حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لا قبض الله عز وجل أرواحنا وقد ردها إلينا وقد صلينا - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند الشاميين حديث ذي مخبر الحبشي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال: إنه ابن أخي النجاشي، ويقال: ذي مخمر (حديث رقم: 16824 )


16824- عن ذي مخمر - وكان رجلا من الحبشة يخدم النبي صلى الله عليه وسلم -، قال: كنا معه في سفر، فأسرع السير حين انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد، فقال له قائل: يا رسول الله، قد انقطع الناس وراءك، فحبس وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه، فقال لهم: " هل لكم أن نهجع هجعة؟ " - أو قال له قائل - فنزل ونزلوا، فقال: " من يكلؤنا الليلة؟ " فقلت: أنا، جعلني الله فداءك، فأعطاني خطام ناقته، فقال: " هاك لا تكونن لكع ".
قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطام ناقتي، فتنحيت غير بعيد، فخليت سبيلهما يرعيان، فإني كذاك أنظر إليهما حتى أخذني النوم، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حر الشمس على وجهي، فاستيقظت، فنظرت يمينا وشمالا فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وبخطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته، فقلت له: أصليتم؟ قال: لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضا، حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا بلال، هل في الميضأة ماء " - يعني الإداوة - قال: نعم، جعلني الله فداءك، فأتاه بوضوء، فتوضأ، لم يلت منه التراب، فأمر بلالا فأذن، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثم أمره، فأقام الصلاة، فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل: يا نبي الله فرطنا ، قال: " لا، قبض الله عز وجل أرواحنا وقد ردها إلينا، وقد صلينا "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده حسن، يزيد بن صليح -يقال: صالح، ويقال: صبيح- وهو الرحبي- من شيوخ حريز، وقد انفرد عنه- واختلف فيه، فقد وثقه أبو داود بتوثيق شيوخ حريز كلهم، فقال: شيوخ حريز كلهم ثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
قلنا: فهو حسن الحديث، وقد ثبت سماعه من ذي مخبر عند البخاري في "التاريخ الكبير" ٨/٣٤٢، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
أبو النضر هو هاشم بن القاسم، وحريز: هو ابن عثمان الرحبي.
وأخرجه أبو داود (٤٤٥) و (٤٤٦) مختصرا، والطبراني في "مسند الشاميين" (١٠٧٤) و (١٠٧٥) ، وفي "الأوسط" (٤٦٥٩) من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١/٣١٩- ٣٢٠، وقال: روى أبو داود طرفا منه، ورواه أحمد والطبراني في "الأوسط" ورجال أحمد ثقات.
وأخرجه الطحاوي فى "شرح معاني الآثار" ١/٤٦٤ مختصرا، والطبراني في "الكبير" (٤٢٢٨) من طريق داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، عن ذي مخبر، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١/٣٢٠، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه العباس بن عبد الرحمن، روى عنه داود بن أبي هند، ولم أر له راويا غيره، وروى عن جماعة من الصحابة.
وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (٣٦٥٧) ، وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب.
قال السندي: قوله: فحبس، على بناء الفاعل، أي: مركبه أو نفسه.
أو على بناء المفعول.
قوله: لكع- كزفر- غير منصرف للعدل والوصف، أي: لئيما لا يفي بعهده.
=قوله: أدنى القوم، أي: من كان أقرب إلي منهم.
قوله: في الميضأة، بكسر الميم، آخره همزة بلا مد، وقد يمد: آلة، من الوضوء، وهي مطهرة يتوضأ منها.
قوله: لم يلت، بضم اللام وتشديد المثناة من فوق: من لت السويق: إذا خلطه بشيء، أي: لم يخلط التراب بالماء من ذلك الوضوء، وهو كناية عن تخفيف الوضوء.
أو بتخفيف اللام والمثلثة، من لثي- بالكسر- إذا ابتل، والمراد واحد.
قوله: فرطنا، من التفريط: بمعنى التقصير.

شرح حديث (لا قبض الله عز وجل أرواحنا وقد ردها إلينا وقد صلينا)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله : "فحبس ": على بناء الفاعل; أي: مركبه، أو نفسه، أو على بناء المفعول .
"لكع ": كزفر، غير منصرف للعدل والوصف; أي: لئيما لا يفي بعهده .
أدنى القوم ": أي: من كان أقرب إلي منهم.
"في الميضأة": - بكسر الميم آخره همزة بلا مد، وقد يمد - : آلة من الوضوء، وهي مطهرة يتوضأ منها.
"لم يلت": - بضم اللام وتشديد المثناة من فوق - ، من لت السويق: إذا خلطه بشيء; أي: لم يخلط التراب بالماء من ذلك الوضوء، وهو كناية عن تخفيف الوضوء، أو - بتخفيف اللام والمثلثة - ، من لث - بالكسر - : إذا ابتل، والمراد واحد.
"فرطنا": من التفريط بمعنى التقصير .


حديث هل لكم أن نهجع هجعة أو قال له قائل فنزل ونزلوا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو النَّضْرِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَرِيزٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَزِيدَ بْنِ صُلَيْحٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ذِي مِخْمَرٍ ‏ ‏وَكَانَ رَجُلًا مِنْ ‏ ‏الْحَبَشَةِ ‏ ‏يَخْدُمُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كُنَّا مَعَهُ فِي سَفَرٍ فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حِينَ انْصَرَفَ وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِقِلَّةِ الزَّادِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ انْقَطَعَ النَّاسُ وَرَاءَكَ فَحَبَسَ وَحَبَسَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى تَكَامَلُوا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ هَلْ لَكُمْ أَنْ ‏ ‏نَهْجَعَ ‏ ‏هَجْعَةً ‏ ‏أَوْ قَالَ لَهُ قَائِلٌ ‏ ‏فَنَزَلَ وَنَزَلُوا فَقَالَ مَنْ ‏ ‏يَكْلَؤُنَا ‏ ‏اللَّيْلَةَ فَقُلْتُ أَنَا جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ فَأَعْطَانِي ‏ ‏خِطَامَ ‏ ‏نَاقَتِهِ فَقَالَ ‏ ‏هَاكَ ‏ ‏لَا تَكُونُنَّ ‏ ‏لُكَعَ ‏ ‏قَالَ فَأَخَذْتُ ‏ ‏بِخِطَامِ ‏ ‏نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَبِخِطَامِ نَاقَتِي فَتَنَحَّيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُمَا يَرْعَيَانِ فَإِنِّي كَذَاكَ أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا حَتَّى أَخَذَنِي النَّوْمُ فَلَمْ أَشْعُرْ بِشَيْءٍ حَتَّى وَجَدْتُ حَرَّ الشَّمْسِ عَلَى وَجْهِي فَاسْتَيْقَظْتُ فَنَظَرْتُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا أَنَا بِالرَّاحِلَتَيْنِ مِنِّي غَيْرُ بَعِيدٍ فَأَخَذْتُ ‏ ‏بِخِطَامِ ‏ ‏نَاقَةِ ‏ ‏النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَبِخِطَامِ ‏ ‏نَاقَتِي فَأَتَيْتُ ‏ ‏أَدْنَى ‏ ‏الْقَوْمِ فَأَيْقَظْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ أَصَلَّيْتُمْ قَالَ لَا فَأَيْقَظَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ يَا ‏ ‏بِلَالُ ‏ ‏هَلْ لِي فِي ‏ ‏الْمِيضَأَةِ ‏ ‏يَعْنِي الْإِدَاوَةَ ‏ ‏قَالَ نَعَمْ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ فَأَتَاهُ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ لَمْ ‏ ‏يَلُتَّ ‏ ‏مِنْهُ التُّرَابَ فَأَمَرَ ‏ ‏بِلَالًا ‏ ‏فَأَذَّنَ ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ وَهُوَ غَيْرُ ‏ ‏عَجِلٍ ‏ ‏ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى وَهُوَ غَيْرُ ‏ ‏عَجِلٍ ‏ ‏فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفْرَطْنَا قَالَ ‏ ‏لَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَنَا وَقَدْ رَدَّهَا إِلَيْنَا وَقَدْ صَلَّيْنَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

ستصالحكم الروم صلحا آمنا، ثم تغزون وهم عدوا فتنصرو...

عن ذي مخمر: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ستصالحكم الروم صلحا آمنا، ثم تغزون وهم عدوا، فتنصرون...

عن النبي ﷺ قال تصالحون الروم صلحا آمنا وتغزون أنتم...

عن ذي مخمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تصالحون الروم صلحا آمنا، وتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم، فتسلمون وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم...

أن رسول الله ﷺ قال كان هذا الأمر في حمير فنزعه ال...

عن ذي مخمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان هذا الأمر في حمير، فنزعه الله عز وجل منهم، فجعله في قريش " وس ي ع ود إ ل ي ه م " ، وكذا كان في...

دخلنا على معاوية فنادى المنادي بالصلاة فقال الله...

عيسى بن طلحة، قال: دخلنا على معاوية، فنادى المنادي بالصلاة، فقال: الله أكبر، الله أكبر، فقال معاوية: " الله أكبر، الله أكبر "، فقال: أشهد أن لا إله إل...

إن رسول الله ﷺ بلغه فسماه الزور أو الزير شك محمد ب...

عن سعيد بن المسيب، قال: قدم معاوية المدينة، فخطبنا، وأخرج كبة من شعر، فقال: ما كنت أرى أن أحدا يفعله إلا اليهود، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه...

قال رسول الله ﷺ من أحب أن يمثل له عباد الله قياما...

عن أبا مجلز، قال: دخل معاوية، على عبد الله بن الزبير وابن عامر، قال: فقام ابن عامر، ولم يقم ابن الزبير، قال: وكان الشيخ أوزنهما، قال: فقال: مه، فقال ر...

مايقانل عندما يقول المؤذن حي على الصلاة و حي على...

عن علقمة بن وقاص، قال: إني لعند معاوية إذ أذن مؤذنه، فقال معاوية، كما قال المؤذن، حتى إذا قال: حي على الصلاة، قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله " فلما ق...

قال النبي ﷺ الإيمان قيد الفتك

عن سعيد بن المسيب، أن معاوية، دخل على عائشة، فقالت له: أما خفت أن أقعد لك رجلا فيقتلك؟ فقال: ما كنت لتفعلي وأنا في بيت أمان، وقد سمعت النبي صلى الل...

نهى النبي ﷺ عن جمع بين حج وعمرة

عن أبي شيخ الهنائي، قال: كنت في ملأ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند معاوية، فقال معاوية: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسل...