2594- عن جبير بن نفير الحضرمي، أنه سمع أبا الدرداء، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ابغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم» قال أبو داود: «زيد بن أرطاة أخو عدي بن أرطاة»
إسناده صحيح.
ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي، والوليد: هو ابن مسلم الدشقى، وهو وإن لم يصرح بسماعه في كل طبقات الإسناد تابعه عبد الله بن المبارك وغيره.
فأمن تدليسه.
وأخرجه الترمذي (١٧٩٧) من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (٣١٧٩) من طريق عمر بن عبد الواحد، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٢١٧٣١)، و"صحيح ابن حبان" (٤٧٦٧).
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند البخاري (٢٨٩٦) من طريق مصعب بن سعد قال: رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلا على من دونه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم".
وهو عند النسائي ٦/ ٤٥ من طريق مصعب بن سعد عن أبيه بزيادة تبين معنى الحديث، ولفظه: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
قال ابن بطال: تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء، وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا.
وقوله: "ابغوني" قال المناوي في "فيض القدير" ١/ ٨٢: بالوصل من الثلاثي، فهو مكسور الهمز، أي: اطلبوا لي طلبا حثيثا، يقال: ابغني مطالبي: اطلبها لي، وفي رواية بالقطع من الرباعي فهو مفتوح الهمزة، أي: أعينوني على الطلب.
يقال: أبغيتك الشي أي: أعنتك على طلبه، قال ابن حجر: الأول أليق بالقياس، وأوفق في المذاق.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( اِبْغُونِي ) : قَالَ فِي الصُّرَاح : بَغَيْتُك الشَّيْء طَلَبْته لَك , وَوَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ اِبْغُوا لِي , قَالَ الْعَلْقَمِيّ : قَالَ اِبْن رَسْلَان : بِهَمْزَةِ وَصْل مَكْسُورَة لِأَنَّهُ فِعْل ثُلَاثِيّ أَيْ اُطْلُبُوا لِي ( الضُّعَفَاء ) : أَيْ صَعَالِيك الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفهُمْ النَّاس لِرَثَاثَةِ حَالهمْ أَسْتَعِين بِهِمْ.
فَإِذَا قُلْت أَبْغِنِي بِقَطْعِ الْهَمْزَة فَمَعْنَاهُ أَعِنِّي عَلَى الطَّلَب يُقَال : أَبَغَيْتُك الشَّيْء أَيْ أَعَنْتُك عَلَيْهِ اِنْتَهَى.
قَالَ شَيْخنَا الزَّرْكَشِيّ : وَالْأَوَّل الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ كَذَا فِي السِّرَاج الْمُنِير ( وَتُنْصَرُونَ ) : أَيْ تُعَاوَنُونَ عَلَى عَدُوّكُمْ ( بِضُعَفَائِكُمْ ) : أَيْ بِسَبَبِهِمْ أَوْ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِمْ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن صَحِيح : وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ , وَفِي حَدِيث النَّسَائِيِّ زِيَادَة تُبَيِّن مَعْنَى الْحَدِيث , قَالَ نَبِيّ اللَّه : " إِنَّمَا نَصَرَ اللَّه هَذِهِ الْأُمَّة بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتهمْ وَإِخْلَاصهمْ " وَمَعْنَاهُ أَنَّ عِبَادَة الضُّعَفَاء وَدُعَاءَهُمْ أَشَدّ إِخْلَاصًا لِجَلَاءِ قُلُوبهمْ مِنْ التَّعَلُّق بِزُخْرُفِ الدُّنْيَا وَجَعَلُوا هَمَّهُمْ وَاحِد فَأُجِيبَ دُعَاؤُهُمْ وَزَكَتْ أَعْمَالهمْ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ.
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَاةَ الْفَزَارِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ابْغُونِي الضُّعَفَاءَ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ قَالَ أَبُو دَاوُد زَيْدُ بْنُ أَرْطَاةَ أَخُو عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ
عن سمرة بن جندب قال: «كان شعار المهاجرين عبد الله، وشعار الأنصار عبد الرحمن»
عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: " غزونا مع أبي بكر رضي الله عنه زمن النبي صلى الله عليه وسلم فكان شعارنا: أمت أمت "
عن المهلب بن أبي صفرة، قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بيتم فليكن شعاركم حم لا ينصرون»
عن أبي هريرة، قال: كان رسول صلى عليه وسلم إذا سافر قال: «اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب...
عن ابن عمر علمه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا، ثم قال: " {سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين...
عن قزعة، قال: قال لي ابن عمر هلم أودعك كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك»
عن عبد الله الخطمي، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يستودع الجيش قال: «أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم»
عن علي بن ربيعة، قال: شهدت عليا رضي الله عنه وأتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: «بسم الله»، فلما استوى على ظهرها قال: «الحمد لله»، ثم قا...
عن عبد الله بن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال: «يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك، وشر ما خلق في...