2525- عن أبي أيوب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ستفتح عليكم الأمصار، وستكون جنود مجندة، تقطع عليكم فيها بعوث فيكره الرجل منكم البعث فيها، فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل، يعرض نفسه عليهم، يقول: من أكفيه بعث كذا، من أكفيه بعث كذا؟ ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه "
إسناده ضعيف لضعف ابن أخي أبي أيوب -وهو أبو سورة- قال البخاري: منكر الحديث، يروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليها، وقال أيضا: لا يعرف له سماع من أبي أيوب.
عمرو بن عثمان: هو ابن سعيد بن كثير، ومحمد بن حرب: هو الأبرش الخولاني.
وأخرجه أحمد (23500)، والهيثم الشاشي في "مسنده " (1130)، والطبراني في "مسند الشاميين، (1380)، والبيهقي 27/ 9 من طريق محمد بن حرب، بهذا الإسناد.
قال الخطابي: فيه دليل على كراهة الجعائل (ما يعطاه الإنسان على الأمر بفعله، والمراد به في الحديث: أن يكتب الجهاد على الرجل فيعطي آخر شيئا من المال ليخرج مكانه، أو يدفع المقيم إلى الغازي شيئا فيقيم الغازي، ويخرج هو).
وفيه دليل على أن عقد الإجارة على الجهاد غير جائز.
وقد اختلف الناس في الأجير يحضر الوقعة، هل يسهم له، فقال الأوزاعي: المستأجر على خدمة القوم لا سهم له، وكذلك قال إسحاق بن راهويه، وقال سفيان الثوري: يسهم له إذا غزا وقاتل، وقال مالك وأحمد: يسهم له إذا شهد وكان مع الناس عند القتال.
قال الخطابي: قلت: يشبه أن يكون معناه في ذلك أن الإجارة إذا عقدت على أن يجاهد عن المستأجر، فإنه إذا صار جهاده لحضور الوقعة فرضا عن نفسه، بطل معنى الإجارة، وصار الأجير واحدا من جملة من حضر الوقعة، فإنه يعطى سهمه إلا أن حصة الأجرة لتلك المدة ساقطة عن المستأجر.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَأَنَا لِحَدِيثِهِ ) : أَيْ لِحَدِيثِ مُحَمَّد بْن حَرْب ( أَتْقَن ) : أَيْ أَضْبَط وَأَحْفَظ ( سُلَيْمَان بْن سُلَيْمٍ ) : بِالتَّصْغِيرِ ( سَتَكُونُ ) : أَيْ تُوجَد وَتَقَع ( جُنُود ) : جَمْع جُنْد أَيْ أَعْوَان وَأَنْصَار ( مُجَنَّدَة ) : بِتَشْدِيدِ النُّون الْمَفْتُوحَة أَيْ مُجْتَمِعَة.
وَفِي النِّهَايَة : أَيْ مَجْمُوعَة كَمَا يُقَال أُلُوف مُؤَلَّفَة وَقَنَاطِير مُقَنْطَرَة.
وَفِي نُسْخَة الْخَطَّابِيُّ : سَتَكُونُونَ جُنُودًا مُجَنَّدَة ( يُقْطَعُ ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ يُعَيَّن وَيُقَدَّرُ ( فِيهَا ) : أَيْ فِي تِلْكَ الْجُنُود ( بُعُوثًا ) : كَذَا فِي بَعْض النُّسَخ وَلَا يَظْهَر لَهُ وَجْه وَفِي بَعْضهَا بُعُوث بِالرَّفْعِ وَهُوَ الصَّوَاب , وَهُوَ جَمْع بَعْث بِمَعْنَى الْجَيْش يَعْنِي يَلْزَمُونَ أَنْ يُخْرِجُوا بُعُوثًا تَنْبَعِث مِنْ كُلّ قَوْم إِلَى الْجِهَاد.
قَالَ المظهر : يَعْنِي إِذَا بَلَغَ الْإِسْلَام فِي كُلّ نَاحِيَة يَحْتَاج الْإِمَام إِلَى أَنْ يُرْسِل فِي كُلّ نَاحِيَة جَيْشًا لِيُحَارِب مَنْ يَلِي تِلْكَ النَّاحِيَة الْكُفَّار كَيْلَا يَغْلِب كُفَّار تِلْكَ النَّاحِيَة عَلَى مَنْ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ ( الْبَعْث ) : أَيْ الْخُرُوج إِلَى الْغَزْو بِلَا أُجْرَة ( فَيَتَخَلَّص مِنْ قَوْمه ) : أَيْ يَخْرُج مِنْ بَيْن قَوْمه وَيَفِرّ طَلَبًا لِلْخَلَاصِ مِنْ الْغَزْو ( ثُمَّ يَتَصَفَّح الْقَبَائِل يَعْرِض نَفْسه عَلَيْهِمْ ) : أَيْ يَتَفَحَّص عَنْهَا وَيَتَسَاءَل فِيهَا.
