حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

كان يصبح جنباً - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الصوم باب فيمن أصبح جنبا في شهر رمضان (حديث رقم: 2388 )


2388- عن عائشة، وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم أنهما قالتا: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا»، - قال عبد الله الأذرمي في حديثه - في رمضان من جماع غير احتلام، ثم يصوم "، قال أبو داود: " وما أقل من يقول: هذه الكلمة يعني يصبح جنبا في رمضان، وإنما الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا وهو صائم "

أخرجه أبو داوود


إسناده صحيح.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 289 - 290، ومن طريقه أخرجه مسلم (1109)، والنسائي في "الكبرى" (2971).
وأخرجه البخاري (1925) و (1930 - 1932)، ومسلم (1109)، وبإثر (1110)، والترمذي (789)، والنسائي في "الكبرى" (2947) من طرق عن أبي بكر بن عبد الرحمن، به.
وجاء في بعض الطرق مقرونا به عروة بن الزبير.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (1703)، والنسائي (2985) من طريق مسروق عن عائشة وحدها.
وأخرجه النسائي (2994) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة وأم سلمة، وأخرجه ابن ماجه (1704) من طريق نافع، عن أم سلمة وحدها.
وهو في (مسند أحمد، (1804) و (24062)، و"صحيح ابن حبان" (3489).

