حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الصوم باب فيمن أصبح جنبا في شهر رمضان (حديث رقم: 2389 )


2389- عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو واقف على الباب: يا رسول الله، إني أصبح جنبا، وأنا أريد الصيام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأنا أصبح جنبا، وأنا أريد الصيام، فأغتسل وأصوم»، فقال الرجل: يا رسول الله، إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتبع»


إسناده صحيح.
وهو عند مالك في "الموطأ" 1/ 289.
وأخرجه مسلم (1110)، والنسائي في "الكبرى" (3013) و (11436) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، به.
وهو في "مسند أحمد" (24385)، و"صحيح ابن حبان" (3492).

شرح حديث (وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( وَهُوَ ) ‏ ‏: أَيْ الرَّجُل ‏ ‏( وَاقِف عَلَى الْبَاب ) ‏ ‏: وَلَفْظ مُسْلِم : أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِيه وَهِي تَسْمَع مِنْ وَرَاء الْبَاب ‏ ‏( أُصْبِح ) ‏ ‏: مِنْ الْإِصْبَاح ‏ ‏( جُنُبًا ) ‏ ‏: سُمِّيَ بِهِ لِكَوْنِ الْجَنَابَة سَبَبًا لِتَجَنُّبِ الصَّلَاة وَالطَّوَاف نَحْوهمَا فِي حُكْم الشَّرْع , وَذَلِكَ بِإِنْزَالِ الْمَاء أَوْ بِالْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ , وَفِي مَعْنَاهُ الْحَائِض وَالنُّفَسَاء ‏ ‏( وَاَللَّه إِنِّي لِأَرْجُوَ أَنْ أَكُون أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ) ‏ ‏: قَالَ الشَّيْخ عِزّ الدِّين بْن عَبْد السَّلَام : فِيهِ إِشْكَال لِأَنَّ الْخَوْف وَالْخَشْيَة حَالَة تَنْشَأ مِنْ مُلَاحَظَة شِدَّة النِّقْمَة الْمُمْكِن وُقُوعهَا بِالْخَائِفِ , وَقَدْ دَلَّ الْقَاطِع عَلَى أَنَّهُ غَيْر مُعَذَّب , وَقَالَ اللَّه تَعَالَى { يَوْم لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } فَكَيْفَ يُتَصَوَّر مِنْهُ الْخَوْف , فَكَيْف أَشَدّ الْخَوْف , وَالْجَوَاب أَنَّ الذُّهُول جَائِز عَلَيْهِ فَإِذَا حَصَلَ الذُّهُول عَنْ مُوجِبَات نَفْي الْعِقَاب حَدَثَ لَهُ الْخَوْف وَلَا يُقَال إِنَّ إِخْبَاره بِشِدَّةِ الْخَوْف وَالْخَشْيَة يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ أَكْثَر ذُهُولًا لِأَنَّا نَقُول الْمُرَاد بِشِدَّةِ الْخَوْف وَأَعْظَم الْخَشْيَة عِظَم بِالنَّوْعِ لَا بِكَثْرَةِ الْعَدَد أَيْ إِذَا صَدَرَ الْخَوْف مِنْهُ وَلَوْ فِي زَمَن فَرْد كَانَ أَشَدّ مِنْ خَوْف غَيْره , قَالَهُ السُّيُوطِيُّ.
‏ ‏وَقَالَ بَعْض الْعُلَمَاء : بَلْ يَقَع ذَلِكَ مِنْهُ عَمَلًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى { فَلَا يَأْمَن مَكْر اللَّه إِلَّا الْقَوْم الْخَاسِرُونَ } وَأَيْضًا هُوَ إِمَام لِأُمَّتِهِ فَلَا بُدّ أَنْ يُعَلِّمهُمْ هَيْئَات الْخَيْر كُلّهَا وَمِنْ جُمْلَتهَا هَيْئَات الْخَوْف بِاَللَّهِ تَعَالَى اِنْتَهَى.
‏ ‏وَقَالَ الشَّيْخ الْمُحَدِّث وَلِيّ اللَّه الدَّهْلَوِيّ رَحِمَهُ اللَّه : وَيُمْكِن أَنْ يُقَال أَرَادَ بِالْخَشْيَةِ لَازِمهَا وَهُوَ الْكَفّ عَمَّا لَا يَرْضَاهُ اللَّه تَعَالَى , وَيُمْكِن أَنْ يُقَال هَذِهِ الْخَشْيَة خَشْيَة هَيْبَة وَإِجْلَال لَا خَشْيَة تَوَقُّع مَكْرُوه اِنْتَهَى.
وَفِي قَوْله لَأَرْجُو لَعَلَّ اِسْتِعْمَاله الرَّجَاء مِنْ جُمْلَة الْخَشْيَة وَإِلَّا فَكَوْنه أَخْشَى وَأَعْلَم مُتَحَقِّق قَطْعًا.
قَالَهُ السِّنْدِيُّ ‏ ‏( وَأَعْلَمكُمْ ) ‏ ‏: عَطْف عَلَى قَوْله أَخْشَاكُمْ ‏ ‏( بِمَا أَتَّبِع ) ‏ ‏: أَيْ بِمَا أَعْمَل مِنْ وَظَائِف الْعُبُودِيَّة قَالَهُ السِّنْدِيُّ.
وَلَفْظ مُسْلِم : أَعْلَمكُمْ بِمَا أَتَّقِي.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو يُونُس الْقُرَشِيّ الْمَدَنِيّ التَّمِيمِيّ مَوْلَى عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا وَلَا يُعْرَف لَهُ اِسْم , اِنْفَرَدَ مُسْلِم بِإِخْرَاجِ حَدِيثه.


