميط السدوسي، فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" ٢/٤٣ عن أبي أمية، عن محمد بن الفضل عارم، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (١٠٥٩) (١٣٦) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٦٣٦) ، وأبو عوانة، والبيهقي في "الدلائل" ٥/١٧١-١٧٢ من طرق عن معتمر بن سليمان، به.
وسيأتي نحوه برقم (١٢٩٧٧) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، و (١٢٩٧٨) من طريق هشام بن زيد، كلاهما عن أنس.
وقصة الغنائم وحوار النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار ستأتي برقم (١٢٦٩٦) من طريق ابن شهاب الزهري، و (١٢٧٣٠) من طريق أبي التياح، و (١٢٧٦٦) من طريق قتادة، و (١٢٩٥٢) من طريق حميد، و (١٣٥٧٤) من طريق ثابت، و (١٣٩٧٦) من طريق هشام بن زيد، ستتهم عن أنس.
ويشهد لها حديث عبد الله بن زيد بن عاصم، وسيأتي ٤/٤٢، وهو متفق عليه.
وانظر في قصة غزوة حنين حديث العباس بن عبد المطلب السالف برقم (١٧٧٥) .
وقوله: "لو أخذ الناس شعبا .
" سلف ضمن حديث آخر برقم (١٢٥٩٤) من طريق النضر بن أنس عن أنس.
والشعب: الوادي أو الطريق في الجبل.
قوله: "حديث عمية"، قال النووي في "شرح مسلم" ٧/١٥٥: هذه اللفظة ضبطوها على أوجه:
أحدها: "عمية" بكسر العين والميم وتشديد الميم والياء، قال القاضي: كذا روينا هذا الحرف عن عامة شيوخنا، وفسر بالشدة.
والثاني: "عمية" كذلك، إلا أنه بضم العين.
والثالث: "عمية" بفتح العين وكسر الميم المشددة وتخفيف الياء، وبعدها هاء السكت، أي: حدثني به عمي، وقال القاضي: على هذا الوجه معناه عندي: جماعتي، أي: هذا حديثهم، قال صاحب "العين": العم: الجماعة.
وأنشد عليه ابن دريد في "الجمهرة":
أفنيت عما وجبرت عما
قال القاضي: وهذا أشبه بالحديث.
والوجه الرابع كذلك، إلا أنه بتشديد الياء، وهو الذي ذكره الحميدي صاحب "الجمع بين الصحيحين"، وفسره بعمومتي، أي: هذا حديث فضل أعمامي، أو هذا الحديث الذي حدثني به أعمامي، كأنه حدث بأول الحديث عن مشاهدة، ثم لعله لم يضبط هذا الموضع لتفرق الناس فحدثه به من شهده من أعمامه أو جماعته الذي شهدوه، ولهذا قال بعده: "قال: قلنا: لبيك يا رسول الله" والله أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " بأحسن صفوف رأيت، أو رأيت " : أحدهما على لفظ التكلم، والآخر على لفظ الخطاب.
" فصف الخيل " : على بناء المفعول.
" ثم صفت النعم " : أي: غير الغنم; كالإبل.
" ونحن بشر.
.
.
إلخ " : يحتمل أن المراد نحن أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، لا المسلمون مطلقا، فلا ينافي ما جاء أنهم كانوا عشرة آلاف; إذ يمكن أن يكون البقية أهل البادية، وهذا مثل قولهم في التوفيق بين رواية أنهم كانوا عشرة آلاف، أو اثني عشر، أنهم مع أهل مكة كانوا اثني عشر، وبدونهم عشرة.
وقال القاضي: قوله: " ستة آلاف " وهم من الراوي، والله تعالى أعلم.
" مجنبة خيلنا " : المجنبة - بضم ميم وفتح جيم وكسر نون مشددة - : هي طائفة من العسكر تأخذ جانب الطريق.
" تلوذ " : ترجع.
" يال المهاجرين! " : قال النووي: هكذا في النسخ - بلام مفتوحة مفصولة، والمعروف وصلها بلام التعريف التي بعدها - ; أي: لأنها لام الاستغاثة.
" حديث عمية " : - بكسر عين أو ضمها وكسر ميم مشددة وتشديد ياء - هو المشهور; أي: حديث شدة، أو - بفتح عين وكسر ميم مشددة وتخفيف ياء، والهاء للسكت - بمعنى: حديث عمي; أي: هو حدثني به، وقيل: يحتمل أن المراد بالعم الجماعة; فإنه جاء بهذا المعنى أيضا; أي: حديث جماعتي، ومنهم من شدد الياء في هذا الوجه، وفسره بالأعمام، فكأنه لم يضبط هذا الموضع لتفرق الناس، فحدثه به عن غيره من أعمامه أو جماعته.
