2623- عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يحلبن أحد ماشية أحد بغير إذنه، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته، فتكسر خزانته، فينتثل طعامه؟ فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه»
إسناده صحيح.
وهو في "موطأ مالك" ٢/ ٩٧١، ومن طريقه أخرجه البخاري (٢٤٣٥)، ومسلم (١٧٢٦).
وأخرجه مسلم (١٧٢٦)، وابن ماجه (٢٣٠٢) من طرق عن نافع، عن ابن عمر.
وهو في "مسند أحمد" (٤٤٧١) و (٤٥٠٥)، و"صحيح ابن حبان" (٥١٧١).
قال الخطابي: "المشربة" كالغرفة يرنع فيها المتاع والشيء.
وقوله: "ينتثل" معناه: يستخرج، ويقال لما يخرج من تراب البئر إذا حفرت: نثيل،
ومن هذا قولهم: نثل الرجل كنانته: إذا صبها على الأرض، فأخرج ما فيها من النبل.
ثم قال الخطابي: وفي هذا إثبات للقياس، والحكم للشيء بحكم نظيره.
قلنا: وقد سلف تلخيص كلام الإمام ابن القيم في "تهذيب السنن" في درء التعارض بين بهذا الحديث، وبين حديث سمرة بن جندب السالف عند المصنف برقم (٢٦١٩) فراجعه هناك.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَيُحِبُّ أَحَدكُمْ أَنْ تُؤْتَى ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَالِاسْتِفْهَام لِلْإِنْكَارِ ( مَشْرُبَته ) : بِفَتْحِ الْمِيم وَسُكُون الشِّين وَضَمّ الرَّاء وَفَتْحهَا.
قَالَ النَّوَوِيّ : هِيَ كَالْغُرْفَةِ يُخَزَّن فِيهَا الطَّعَام وَغَيْره اِنْتَهَى ( خِزَانَته ) : بِكَسْرِ الْخَاء هِيَ مِثْل الْمَخْزُون ( فَيُنْتَثَل ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول وَبِالنُّونِ وَالثَّاء الْمُثَلَّثَة مِنْ بَاب الِافْتِعَال أَيْ يُنْثَر وَيُسْتَخْرَج , وَفِي بَعْض النُّسَخ يُنْتَقَل مِنْ الِانْتِقَال ( فَإِنَّمَا تَخْزُن لَهُمْ ) : مِنْ بَاب نَصَرَ , يُقَال خَزَنَ الْمَال أَيْ أَحْرَزَهُ ( ضُرُوع مَوَاشِيهمْ ) : فَاعِل تَخْزُن ( أَطْعِمَتهمْ ) : جَمْع طَعَام مَفْعُول ( فَلَا يَحْلُبَنَّ إِلَخْ ) : كَرَّرَ النَّهْي لِلتَّأْكِيدِ.
قَالَ الْقَارِيّ : وَالْمَعْنَى أَنَّ ضُرُوع مَوَاشِيهمْ فِي حِفْظ اللَّبَن بِمَنْزِلَةِ خَزَائِنكُمْ الَّتِي تَحْفَظ طَعَامكُمْ , فَمَنْ حَلَبَ مَوَاشِيهمْ فَكَأَنَّهُ كَسَرَ خَزَائِنهمْ وَسَرَقَ مِنْهَا شَيْئًا.
فِي شَرْح السُّنَّة : الْعَمَل عَلَى هَذَا عِنْد أَكْثَر أَهْل الْعِلْم , أَنَّهُ لَا يَجُوز أَنْ يَحْلُب مَاشِيَة الْغَيْر بِغَيْرِ إِذْنه إِلَّا إِذَا اُضْطُرَّ فِي مَخْمَصَة.
وَذَهَبَ أَحْمَد وَإِسْحَاق وَغَيْرهمَا إِلَى إِبَاحَته لِغَيْرِ الْمُضْطَرّ أَيْضًا إِذَا لَمْ يَكُنْ الْمَالِك حَاضِرًا , فَإِنَّ أَبَا بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ حَلَبَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا مِنْ غَنَم رَجُل مِنْ قُرَيْش يَرْعَاهَا عَبْد لَهُ وَصَاحِبهَا غَائِب فِي هِجْرَته إِلَى الْمَدِينَة , وَلِحَدِيثِ سَمُرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا أَتَى أَحَدكُمْ عَلَى مَاشِيَة فَإِنْ كَانَ فِيهَا صَاحِبهَا " الْحَدِيث.
وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضهمْ لِابْنِ السَّبِيل فِي أَكْل ثِمَار الْغَيْر لِمَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بِإِسْنَادٍ غَرِيب عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ دَخَلَ حَائِطًا لِيَأْكُل غَيْر مُتَّخِذ خُبْنَة فَلَا شَيْء عَلَيْهِ " وَعِنْد أَكْثَرهمْ لَا يُبَاح إِلَّا بِإِذْنِ الْمَالِك إِلَّا لِضَرُورَةِ مَجَاعَة كَمَا سَبَقَ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَحْلِبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ أَحَدٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرَبَتُهُ فَتُكْسَرَ خِزَانَتُهُ فَيُنْتَثَلَ طَعَامُهُ فَإِنَّمَا تَخْزُنُ لَهُمْ ضُرُوعُ مَوَاشِيهِمْ أَطْعِمَتَهُمْ فَلَا يَحْلِبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ
قال ابن جريج: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: ٥٩] في عبد الله بن قيس بن عدي «بعثه النبي صلى الله عليه وسلم...
عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأجج نارا وأمرهم أن يقتحموا فيها، فأبى قوم...
عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاع...
عن عقبة بن مالك من رهطه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلا منهم سيفا، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال...
عن أبي ثعلبة الخشني، قال: كان الناس إذا نزلوا منزلا - قال عمرو: كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا - تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال...
عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، قال: غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا، فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فبعث نبي الله صلى الل...
عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله يعني ابن معمر وكان كاتبا له، قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية، أن رسول الله صلى الله عل...
عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: «اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل»
أخبرنا ابن عون، قال: كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال، فكتب إلي أن ذلك كان في أول الإسلام، وقد «أغار نبي الله صلى الله عليه وسلم على بن...