حديث وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم فقال الرجل يا رسول الله إنك لست

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ يَعْنِي الْقَعْنَبِيَّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي يُونُسَ ‏ ‏مَوْلَى ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏وَأَنَا أُصْبِحُ جُنُبًا وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَأَغْتَسِلُ وَأَصُومُ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَقَالَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ ‏ ‏أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّبِعُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من سنن أبي داود

قرأ آية إنه عمل غير صالح

عن أسماء بنت يزيد، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: «يقرأ (إنه عمل غير صالح)»

دخل عام الفتح مكة وعليه عمامة سوداء

عن جابر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح مكة وعليه عمامة سوداء»

إذا استأذن أحدكم أخاه أن يغرز خشبة في جداره فلا يم...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا استأذن أحدكم أخاه، أن يغرز خشبة في جداره، فلا يمنعه» فنكسوا، فقال: «ما لي أراكم قد أعرضتم؟ ل...

من اتقى الشبهات استبرأ عرضه ودينه ومن وقع في الشبه...

عن النعمان بن بشير، ولا أسمع أحدا بعده، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات»، وأحيانا ي...

كان أكثر دعوة يدعو بها

عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل قتادة، أنسا، أي دعوة كان يدعو بها رسول صلى عليه وسلم أكثر، قال: كان أكثر دعوة يدعو بها: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسن...

من كسر أو عرج فقد حل وعليه الحج من قابل

عن عكرمة، قال: سمعت الحجاج بن عمرو الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كسر أو عرج فقد حل وعليه الحج من قابل».<br>(1) 1863- عن الحجاج...

استعار من ابنة الحارث موسى يستحد بها فأعارته فدرج...

عن أبي هريرة، قال: " ابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل، خبيبا، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا لقتله، فاستعار...

من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون واكسوه مم...

عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لاءمكم من مملوكيكم، فأطعموه مما تأكلون، واكسوه مما تلبسون، ومن لم يلائمكم منهم، فبيعوه، ولا تعذب...

من حلف فاستثنى فإن شاء رجع وإن شاء ترك غير حنث

ن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف فاستثنى، فإن شاء رجع وإن شاء ترك غير حنث»