2624- قال ابن جريج: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: ٥٩] في عبد الله بن قيس بن عدي «بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية» أخبرنيه يعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
إسناده صحيح.
يعلى: هو ابن مسلم بن هرمز المكي، وابن جريج: هو عبد الملك ابن عبد العزيز بن جريج المكي، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور.
وأخرجه البخاري (٤٥٨٤)، ومسلم (١٨٣٤)، والترمذي (١٧٦٧)، والنسائي (٤١٩٤) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الاسناد.
وجاء عندهم جميعا: عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي، وإنما نسب في رواية المصنف هنا إلى جده.
وهو في "مسند أحمد" (٣١٢٤).
والمقصود من الآية في قصة عبد الله بن حذافة قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} [النساء: ٥٩] كما أفاده الحافظ في"الفتح" ٨/ ٢٥٤ في رده على الداوودي إذ توهم أن المقصود من هذه الآية أولها، فحكم بأن هذا وهم على ابن عباس.
وذلك أن عبد الله بن حذافة لما خرج على جيش فغضب فأوقدوا نارا، وقال: اقتحموها، فامتغ بعضهم، وهم بعضهم أن يفعل، فقال الداوودي: فإن كانت الآية نزلت قبل فكيف يخص عبد الله بن حذافة بالطاعة دون غيره، وإن كانت نزلت بعد فإنما قيل لهم: إنما الطاعة في المعروف، وما قيل لهم: لم لم تطيعوه؟
فقال الحافظ: وبالحمل الذي قدمته يظهر المراد، وينتفي الإشكال الذي أبداه.
وقوله: {وأولي الأمر منكم} قال النووي: المراد بأولي الأمر من أوجب الله طاعته من الولاة والأمراء.
هذا قول جماهير السلف والخلف من المفسرين والفقهاء وغيرهم، وقيل: هم العلماء، وقيل الأمراء والعلماء.
قال الخطابي: هذه القصة وما ذكر فيها من شأن النار والوقوع فيها يدل على أن المراد به طاعة الولاة، وأنها لا تجب إلا في المعروف كالخروج في البعث إذا أمر به الولاة والنفوذ لهم في الأمور التي هي طاعات ومعاون للمسلمين ومصالح لهم، فأما ما كان فيها من معصية كقتل النفس المحرمة وما أشبهه، فلا طاعة لهم في ذلك.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
{ وَأُولِي الْأَمْر مِنْكُمْ } : قَالَ النَّوَوِيّ : الْمُرَاد بِأُولِي الْأَمْر مَنْ أَوْجَبَ اللَّه طَاعَته مِنْ الْوُلَاة وَالْأُمَرَاء.
هَذَا قَوْل جَمَاهِير السَّلَف وَالْخَلَف مِنْ الْمُفَسِّرِينَ وَالْفُقَهَاء وَغَيْرهمْ , وَقِيلَ هُمْ الْعُلَمَاء , وَقِيلَ الْأُمَرَاء وَالْعُلَمَاء.
وَأَمَّا مَنْ قَالَ الصَّحَابَة خَاصَّة فَقَدْ أَخْطَأَ اِنْتَهَى ( عَبْد اللَّه بْن قَيْس ) : بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأ وَخَبَره قَوْله بَعَثَهُ.
وَالْمَعْنَى نَزَلَتْ تِلْكَ الْآيَة فِي شَأْنه , وَفِي بَعْض النُّسَخ فِي عَبْد اللَّه بْن قَيْس وَهُوَ ظَاهِر , وَفِي رِوَايَة مُسْلِم نَزَلَ { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّه وَأَطِيعُوا الرَّسُول وَأُولِي الْأَمْر مِنْكُمْ } فِي عَبْد اللَّه بْن حُذَافَة بْن قَيْس إِلَخْ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ أَخْبَرَنِيهِ يَعْلَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأجج نارا وأمرهم أن يقتحموا فيها، فأبى قوم...
عن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاع...
عن عقبة بن مالك من رهطه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فسلحت رجلا منهم سيفا، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال...
عن أبي ثعلبة الخشني، قال: كان الناس إذا نزلوا منزلا - قال عمرو: كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا - تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال...
عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، قال: غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا، فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فبعث نبي الله صلى الل...
عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله يعني ابن معمر وكان كاتبا له، قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى حين خرج إلى الحرورية، أن رسول الله صلى الله عل...
عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال: «اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل»
أخبرنا ابن عون، قال: كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال، فكتب إلي أن ذلك كان في أول الإسلام، وقد «أغار نبي الله صلى الله عليه وسلم على بن...
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان «يغير عند صلاة الصبح، وكان يتسمع، فإذا سمع أذانا أمسك وإلا أغار»