" فقبضنا " : أي: جمعنا.
" إلى مكة " : أي: قربها، أو محل القسمة كان خارج مكة.
" أما من قاتله " : أي: حاربه من أهل مكة وأمثاله; بخلاف الأنصار; فإنهم آمنوا بلا محاربة.
" بسراة " : - بفتح السين - ; أي: برؤسائهم.
" قالوا: ما أتاك " : أي: هو الذي أتاك، أو هو تفويض إليه; أي: أي شيء أتاك؟
حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنَا السُّمَيْطُ السَّدُوسِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ فَتَحْنَا مَكَّةَ ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَيْنًا فَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ بِأَحْسَنِ صُفُوفٍ رَأَيْتُ أَوْ رَأَيْتَ فَصُفَّ الْخَيْلُ ثُمَّ صُفَّتْ الْمُقَاتِلَةُ ثُمَّ صُفَّتْ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ ثُمَّ صُفَّتْ الْغَنَمُ ثُمَّ صُفَّتْ النَّعَمُ قَالَ وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ قَدْ بَلَغْنَا سِتَّةَ آلَافٍ وَعَلَى مُجَنِّبَةِ خَيْلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ فَجَعَلَتْ خُيُولُنَا تَلُوذُ خَلْفَ ظُهُورِنَا قَالَ فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ انْكَشَفَتْ خُيُولُنَا وَفَرَّتْ الْأَعْرَابُ وَمَنْ نَعْلَمُ مِنْ النَّاسِ قَالَ فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ثُمَّ قَالَ يَا لَلْأَنْصَارِ يَا لَلْأَنْصَارِ قَالَ أَنَسٌ هَذَا حَدِيثُ عِمِّيَّةٍ قَالَ قُلْنَا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَيْمُ اللَّهِ مَا أَتَيْنَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمْ اللَّهُ قَالَ فَقَبَضْنَا ذَلِكَ الْمَالَ ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرْنَاهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَكَّةَ قَالَ فَنَزَلْنَا فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي الرَّجُلَ الْمِائَةَ وَيُعْطِي الرَّجُلَ الْمِائَةَ قَالَ فَتَحَدَّثَ الْأَنْصَارُ بَيْنَهَا أَمَّا مَنْ قَاتَلَهُ فَيُعْطِيهِ وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُقَاتِلْهُ فَلَا يُعْطِيهِ قَالَ فَرُفِعَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَمَرَ بِسَرَاةِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لَا يَدْخُلْ عَلَيَّ إِلَّا أَنْصَارِيٌّ أَوْ الْأَنْصَارُ قَالَ فَدَخَلْنَا الْقُبَّةَ حَتَّى مَلَأْنَا الْقُبَّةَ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَوْ كَمَا قَالَ مَا حَدِيثٌ أَتَانِي قَالُوا مَا أَتَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا حَدِيثٌ أَتَانِي قَالُوا مَا أَتَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَدْخُلُوا بُيُوتَكُمْ قَالُوا رَضِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَخَذَ النَّاسُ شِعْبًا وَأَخَذَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَأَخَذْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَضِينَا قَالَ فَارْضَوْا أَوْ كَمَا قَالَ
عن أنس بن مالك قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: " ما له تربت جبينه "
أنس بن مالك يقول: " لقد كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لو صلاها أحدكم اليوم لعبتموها عليه " فقال له شريك، بن مسلم بن أبي نمر: أفلا تذك...
عن أنس قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلقة، ورجل قائم يصلي.<br> فلما ركع وسجد جلس وتشهد، ثم دعا، فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الح...
عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الحلقة إذ جاء رجل، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم والقوم، فقال الرجل: السلام عليكم ورحمة ا...
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهيا شديدا، ويقول: " تزوجوا الودود الولود، إني مكاثر الأنبياء يوم ا...
عن حفص، عن عمه أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وإن الجمل استصعب عليهم، فمنعهم ظهره، وإن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى ال...
عن أنس بن مالك، أنه قال: انطلق بنا إلى الشام إلى عبد الملك، ونحن أربعون رجلا من الأنصار ليفرض لنا، فلما رجع وكنا بفج الناقة، صلى بنا الظهر ركعتين، ثم...
عن عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: " التمس لنا غلاما من غلمانك...
عن أنس قال: " آخر صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع القوم، صلى في ثوب واحد متوشحا به خلف أبي بكر "