233-
عن أبي بكرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «دخل في صلاة الفجر، فأومأ بيده أن مكانكم، ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم» (1) 234- أخبرنا حماد بن سلمة، بإسناده ومعناه وقال: في أوله: «فكبر».
وقال في آخره: " فلما قضى الصلاة قال: «إنما أنا بشر، وإني كنت جنبا».
قال أبو داود: رواه الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: " فلما قام في مصلاه، وانتظرنا أن يكبر انصرف، ثم قال: «كما أنتم».
قال أبو داود: ورواه أيوب، وابن عون، وهشام، عن محمد مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «فكبر ثم أومأ بيده إلى القوم أن اجلسوا، فذهب فاغتسل».
وكذلك رواه مالك، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عطاء بن يسار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كبر في صلاة».
قال أبو داود: وكذلك حدثناه مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبان، عن يحيى، عن الربيع بن محمد، عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كبر» (2)
(١) رجاله ثقات، لكن الحسن -وهو ابن أبي الحسن يسار البصري- مدلس، رواه بالعنعنة.
حماد: هو ابن سلمة، وزياد الأعلم: هو ابن حسان الباهلي.
وأخرجه الشافعي فى "الأم" 1/ 67، وأحمد (20420) و (20426) و (20459)، وابن خزيمة (1629)، والطحاوي في "شرح المشكل" (623)، وابن حبان (2235)، والبيهقي 397/ 2 و 3/ 94، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 175 و 177 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وسيأتي بعده.
وقد وقع في حديث أبي بكرة هذا أن الانصراف كان بعد التكبير، وكذا جاء فى حديث علي عند أحمد (668)، وحديث أنس عند الطحاوي فى "شرح المشكل" (624)، والدارقطني (1362)، والبيهقي 2/ 399، وإسناد حديث علي ضعيف، وحديث أنس روي مرسلا عند الدارقطني (1363).
وكذا سيأتي عند المصنف بإثر الحديث (234) من مرسل سليمان بن يسار ومرسل الربيع بن محمد.
وجاء في حديث أبي هريرة الآتي برقم (236) أن انصرافه - صلى الله عليه وسلم - كان قبل التكبير، وهو في "الصحيحين".
وجمع الإمام الطحاوي بينهما، فحمل حديث أبي بكرة وشواهده على قرب الدخول في الصلاة لا على الدخول حقيقة، كما سمى إسماعيل ذبيحا ولم يذبح، وجعلهما ابن حبان والنووي حادثتين، ورجح الحافظ ابن حجر حديث أبي هريرة، وهو الصواب.
وانظر "التمهيد" 1/ 173 - 190، و"الاستذكار" 3/ 101 - 110.
وقال ابن قدامة فى "المغني" 2/ 504: إن الإمام إذا صلى بالجماعة محدثا أو جنبا غير عالم بحدثه، فلم يعلم هو ولا المأمومون حتى فرغوا من الصلاة، فصلاتهم صحيحة وصلاة الإمام باطلة روي ذلك عن عمر وعثمان وعلى وابن عمر رضي الله عنهم، وبه قال الحسن وسعيد بن جبير ومالك والأوزاعي والشافعي وسليمان بن حرب وأبو ثور.
وعن علي أنه يعيد ويعيدون، وبه قال ابن سيرين والشعبي وأبو حنيفة وأصحابه، لأنه صلى بهم محدثا، أشبه ما لو علم.
(٢) رجاله ثقات، وفيه عنعنة الحسن البصري.
وقد سلف تخريجه والكلام عليه فيما قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَأَوْمَأَ ) : بِالْهَمْزَةِ أَيْ أَشَارَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ , يُقَال أَوْمَأْت إِلَيْهِ أَشَرْت وَلَا يُقَال وَمَيْت وَوَمَأْت إِلَيْهِ ( أَنْ مَكَانكُمْ ) : أَنْ مُفَسِّرَة وَمَكَانكُمْ بِالنَّصْبِ أَيْ اُمْكُثُوا مَكَانكُمْ وَالْزَمُوهُ ( يَقْطُر ) : بِضَمِّ الطَّاء أَيْ يَسِيل بِسَبَبِ الِاغْتِسَال.
( بِإِسْنَادِهِ ) : الْأَوَّل مِنْ زِيَاد إِلَى أَبِي بَكْرَة الصَّحَابِيّ ( وَمَعْنَاهُ ) : أَيْ بِمَعْنَى الْحَدِيث الْأَوَّل ( وَقَالَ ) : يَزِيد بْن هَارُون ( فِي أَوَّله ) : أَيْ أَوَّل الْحَدِيث ( فَكَبَّرَ ) : أَيْ دَخَلَ فِي صَلَاة الْفَجْر فَكَبَّرَ ( وَإِنِّي كُنْت جُنُبًا ) : فَنَسِيت أَنْ أَغْتَسِل كَمَا فِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيِّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْمَعْرِفَة ( وَانْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّر ) : وَهَذَا صَرِيح فِي أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ كَبَّرَ ( وَكَذَلِكَ ) : أَيْ مُرْسَلًا وَبِزِيَادَةِ لَفْظ كَبَّرَ ( رَوَاهُ مَالِك ) : بْن أَنَس فِي مُوَطَّئِهِ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ أَنْ مَكَانَكُمْ ثُمَّ جَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَصَلَّى بِهِمْ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ وَقَالَ فِي أَوَّلِهِ فَكَبَّرَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنِّي كُنْتُ جُنُبًا قَالَ أَبُو دَاوُد رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ فَلَمَّا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ وَانْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّرَ انْصَرَفَ ثُمَّ قَالَ كَمَا أَنْتُمْ قَالَ أَبُو دَاوُد وَرَوَاهُ أَيُّوبُ وَابْنُ عَوْنٍ وَهِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ مُرْسَلًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَكَبَّرَ ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَوْمِ أَنْ اجْلِسُوا فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالِكٌ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ فِي صَلَاةٍ قَالَ أَبُو دَاوُد وَكَذَلِكَ حَدَّثَنَاه مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَبَّرَ
عن أبي هريرة قال: " أقيمت الصلاة، وصف الناس صفوفهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قام في مقامه ذكر أنه لم يغتسل فقال للناس: «مكانكم»، ثم...
عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما.<br> قال: «يغتسل»، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يجد البلل.<br> ق...
عن عائشة، أن أم سليم الأنصارية هي أم أنس بن مالك قالت: يا رسول الله، إن الله عز وجل لا يستحيي من الحق أرأيت المرأة إذا رأت في النوم ما يرى الرجل أتغتس...
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان «يغتسل من إناء واحد - هو الفرق - من الجنابة» قال أبو داود: وروى ابن عيينة نحو حديث مالك قا...
عن جبير بن مطعم أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الغسل من الجنابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثا».<br> و...
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء من نحو الحلاب، فأخذ بكفيه فبدأ بشق رأسه الأيمن، ثم الأيسر، ثم أخذ بكفيه...
عن صدقة، حدثنا جميع بن عمير أحد بني تيم الله بن ثعلبة قال: دخلت مع أمي وخالتي على عائشة، فسألتها إحداهما كيف كنتم تصنعون عند الغسل؟ فقالت عائشة: «كان...
عن عائشة، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة - قال سليمان - يبدأ فيفرغ بيمينه على شماله» وقال مسدد: «غسل يديه يصب الإناء على...
عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه فغسلهما، ثم غسل مرافغه، وأفاض عليه الماء، فإذا أنقاهما أهوى به...