2532- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن، قال: لا إله إلا الله، ولا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار "
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يزيد بن أبي نشبة، بضم النون وسكون الشين المعجمة، وبعدها باء بواحدة مفتوحة وتاء تأنيث.
ضبطه المنذري.
وهو في "سنن سعيد بن منصور" (٢٣٦٧).
وأخرجه أبو يعلى (٤٣١١) و (٤٣١٢)، والبيهقي في "السنن" ٩/ ١٥٦، وفي "الاعتقاد" ص ١٨٨، والضياء المقدسي في "المختارة" (٢٧٤١) و (٢٧٤٢)، والمزي في ترجمة يزيد بن أبي نشبة من "تهذيب الكمال" من طريق جعفر بن برقان، به.
ولقوله: "الكف عمن قال: لا إله إلا الله" شواهد عدة منها:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله" روي من حديث أبي هريرة عند البخاري (٢٩٤٦)، ومسلم (٢١).
وقوله -صلى الله عليه وسلم- لأسامة بن زيد وقد قتل رجلا بعد أن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله: " أقال: لا إله إلا الله وقتلته؟ " قال: قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح، قال: "أفلا شققت عن قلبه، حتى تعلم أقالها أم لا؟! " أخرجه البخاري (٤٢٦٩)، ومسلم (٩٦) من حديث أسامة نفسه.
واللفظ لمسلم.
ولقرله: "الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل" شواهد منها: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة" روي من حديث عبد الله ابن عمر عند البخاري (٢٨٤٩)، ومسلم (١٨٧١)، ومن حديث عروة بن الجعد عند البخاري (٢٨٥٠) و (٢٨٥٢)، ومسلم (١٨٧٣)، وزاد: " الأجر والمغنم".
وقد ترجم البخاري لهذا الحديث بقوله: "الجهاد ماض مع البر والفاجر" قال الحافظ في "الفتح " ٦/ ٥٦: سبقه إلى الاستدلال بهذا الإمام أحمد، لأنه جمع ذكر بقاء الخير في نواصي الخيل إلى يوم القيامة، وفسره بالأجر والمغنم، والمغنم المقترن بالأجر إنما يكون من الخيل بالجهاد، ولم يقيد ذلك بما إذا كان الإمام عادلا، فدل على أن لا فرق في حصول هذا الفضل بين أن يكون الغزو مع الإمام العادل أو الجائر.
وكذلك قال ابن عبد البر في "التمهيد" ١٤/ ٩٧ وذكر هذا الحديث: وقد استدل جماعة من العلماء بأن الجهاد ماض إلى يوم القيامة تحت راية كل بر وفاجر من الأئمة بهذا الحديث، لأنه قال فيه: "إلى يوم القيامة" ولا وجه لذلك إلا الجهاد في سبيل الله لأنه قد ورد الذم فيمن ارتبطها واحتبسها رياة وفخرا ونواء لأهل الإسلام قلنا: يعني بحديث الذم حديث أبى هريرة عند البخاري (٧٣٥٦)، ومسلم (٩٨٧) وفيه: "ورجل ربطها فخرا ورياء فهي على ذلك وزر".
ويشهد لقوله: "الجهاد ماض" أيضا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، لا يضرهم من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال"، وقد سلف عند المصنف من حديث عمران بن حصين برقم (٢٤٨٤) وإسناده صحيح ومن حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (١٥٦)، وحديث جابر بن سمرة عند مسلم كذلك (١٩٢٢)، وحديث معاوية بن أبي سفيان كذلك عنده (١٠٣٧) (١٧٥).
ويشهد له أيضا حديث أبي هريرة الآتي بعده.
ولقوله: "والإيمان بالأقدار" يشهد له حديث جبريل الطويل لما جاء بصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، وفيه: أن جبريل سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، وهو عند مسلم (٨) من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه، و (١٠) من حديث أبي هريرة.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن بُرْقَان ) : بِضَمِّ الْمُوَحَّدَة وَسُكُون الرَّاء بَعْدهَا قَاف صَدُوق يَهِم فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ.
كَذَا فِي التَّقْرِيب ( عَنْ يَزِيد بْن أَبِي نُشْبَة ) : بِضَمِّ النُّون وَسُكُون الْمُعْجَمَة مَجْهُول مِنْ الْخَامِسَة.