شرح حديث (كان يصبح جنباً)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِح جُنُبًا ) ‏ ‏: قَالَ النَّوَوِيّ : وَفِيهِ دَلِيل لِمَنْ يَقُول بِجَوَازِ الِاحْتِلَام عَلَى الْأَنْبِيَاء , وَفِيهِ خِلَاف الْأَشْهَر اِمْتِنَاعه , قَالُوا لِأَنَّهُ مِنْ تَلَاعُب الشَّيْطَان وَهُمْ مُنَزَّهُونَ عَنْهُ , فَالْمُرَاد يُصْبِح جُنُبًا مِنْ جِمَاع وَلَا يَجْنُب مِنْ اِحْتِلَام لِامْتِنَاعِهِ مِنْهُ.
أَمَّا حُكْم الْمَسْأَلَة فَقَدْ أَجْمَعَ أَهْل هَذِهِ الْأَعْصَار عَلَى صِحَّة صَوْم الْجُنُب سَوَاء كَانَ مِنْ اِحْتِلَام أَوْ جِمَاع , وَبِهِ قَالَ جَمَاهِير الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ , وَحُكِيَ عَنْ الْحَسَن بْن صَالِح بْن حَيّ إِبْطَاله , وَكَانَ عَلَيْهِ أَبُو هُرَيْرَة وَالصَّحِيح أَنَّهُ رَجَعَ عَنْهُ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَة مُسْلِم , وَقِيلَ لَمْ يَرْجِع عَنْهُ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَحُكِيَ عَنْ طَاوُسٍ وَعُرْوَة وَالنَّخَعِيِّ إِنْ عَلِمَ بِجَنَابَتِهِ لَمْ يَصِحّ وَإِلَّا فَيَصِحّ , وَحُكِيَ مِثْله عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَحُكِيَ أَيْضًا عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَالنَّخَعِيِّ أَنَّهُ يُجْزِئهُ فِي صَوْم التَّطَوُّع دُون الْفَرْض.
وَحُكِيَ عَنْ سَالِم بْن عَبْد اللَّه وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَالنَّخَعِيِّ وَالْحَسَن بْن صَالِح يَصُومهُ وَيَقْضِيه , ثُمَّ اِرْتَفَعَ هَذَا الْخِلَاف وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاء بَعْد هَؤُلَاءِ عَلَى صِحَّته.
وَفِي صِحَّة الْإِجْمَاع بَعْد الْخِلَاف خِلَاف مَشْهُور لِأَهْلِ الْأُصُول.
وَحَدِيث عَائِشَة وَأُمّ سَلَمَة حُجَّة عَلَى كُلّ مُخَالِف وَاللَّهُ أَعْلَم.
وَإِذَا اِنْقَطَعَ دَم الْحَائِض وَالنُّفَسَاء فِي اللَّيْل ثُمَّ طَلَعَ الْفَجْر قَبْل اِغْتِسَالهمَا صَحَّ صَوْمهمَا وَوَجَبَ عَلَيْهِمَا إِتْمَامه , سَوَاء تَرَكَتْ الْغُسْل عَمْدًا أَوْ سَهْوًا بِعُذْرٍ أَمْ بِغَيْرِهِ كَالْجُنُبِ , وَهَذَا مَذْهَب الْعُلَمَاء كَافَّة إِلَّا مَا حُكِيَ عَنْ بَعْض السَّلَف مِمَّا لَا نَعْلَم صَحَّ عَنْهُ أَمْ لَا اِنْتَهَى كَلَام النَّوَوِيّ بِتَغْيِيرٍ.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا.
‏ ‏قَالَ أَبُو دَاوُدَ : مَا أَقَلّ مَنْ يَقُول هَذِهِ الْكَلِمَة يَعْنِي يُصْبِح جُنُبًا فِي رَمَضَان وَإِنَّمَا الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِح جُنُبًا وَهُوَ صَائِم هَذَا آخِر كَلَامه.
وَقَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْكَلِمَة فِي صَحِيح مُسْلِم وَفِي كِتَاب النَّسَائِيِّ وَفِيهَا رَدّ عَلَى إِبْرَاهِيم وَالنَّخَعِيِّ وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ فِي قَوْلهمَا وَلَا يُجْزِئهُ صَوْمه فِي الْفَرْض وَيُجْزِئهُ فِي التَّطَوُّع.
‏ ‏( مَا أَقَلّ ) ‏ ‏: صِيغَة تَعَجُّب ‏ ‏( مَنْ يَقُول هَذِهِ الْكَلِمَة ) ‏ ‏: الْمَرْوِيَّة فِي رِوَايَة عَبْد اللَّه الْأَذْرَمِيّ ‏ ‏( يَعْنِي يُصْبِح جُنُبًا فِي رَمَضَان ) ‏ ‏: وَهَذِهِ الْجُمْلَة مُشَار إِلَيْهَا لِقَوْلِهِ هَذِهِ الْكَلِمَة , فَعَبْد اللَّه الْأَذْرَمِيّ يَقُول فِي رِوَايَته : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِح جُنُبًا فِي رَمَضَان مِنْ جِمَاع غَيْر اِحْتِلَام ثُمَّ يَصُوم , وَغَيْر عَبْد اللَّه الْأَذْرَمِيّ يَقُول يُصْبِح جُنُبًا مِنْ جِمَاع غَيْر اِحْتِلَام ثُمَّ يَصُوم أَيْ مِنْ غَيْر ذِكْر فِي رَمَضَان ‏ ‏( وَإِنَّمَا الْحَدِيث ) ‏ ‏: الْمَرْوِيّ مِنْ طُرُق كَثِيرَة ‏ ‏( أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِح جُنُبًا وَهُوَ صَائِم ) ‏ ‏: أَيْ مِنْ غَيْر ذِكْر رَمَضَان.
فَيُشْبِه أَنْ يَكُون مُرَاد الْمُؤَلِّف أَنَّ الْحَدِيث مَرْوِيّ بِلَفْظَيْنِ أَحَدهمَا بِإِطْلَاقِ الصَّوْم حَالَة الْجَنَابَة مِنْ غَيْر ذِكْر رَمَضَان كَمَا رَوَاهُ غَيْر عَبْد اللَّه الْأَذْرَمِيّ.
وَثَانِيهمَا - صَوْمه عَلَى تِلْكَ الْحَالَة مُقَيَّدًا بِصَوْمِ رَمَضَان كَمَا رَوَاهُ الْأَذْرَمِيّ لَكِنَّ الرُّوَاة لِرِوَايَةِ تَقْيِيد الصَّوْم بِرَمَضَان أَقَلّ قَلِيل جِدًّا مِنْ الرُّوَاة لِرِوَايَةِ إِطْلَاق الصَّوْم حَتَّى صَارَتْ قِلَّة رُوَاة التَّقْيِيد فِي مَحَلّ التَّعَجُّب.
‏ ‏وَالْحَاصِل أَنَّ رُوَاة الْإِطْلَاق أَكْثَر وَأَشْهَر وَرُوَاة التَّقْيِيد أَقَلّ الْقَلِيل جِدًّا.
وَالْأَذْرَمِيّ تَفَرَّدَ فِي حَدِيث مَالِك بِذِكْرِ رَمَضَان , لَكِنْ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : قَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْكَلِمَة فِي صَحِيح مُسْلِم وَفِي كِتَاب النَّسَائِيِّ اِنْتَهَى.
يَعْنِي وَإِنْ كَانَ رُوَاة التَّقْيِيد بِرَمَضَان بِالنِّسْبَةِ إِلَى رُوَاة الْإِطْلَاق قِلَّة , لَكِنْ لَيْسَتْ الْقِلَّة بِحَيْثُ تُفْضِي إِلَى الْعَجَب , بَلْ رِوَايَة التَّقْيِيد فِي صَحِيح مُسْلِم أَيْضًا مِنْ غَيْر طَرِيق الْأَذْرَمِيّ وَكَذَا فِي النَّسَائِيِّ فَكَيْف يُقَال إِنَّ رُوَاة التَّقْيِيد قَلِيلَة جِدًّا وَاللَّهُ أَعْلَم.


حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا قال عبد الله الأذرمي في

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْقَعْنَبِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ الْأَذْرَمِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏وَأُمِّ سَلَمَةَ ‏ ‏زَوْجَيْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهُمَا قَالَتَا ‏ ‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُصْبِحُ جُنُبًا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ الْأَذْرَمِيُّ ‏ ‏فِي حَدِيثِهِ فِي رَمَضَانَ ‏ ‏مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلَامٍ ثُمَّ يَصُومُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو دَاوُد ‏ ‏وَمَا أَقَلَّ مَنْ يَقُولُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ ‏ ‏يَعْنِي يُصْبِحُ جُنُبًا فِي رَمَضَانَ ‏ ‏وَإِنَّمَا الْحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا وَهُوَ صَائِمٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم

عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واقف على الباب: يا رسول الله، إني أصبح جنبا، وأنا أريد الصيام؟...

يا رسول الله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا

عن أبي هريرة قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هلكت، فقال: «ما شأنك؟»، قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: «فهل تجد ما تعتق رقبة؟»، قال: لا...

أفطر في رمضان فأمره أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين متت...

عن أبي هريرة، أن رجلا أفطر في رمضان فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يعتق رقبة، أو يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكينا، قال: لا أجد، فقال ل...

لقد أصبت أهلي فقال تصدق

عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان، فقال: يا رسول الله، احترقت، فسأله النبي صلى الله...

من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله له

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر» (1) 2397- عن عمارة،...

إني أكلت وشربت ناسيا وأنا صائم فقال الله أطعمك وسق...

عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أكلت وشربت ناسيا، وأنا صائم؟ فقال: «الله أطعمك وسقاك»

ما أستطيع أن أقضيه حتى يأتي شعبان

عن عائشة رضي الله عنها تقول: «إن كان ليكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه حتى يأتي شعبان»

من مات وعليه صيام صام عنه وليه

عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه»

إن كان عليه نذر قضى عنه وليه

عن ابن عباس قال: «إذا مرض الرجل في رمضان، ثم مات ولم يصم أطعم عنه، ولم يكن عليه قضاء، وإن كان عليه نذر قضى عنه وليه»