2647-
عن عبد الله بن عمر حدثه، أنه كان في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فحاص الناس حيصة، فكنت فيمن حاص قال: فلما برزنا قلنا: كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ فقلنا: ندخل المدينة فنتثبت فيها ونذهب ولا يرانا أحد.
قال: فدخلنا فقلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كانت لنا توبة أقمنا، وإن كان غير ذلك ذهبنا.
قال: فجلسنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر، فلما خرج قمنا إليه فقلنا: نحن الفرارون فأقبل إلينا فقال: «لا.
بل أنتم العكارون».
قال: فدنونا فقبلنا يده، فقال: «إنا فئة المسلمين»
إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو مولى الهاشميين- أحمد بن يونس: هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي، زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه بنحوه الترمذي (١٨١٣) من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، به.
ولم يذكر فيه قصة تقبيل اليد، وقال: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد.
وهو في "مسند أحمد" (٥٣٨٤).
وفي الباب عن عروة بن الزبير عند ابن إسحاق كما في "السيرة النبوية" لابن هشام ٤/ ٢٤ قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما دنوا من حول المدينة تلقاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون، قال: ولقيهم الصبيان يشتدون، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقبل مع القوم على دابة، فقال: "خذوا الصبيان فاحملوهم، وأعطوني ابن جعفر"، فأتي بعبد الله بن جعفر فحمله بين يديه.
قال: وجعل الناس يحثون على الجيش التراب، ويقولون: يا فرار، فررتم في سبيل الله! قال: فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى" وهذا مرسل حسن، وكان ذلك في قفول المسلمين من مؤتة.
وستأتي قصة تقبيل اليد برقم (٥٢٢٣).
قال الخطابي: يقال: "حاص الرجل" إذا حاد عن طريقه، أو انصرف عن وجهه إلى جهة أخرى.
وقوله: " وأنتم العكارون" يريد: أنتم العائدون إلى القتال، والعاطفون عليه، يقال: عكرت على الشيء: إذا عطفت عليه، وانصرفت إليه بعد الذهاب عنه، وأخبرني ابن الزيبقي، حدثنا الكديمي، عن الأصمعي، قال: رأيت أعرابيا يفلى ثيابه، فيقتل البراغيث، ويترك القمل.
فقلت: لم تصنع هذا؟ قال: أقتل الفرسان، ثم أعكر على الرجالة.
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا فئة المسلمين" يمهد بذلك عذرهم، وهو تأويل قوله تعالى: {أو متحيزا إلى فئة} [الأنفال: ١٦].
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( فَحَاصَ النَّاس ) : بِإِهْمَالِ الْحَاء وَالصَّاد أَيْ جَالُوا جَوْلَة يَطْلُبُونَ الْفِرَار.
قَالَهُ السُّيُوطِيُّ.
وَفِي الْمِرْقَاة لِلْقَارِيّ : أَيْ مَالُوا عَنْ الْعَدُوّ مُلْتَجِئِينَ إِلَى الْمَدِينَة , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا } أَيْ مَهْرَبًا.
وَيُؤَيِّد هَذَا الْمَعْنَى قَوْل الْجَوْهَرِيّ : حَاصَ عَنْهُ عَدَلَ وَحَادَ , وَيُقَال لِلْأَوْلِيَاءِ حَاصُوا عَنْ الْأَعْدَاء وَلِلْأَعْدَاءِ اِنْهَزَمُوا وَفِي الْفَائِق : حَاصَ حَيْصَة أَيْ اِنْحَرَفَ وَانْهَزَمَ اِنْتَهَى.
( وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ ) : مِنْ بَاءَ يَبُوء عَلَى وَزْن قُلْنَا أَيْ رَجَعْنَا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّه ( فَنَثْبُت فِيهَا ) : أَيْ فِي الْمَدِينَة.