قَالَهُ فِي التَّقْرِيب ( ثَلَاث ) : أَيْ ثَلَاث خِصَال ( مِنْ أَصْل الْإِيمَان ) : أَيْ مِنْ أَسَاسه وَقَاعِدَته ( الْكَفّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه ) : أَيْ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَنْ قَالَهَا وَجَبَ الِامْتِنَاع عَنْ التَّعَرُّض لِنَفْسِهِ وَمَاله ( وَلَا تُكَفِّرهُ ) : بِالتَّاءِ فَهِيَ , وَفِي بَعْض النُّسَخ بِالنُّونِ فَهُوَ نَفْي , وَالتَّكْفِير وَالْإِكْفَار نِسْبَة أَحَد إِلَى الْكُفْر ( وَلَا تُخْرِجهُ ) : بِالْوَجْهَيْنِ ( بِعَمَلٍ ) : أَيْ وَلَوْ كَبِيرَة سِوَى الْكُفْر خِلَافًا لِلْمُعْتَزِلَةِ فِي إِخْرَاج صَاحِب الْكَبِير إِلَى مَنْزِلَة بَيْن الْمَنْزِلَتَيْنِ ( وَالْجِهَاد مَاضٍ ) : أَيْ وَالْخَصْلَة الثَّانِيَة كَوْن الْجِهَاد مَاضِيًا وَنَافِذًا وَجَارِيًا وَمُسْتَمِرًّا ( مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّه ) : أَيْ مِنْ اِبْتِدَاء زَمَان بَعَثَنِي اللَّه ( إِلَى أَنْ يُقَاتِل آخِر أُمَّتِي ) : يَعْنِي عِيسَى أَوْ الْمَهْدِيّ ( الدَّجَّال ) : مَفْعُول.
وَبَعْد قَتْل الدَّجَّال لَا يَكُون الْجِهَاد بَاقِيًا.
أَمَّا عَلَى يَأْجُوج وَمَأْجُوج فَلِعَدَمِ الْقُدْرَة عَلَيْهِمْ , وَعِنْد ذَلِكَ لَا وُجُوب عَلَيْهِمْ بِنَصِّ آيَة الْأَنْفَال , وَأَمَّا بَعْد إِهْلَاك اللَّه إِيَّاهُمْ لَا يَبْقَى عَلَى وَجْه الْأَرْض كَافِر مَا دَامَ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام حَيًّا فِي الْأَرْض , وَأَمَّا عَلَى مَنْ كَفَرَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بَعْد عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَلِمَوْتِ الْمُسْلِمِينَ كُلّهمْ عَنْ قَرِيب بِرِيحٍ طَيِّبَة وَبَقَاء الْكُفَّار إِلَى قِيَام السَّاعَة.
قَالَهُ الْقَارِي لَا يُبْطِلهُ إِلَخْ بِضَمِّ أَوَّله , وَالْمَعْنَى لَا يُسْقِط الْجِهَاد كَوْن الْإِمَام ظَالِمًا أَوْ عَادِلًا وَهُوَ صِفَة مَاضٍ أَوْ خَبَر بَعْد خَبَر ( وَالْإِيمَان بِالْأَقْدَارِ ) : أَيْ بِأَنَّ جَمِيع مَا يَجْرِي فِي الْعَالَم هُوَ مِنْ قَضَاء اللَّه وَقَدَره , وَهَذِهِ هِيَ الْخَصْلَة الثَّالِثَة.
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي نُشْبَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الْإِيمَانِ الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا نُكَفِّرُهُ بِذَنْبٍ وَلَا نُخْرِجُهُ مِنْ الْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ وَالْجِهَادُ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ لَا يُبْطِلُهُ جَوْرُ جَائِرٍ وَلَا عَدْلُ عَادِلٍ وَالْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجهاد واجب عليكم مع كل أمير، برا كان أو فاجرا، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا،...
عن جابر بن عبد الله حدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أراد أن يغزو، فقال: «يا معشر المهاجرين والأنصار، إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشير...
عن ضمرة، أن ابن زغب الإيادي، حدثه قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي، فقال لي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا، فلم نغن...
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عجب ربنا عز وجل من رجل غزا في سبيل الله فانهزم - يعني أصحابه - فعلم ما عليه، فرجع حتى أه...
عن أبي هريرة، " أن عمرو بن أقيش، كان له ربا في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء يوم أحد، فقال: أين بنو عمي؟ قالوا بأحد، قال: أين فلان؟ قالوا بأ...
عن سلمة بن الأكوع قال: لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا شديدا، فارتد عليه سيفه فقتله، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: وشكوا فيه رجل مات...
عن أبي سلام، عن رجل، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أغرنا على حي من جهينة فطلب رجل من المسلمين رجلا منهم فضربه، فأخطأه وأصاب نفسه بالسيف، فقال...
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثنتان لا تردان، أو قلما تردان الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا»
عن معاذ بن جبل أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا، ثم مات...