حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن إخوانكم قد جاءوا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند الكوفيين حديث المسور بن مخرمة الزهري، ومروان بن الحكم (حديث رقم: 18914 )


18914- عن مروان، والمسور بن مخرمة قالا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوا أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " معي من ترون، وأحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي وإما المال، وقد كنت استأنيت بكم " وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله، ثم قال: " أما بعد فإن إخوانكم قد جاءوا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك، فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله عز وجل علينا، فليفعل " فقال الناس: قد طيبنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك، ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم " فجمع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا هذا الذي بلغني عن سبي هوازن

أخرجه أحمد في مسنده


حديث صحيح، ابن أخي ابن شهاب: وهو محمد بن عبد الله بن مسلم حديثه فوق الحسن، وقد احتج به مسلم، وأخرج له البخاري في المتابعات، وهذه منها، وهذا الحديث من مراسيل الصحابة كما بينا ذلك في الرواية السالفة برقم (١٨٩٠٩) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأخرجه البخاري (٤٣١٨) (٤٣١٩) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (٢٧١٥) - من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه بتمامه ومختصرا البخاري (٢٣٠٧) و (٢٣٠٨) و (٢٥٣٩) و (٢٥٤٠) و (٢٥٨٣) و (٢٥٨٤) و (٢٦٠٧) و (٢٦٠٨) و (٣١٣١) و (٣١٣٢) و (٤٣١٨) (٤٣١٩) ، وأبو داود (٢٦٩٣) ، والبيهقي في "السنن" ٦/٣٦٠، وفي "الدلائل" ٥/١٩٠-١٩١ من طريق عقيل بن خالد، والبخاري (٧١٧٦) (٧١٧٧) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٨٧٦) ، والبيهقي ٦/٣٦٠ وفي "الدلائل" ٥/١٩٢ من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن الزهري، به.
والقائل: هذا الذي بلغني عن سبي هوازن، هو الزهري كما بين ذلك البخاري في روايته برقم (٢٦٠٧) (٢٦٠٨) .
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (٦٧٢٩) .
قال السندي: قوله: جاءه وفد هوازن: طائفة من هوازن، وهم الذين حاربوا يوم حنين ثم هزمهم الله تعالى، فصارت أموالهم وأولادهم غنيمة للمسلمين، فحين جاؤوا مسلمين طلبوا ذلك.
"معي من ترون"، أي: والغنيمة حقهم.
="استأنيت"، أي: تأخرت في القسمة.
"فإن إخوانكم" قاله ترقيقا لقلوبهم.
"أن يطيب" بتشديد الياء.
"ذلك"، أي: بهذا السبي.
"على حظه"، أي: نصيبه بأن يأخذ مني عوض ذلك.
"إنا لا ندري"، أي: لكثرة الزحام.
"عرفاؤكم"، أي: من يقوم بأموركم.

شرح حديث (إن إخوانكم قد جاءوا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله: "جاء وفد هوازن" طائفة من هوازن، وهم الذين حاربوا يوم حنين، ثم هزمهم الله تعالى، فصارت أموالهم وأولادهم غنيمة للمسلمين، فحين جاؤوا مسلمين، طلبوا ذلك.
"معي من ترون": أي: والغنيمة حقهم.
"استأنيت": أي: تأخرت في القسمة.
"فإن إخوانكم": قاله ترقيقا لقلوبهم.
"أن يطيب": - بتشديد الياء - .
"ذلك": أي: رد السبي.
"على حظه": أي: نصيبه؛ بأن يأخذ مني عوض ذلك.
"يفيء": من أفاء.
"إنا لا ندري": أي: لكثرة الزحام.
"عرفاؤكم": أي: من يقوم بأموركم.


حديث معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَعْقُوبُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمِّهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَزَعَمَ ‏ ‏عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏مَرْوَانَ ‏ ‏وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ ‏ ‏أَخْبَرَاهُ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَامَ حِينَ جَاءَهُ ‏ ‏وَفْدُ هَوَازِنَ ‏ ‏مُسْلِمِينَ فَسَأَلُوا أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ‏ ‏وَسَبْيَهُمْ ‏ ‏فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَعِي مَنْ تَرَوْنَ وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا ‏ ‏السَّبْيُ ‏ ‏وَإِمَّا الْمَالُ وَقَدْ كُنْتُ ‏ ‏اسْتَأْنَيْتُ ‏ ‏بِكُمْ وَكَانَ أَنْظَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنْ ‏ ‏الطَّائِفِ ‏ ‏فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏غَيْرُ رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلَّا إِحْدَى ‏ ‏الطَّائِفَتَيْنِ قَالُوا فَإِنَّا نَخْتَارُ ‏ ‏سَبْيَنَا ‏ ‏فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي الْمُسْلِمِينَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ ‏ ‏فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاءُوا تَائِبِينَ وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ ‏ ‏سَبْيَهُمْ ‏ ‏فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ ‏ ‏يُطَيِّبَ ‏ ‏ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ مَا ‏ ‏يُفِيءُ ‏ ‏اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ فَقَالَ النَّاسُ قَدْ ‏ ‏طَيَّبْنَا ‏ ‏ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِنَّا لَا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا ‏ ‏عُرَفَاؤُكُمْ ‏ ‏أَمْرَكُمْ فَجَمَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ ‏ ‏عُرَفَاؤُهُمْ ‏ ‏ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ ‏ ‏طَيَّبُوا ‏ ‏وَأَذِنُوا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْ ‏ ‏سَبْيِ ‏ ‏هَوَازِنَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

ما الفقر أخشى عليكم ولكن إذا صبت عليكم الدنيا فتنا...

عن عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة، أخبره، أن عمرو ابن عوف الأنصاري وهو حليف بني عامر بن لؤي وكان قد شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، أخبره أن...

أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليال

عن المسور بن مخرمة، أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليال، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد حللت فانكحي "

أن سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حامل فلم تمك...

عن المسور بن مخرمة، أن سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حامل، فلم تمكث إلا ليالي حتى وضعت، فلما تعلت من نفاسها خطبت، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وس...

قلد رسول الله ﷺ الهدي وأشعره بذي الحليفة وأحرم منه...

عن المسور بن مخرمة، ومروان، قالا: " قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعره بذي الحليفة، وأحرم منها بالعمرة، وحلق بالحديبية في عمرته، وأمر أصحاب...

لا يحل لامرئ مسلم يهجر أخاه فوق ثلاث

عن عوف بن الحارث، وهو ابن أخي عائشة لأمها، أن عائشة حدثته، أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته: والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها، فقالت...

خرج رسول الله ﷺ عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أ...

عن مروان، والمسور بن مخرمة، يزيد أحدهما على صاحبه، " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قل...

إن رسول الله ﷺ قطع في مجن والبعير أفضل من المجن

عن عراك، أنه سمع مروان، بالموسم يقول: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع في مجن، والبعير أفضل من المجن "

إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنت...

عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: " إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب،...

أهدي لرسول الله ﷺ أقبية مزررة بالذهب فقسمها في أصح...

عن المسور بن مخرمة قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية مزررة بالذهب، فقسمها في أصحابه، فقال مخرمة: يا مسور، اذهب بنا إلى رسول الله صلى الله...