وَفِي بَعْض النُّسَخ : فَنَبِيت مِنْ الْبَيْتُوتَة , وَفِي بَعْضهَا فَنَتَثَبَّت مِنْهَا , وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فَأَتَيْنَا الْمَدِينَة فَاخْتَفَيْنَا بِهَا لِنَذْهَب أَيْ إِلَى الْجِهَاد مَرَّة ثَانِيَة ( أَقَمْنَا ) : أَيْ فِي الْمَدِينَة ( فَجَلَسْنَا ) : أَيْ مُتَرَصِّدِينَ ( بَلْ أَنْتُمْ الْعَكَّارُونَ ) : أَيْ أَنْتُمْ الْعَائِدُونَ إِلَى الْقِتَال وَالْعَاطِفُونَ عَلَيْهِ , يُقَال عَكَّرْت عَلَى الشَّيْء إِذَا عَطَفْت عَلَيْهِ وَانْصَرَفْت إِلَيْهِ بَعْد الذَّهَاب عَنْهُ.
قَالَ الْأَصْمَعِيّ : رَأَيْت أَعْرَابِيًّا يُفَلِّي ثِيَابه فَيَقْتُل الْبَرَاغِيث وَيَتْرُك الْقَمْل , فَقُلْت لِمَ تَصْنَع هَذَا ؟ قَالَ أَقْتُل الْفُرْسَان ثُمَّ أُعَكِّر عَلَى الرَّجَّالَة ( أَنَا فِئَة الْمُسْلِمِينَ ) : فِي النِّهَايَة الْفِئَة الْجَمَاعَة مِنْ النَّاس فِي الْأَصْل وَالطَّائِفَة الَّتِي تَقُوم وَرَاء الْجَيْش فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ خَوْف أَوْ هَزِيمَة اِلْتَجَئُوا إِلَيْهِ اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُمَهِّد بِذَلِكَ عُذْرهمْ وَهُوَ تَأْوِيل قَوْل اللَّه سُبْحَانه { أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَة } اِنْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ : وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد هَذَا آخِر كَلَامه.
وَيَزِيد بْن أَبِي زِيَاد تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد مِنْ الْأَئِمَّة.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَحَاصَ النَّاسُ حَيْصَةً فَكُنْتُ فِيمَنْ حَاصَ قَالَ فَلَمَّا بَرَزْنَا قُلْنَا كَيْفَ نَصْنَعُ وَقَدْ فَرَرْنَا مِنْ الزَّحْفِ وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ فَقُلْنَا نَدْخُلُ الْمَدِينَةَ فَنَتَثَبَّتُ فِيهَا وَنَذْهَبُ وَلَا يَرَانَا أَحَدٌ قَالَ فَدَخَلْنَا فَقُلْنَا لَوْ عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ كَانَتْ لَنَا تَوْبَةٌ أَقَمْنَا وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ذَهَبْنَا قَالَ فَجَلَسْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا نَحْنُ الْفَرَّارُونَ فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ لَا بَلْ أَنْتُمْ الْعَكَّارُونَ قَالَ فَدَنَوْنَا فَقَبَّلْنَا يَدَهُ فَقَالَ إِنَّا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " نزلت هذه الآية {وما كان لنبي أن يغل} [آل عمران: ١٦١] في قطيفة حمراء، فقدت يوم بدر فقال: بعض الناس لعل رسول الله صلى الل...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتمو...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله».<br>
عن ابن عباس، أن رجلين، اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الطالب البينة فلم تكن له بينة فاستحلف المطلوب، فحلف بالله الذ...
عن أبي أمامة، أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن بلالا أخذ في الإقامة، فلما أن قال: قد قامت الصلاة، قال: النبي صلى الله عليه وسلم: «أقامها ا...
عن خالد بن العداء بن هوذة قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائم في الركابين»(1) 1918- عن العداء بن خالد بمعناه (2...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمينك على ما يصدقك عليها صاحبك»، قال مسدد: قال: أخبرني عبد الله بن أبي صالح، قال أبو داود: «هما...
عن أبي سعيد الخدري، قال: «حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ثلاثين آية قدر الم تن...
عن سعد، قال: مرضت مرضا أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: «إنك رجل مفئود، ائت الحارث بن كلدة أ...