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ بَعْد أَنْ فَارَقَ هَذَا الْكَسْلَان قَوْمه كَرَاهِيَة الْغَزْو يَتَتَبَّع الْقَبَائِل طَالِبًا مِنْهُمْ أَنْ يَشْرِطُوا لَهُ شَيْئًا وَيُعْطُوهُ ( مَنْ أَكْفِهِ ) : كَذَا فِي بَعْض النُّسَخ بِحَذْفِ الْيَاء وَلَا وَجْه لَهُ , وَفِي بَعْضهَا أَكْفِيه بِالْيَاءِ وَهُوَ الصَّوَاب وَالْمَعْنَى مَنْ يَأْخُذنِي أَجِيرًا أَكْفِيه جَيْش كَذَا وَيَكْفِينِي هُوَ مُؤْنَتِي ( أَلَا ) : لِلتَّنْبِيهِ ( وَذَلِكَ ) : مُبْتَدَأ ( الْأَجِير ) : خَبَره وَتَعْرِيف الْخَبَر لِلْحَصْرِ أَيْ ذَلِكَ الرَّجُل الَّذِي كَرِهَ الْبَعْث تَطَوُّعًا أَجِير وَلَيْسَ بِغَازٍ فَلَا أَجْر لَهُ ( إِلَى آخِر قَطْرَة مِنْ دَمه ) : أَيْ إِلَى الْقَتْل يَعْنِي أَنَّهُ وَإِنْ قُتِلَ فَهُوَ أَجِير لَيْسَ غَازِيًا.
قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : أَرَادَ بِقَوْلِهِ هَذَا مَنْ حَضَرَ الْقِتَال رَغْبَة فِيمَا عُقِدَ لَهُ مِنْ الْمَال لَا رَغْبَة فِي الْجِهَاد وَلِهَذَا سَمَّاهُ أَجِيرًا قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ عَقَدَ الْإِجَارَة عَلَى الْجِهَاد غَيْر جَائِز.
وَقَدْ اِخْتَلَفَ النَّاس فِي الْأَجِير يَحْضُر الْوَقْعَة هَلْ يُسْهَم لَهُ , فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ : الْمُسْتَأْجَر عَلَى خِدْمَة الْقَوْم لَا سَهْم لَهُ , وَكَذَلِكَ قَالَ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْهِ.
قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ : يُسْهَم لَهُ إِذَا غَزَا وَقَاتَلَ.
وَقَالَ مَالِك وَأَحْمَد بْن حَنْبَل : يُسْهَم لَهُ إِذَا شَهِدَ وَكَانَ مَعَ النَّاس عِنْد الْقِتَال اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ أَخْبَرَنَا ح و حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَعْنَى وَأَنَا لِحَدِيثِهِ أَتْقَنُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ عَنْ ابْنِ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ الْأَمْصَارُ وَسَتَكُونُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تُقْطَعُ عَلَيْكُمْ فِيهَا بُعُوثٌ فَيَكْرَهُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ الْبَعْثَ فِيهَا فَيَتَخَلَّصُ مِنْ قَوْمِهِ ثُمَّ يَتَصَفَّحُ الْقَبَائِلَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ يَقُولُ مَنْ أَكْفِيهِ بَعْثَ كَذَا مَنْ أَكْفِيهِ بَعْثَ كَذَا أَلَا وَذَلِكَ الْأَجِيرُ إِلَى آخِرِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ
عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للغازي أجره، وللجاعل أجره، وأجر الغازي»
عن عبد الله بن الديلمي، أن يعلى ابن منية، قال: آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغزو وأنا شيخ كبير ليس لي خادم فالتمست أجيرا يكفيني، وأجري له سهمه،...
عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان، فقال: «ارجع عليهما فأضحكهما كما أبكي...
عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أجاهد؟ قال: «ألك أبوان؟» قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد»، قال أبو داود...
عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال: «هل لك أحد باليمن؟»، قال: أبواي، قال: «أذنا لك؟» قال: «لا»، قال: «ارج...
عن أنس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم، ونسوة من الأنصار ليسقين الماء، ويداوين الجرحى»
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن، قال: لا إله إلا الله، ولا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل...
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهاد واجب عليكم مع كل أمير، برا كان أو فاجرا، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا،...
عن جابر بن عبد الله حدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أراد أن يغزو، فقال: «يا معشر المهاجرين والأنصار، إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشير...