2477- عن أبي سعيد الخدري، أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الهجرة؟، فقال: «ويحك إن شأن الهجرة شديد، فهل لك من إبل؟» قال: نعم، قال: «فهل تؤدي صدقتها؟» قال: نعم، قال: «فاعمل من وراء البحار، فإن الله لن يترك من عملك شيئا»
إسناده صحيح.
وقد صرح الوليد بن مسلم بسماعه في كل طبقات الإسناد عند مسلم وغيره.
وأخرجه البخاري (1452)، ومسلم (1865)، والنسائي في "الكبرى" (7739)، و (8646) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (11105)، و"صحيح ابن حبان" (3249).
قال الخطابي: وقوله: "لن يترك" معناه: لن ينقصك، ومن هذا قوله تعالى: {ولن يتركم أعمالكم} [محمد: 35]، والمعنى: أنك قد تدرك بالنية أجر المهاجر وإن أقمت من وراء البحار، وسكنت أقصى الأرض.
وفيه دلالة على أن الهجرة إنما كان وجوبها على من أطاقها دون من لا يقدر عليها.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ الْهِجْرَة ) : أَيْ أَنْ يُبَايِعهُ عَلَى الْإِقَامَة بِالْمَدِينَةِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْل مَكَّة الَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْهِمْ الْهِجْرَة قَبْل الْفَتْح ( وَيْحك ) : كَلِمَة تَرَحُّم وَتَوَجُّع لِمَنْ وَقَعَ فِي هَلَكَة لَا يَسْتَحِقّهَا ( إِنَّ شَأْن الْهِجْرَة ) : أَيْ الْقِيَام بِحَقِّ الْهِجْرَة ( شَدِيد ) : لَا يَسْتَطِيع الْقِيَام بِهَا إِلَّا الْقَلِيل , وَلَعَلَّهَا كَانَتْ مُتَعَذِّرَة عَلَى السَّائِل شَاقَّة عَلَيْهِ فَلَمْ يُجِبْهُ إِلَيْهَا ( صَدَقَتهَا ) : أَيْ زَكَاتهَا ( قَالَ نَعَمْ ) : لِي إِبِل أُؤَدِّي زَكَاتهَا ( مِنْ وَرَاء الْبِحَار ) : بِمُوَحَّدَةٍ وَمُهْمَلَة أَيْ مِنْ وَرَاء الْقُرَى وَالْمُدُن وَكَأَنَّهُ قَالَ إِذَا كُنْت تُؤَدِّي فَرْض اللَّه عَلَيْك فِي نَفْسك وَمَالِك فَلَا تُبَالِ أَنْ تُقِيم فِي بَيْتك وَلَوْ كُنْت فِي أَبْعَد مَكَان.
قَالَ فِي النِّهَايَة : وَالْعَرَب تُسَمِّي الْمُدُن وَالْقُرَى الْبِحَار ( لَنْ يَتِرَك ) : بِكَسْرِ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة مِنْ وَتَرَ يَتِر أَيْ لَنْ يَنْقُصك.
قَالَ فِي الْقَامُوس : وَتَرَهُ مَالَهُ نَقَصَهُ إِيَّاهُ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَالْمَعْنَى أَنَّك قَدْ تُدْرِك بِالنِّيَّةِ أَجْر الْمُهَاجِر وَإِنْ أَقَمْت مِنْ وَرَاء الْبَحْر وَسَكَنْت أَقْصَى الْأَرْض.
وَفِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْهِجْرَة إِنَّمَا كَانَ وُجُوبهَا عَلَى مَنْ أَطَاقَهَا دُون مَنْ لَمْ يَقْدِر عَلَيْهَا.
اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْهِجْرَةِ فَقَالَ وَيْحَكَ إِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ شَدِيدٌ فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا
عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: سألت عائشة رضي الله عنها، عن البداوة، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع، وإنه أراد البداوة...
عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها»
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فتح مكة: «لا هجرة ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا»
حدثنا عامر قال: أتى رجل عبد الله بن عمرو، وعنده القوم حتى جلس عنده، فقال: أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى...
عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها...
عن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق»، قال ابن حوالة: خر ل...
عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال»
عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال: «رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ورجل يعبد الله في شعب من الشعاب ق...
عن أبي أمامة، أن رجلا قال: يا رسول الله، ائذن لي في السياحة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله تعالى»